وكالة_إيران_اليوم_الاخبارية_راميا محمد العموري
– الحياة هبة الله لهذا الكون خلق فيه الإنسان مؤتمنا على مواردها و على أخيه الإنسان و دعا في الأديان و الشرائع للعيش بمودة و محبة و سلام بعيداً عن الظلم و العدوان و الجبروت .. غير أنه في بعض المجتمعات تتغير هذه المفاهيم الإنسانية الراقية و تتبدل فيصير المفهوم مغلوطاً لا رحمة فيه و لا شفقة و إنما تكبر و تجبر على أهل الأرض و تتحول الثقافة القائمة على المحبة و الود ثقافة قائمة على البطش و العدوان ولا سيما في ظل التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم لتتحول ثقافته الانسانيه إلى ثقافة عدوانية متنمرة .
– فماهو التنمر ..؟
– وما الأسباب التي أدت إلى ظهور تلك الثقافة ..؟
– ماهي الآثار السلبيه لها ..؟
– وهل من طرق لمعالجه التنمر والحد منه ..؟
– التنمر : هو مصطلح أطلقه العلماء للتعبير عن الوحشية والعدوانية التي وصل إليها الإنسان باعتبارها ظاهرة اجتماعية سلبية تزداد بشكل يومي حيث تأتي على هيئه اعتداء جسدي أو لفظي وتعتمد على التخويف والتهديد للأشخاص لمجرد الشعور بالنرجسية المتغطرسة .فالاستهانه والاستهزاء وأساليب الإكراه والإغاظة من الأسس والقواعد التي يعتمدها المتنمر وهو سلوك مكتسب بثقافة ما وليس محصورا بفئة عمرية معينة ولكنه يبقى متفاوت الشدة بين مجتمع و آخر.
– و للتنمر أسباب عدة و يمكن أن نعد من أبرزها السلوك التربوي الخاطىء و اعتماد الأهل على القوة و العنف في ظل غياب للوعي الديني و الأخلاقي الذي يحث على محبة الآخرين و الإحسان إليهم .
– و لعل من أبرز أسبابها حب التملك والسيطره وحب الذات .
– إضافة إلى ممارسة الألعاب العدوانية التقليدية منها والإلكترونية حيث يدخل الشخص بحالة نفسية تدفعه للانفعال والغضب والرغبة الجامحة لممارسة السيطرة خاصة في ظل الظروف المعيشية والاجتماعيه المتردية فكريا واجتماعياً ، و بالتالي تظهر في المجتمع حالات تنمر و تأخد أنواعاً متعددة ..فقد يكون التنمر أسريا من خلال ممارسة الأبوين التنمر على أبنائهم فتتشكل ثقافه التنمر بحيث تتطور مع تطور المراحل العمريه لهم .. و قد يكون التنمر لفظيا و هو يعتمد على الاستفزاز والاغاظه والتلفظ بألفاظ غير لائقة للطرف الآخر .
– و لها أشدها إيذاء هو التنمر الجسدي كاستخدام العنف والتهديد وأساليب القوه الجسديه كالضرب والقتل من خلال استخدام أدوات معينة تشعر الشخص بالرعب والخوف كذلك .
– التنمر النفسي : الذي يقوم على تحطيم الشخصية والبحث عن النواقص لدى الأشخاص والعبث المعنوي الداخلي النفسي والحاق الأذى به .
– و لعل أكثرها بروزا في الوقت الحالي هو التنمر الالكتروني الذي يعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي والعالم الافتراضي من خلال التشهير بالأشخاص واستخدام طريقه الاستهزاء والسخريه من المنشورات الخاصه بالشخص والبحث عن نشر معلومات كاذبه وملفقه عنه .. و للتنمر آثار سلبية على المتنمر .
– أولاً و على من حوله ثانياً و من أبرزها .
– الاكتئاب والإحباط النفسي و الاضطرابات النفسيه من قلق وخوف وتوتر وغضب ، و كذلك انعدام الشخصية من خلال الشعور بالنقص من خلال المقارنة بالآخرين .. و من الطبيعي أن يكون المتنمر انعزاليا وحيداً .
– و لما كان التنمر بهذه البشاعة عمل العلماء النفسيين على وضع عدد من الطرق لمعالجته من خلال التربيه الأسرية الصحيحة والحرص الكامل على تربية الأبناء في ظروف صحية بعيدة عن العنف والقوه والتسلط و مراقبة الأبناء بإبعادهم عن متابعة البرامج و الألعاب الإلكترونية القائمة على البطش و القوة .
– كذلك التوعيه الدينيه والأخلاقية والحث على العمل بها من خلال تفعيل دور المدارس ولاسيما دور الارشاد النفسي في اتباع السلوك الصحيح و نشر ثقافه المحبة والمودة والعمل الخيري وتحفيز دور التعاون الاجتماعي
و تعزيز الثقه بالنفس .
– فإذا ما كان و حدث المحظور فلا بد من تقديم الدعم النفسي المعنوي للشخص المتنمر والبحث عن علاجه باستشاره طبيب نفسي مختص .
– ختاماً : التنمر ثقافه لابد لنا من الحد منها قدر الإمكان للتخلص من مخلفاتها ورواسبها الباقيه والمستديمه على الأجيال والتي تؤسس لشريعة بعيدة عن الإنسانية وهي أقرب لشريعة الغاب ، و ربما تكون أسوأ من شريعة الغاب نفسها .
– فلندعو لثقافة الحب و المودة و الألفة لنحيا جميعاً بأمن وسلام .