مخيم اليرموك وجواره خاتمة الشهداء ودرة الانتصارات .. بقلم : الإعلامية مي أحمد شهابي
تتسارع الأحداث في سوريا وتأخذ منحى تصاعدياً يبشر بنهاية قريبة للأزمة السورية التي دخلت عامها الثامن، والذي يبشر بأنه سيضع نهاية لهذا الصراع والذي بات أشبه بحرب كونية مصغرة. وشكل تحرير الغوطة الشرقية المدخل الرئيسي للانتصار الكبير . إذ بعد إنهاء آخر جيب للمسلحين في دوما، باتت كامل الغوطة الشرقية، والتي تزيد مساحتها عن 110 كيلو متر مربع، وتضم عدة مدن أكبرها دوما وحرستا. والتي تضم أعداداً كبيرة من السكان حوالي أربعمائة ألف نسمة. هذا عدا أنها تشكل حديقة دمشق ومصدر غذائها. وعن كونها تحيط بالعاصمة دمشق من الشرق والشمال والجنوب الشرقي بما يعطيها موقعاً استراتيجياً مميزاً، استغله المسلحون على مدى السنوات الخمس لتهديد أمن العاصمة. والعدوان على سكانها وهو ما بلغ ذروته في الشهرين الماضيين على وجه الخصوص. إذ أدت اعتداءات المسلحين إلى سقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى، والخسائر في الممتلكات. ولكن يبقى الأهم هو أمن وأمان العاصمة دمشق وساكنيها. وهو ما استدعى إلى تكريس كل الجهود.
وفي الشهور الماضية من التركيز على تحرير الغوطة. وهو الإنجاز الذي فتح الباب لاستكمال استئصال بؤر الإرهاب المتبقية في مخيم اليرموك والتقدم وأطراف حي القدم المحتل بقسمه الأكبر من عصابات داعش الإرهابية. والتي عاثت فيها فساداً ونهباً وسرقة. وتحويل ما تبقى من سكانها إلى جحيم لا يطاق. منعت التعليم وتدخلت بحياة الناس الشخصية. وارتكبت أبشع الجرائم بحق المدنيين، وانتهت باستخدامهم دروعاً بشرية.
ولكن كل هذا الواقع المر بات على وشك أن ينتهي إلى غير رجعة ؟ .. فالقرار قد صدر وفجر مخيم اليرموك على وشك أن ينبلج، ليعود كما كان قاعدة للصمود والمقاومة وبوصلة العودة إلى فلسطين. أبشروا يا أهالي التقدم والحجر الأسود ومخيم اليرموك فأبطال الجيش العربي السوري، والقوات الرديفة، وفي مقدمها قوات الدفاع الوطني ولواء القدس، وقوات فصائل المقاومة تحشدوا من حول أحيائكم وشوارعكم ومنازلكم، وأزقتكم. تحشدوا كلهم وكلهم أمل بالنصر نظراً لما تمثله هذه الأحياء والمناطق من معان نضالية ولحمة لا تنفصل بين جماهير الشعبين السوري والفلسطيني فهما أصحاب قضية واحدة. وبوصلتهما فلسطين والقدس والتحرير.
ومن أجل هذا تتحشد الحاضنة الشعبية لهذه الأحياء، من سوريون وفلسطينيون مع إخوتهم أبطال الجيش العربي السوري، ليؤكدوا بتلاحمهم الشعبي ومع الجيش العربي السوري، على طبيعة هذه المعركة، وما تحمله من معان، وإذ تحشد الجيش العربي السوري والقوات الرديفة كل قدراتها وإمكاناتها من أبطال أحياء هذه المناطق ليؤكدوا بمشاركتهم ودورهم الكبير والمميز وولائهم لوطنهم وشعبهم واستعدادهم للتضحية بكل غال ونفيس. كل ذلك من أجل إنهاء الوضع الشاذ لأحيائهم ومناطقهم والقتال حتى تحرير آخر شبر من دنس التكفيريين .
هذا وتتحشد القوات من كل جانب وبثلاثة حلقات تحيط بالمنطقة من جهة شارع الثلاثين والبوابة من جهة الجنوب والغرب. و من مداخل شارع اليرموك، وشارع فلسطين. وحي التقدم من الشرق . ولتضمن إطباق الحصار الكامل. تمهيداً لاقتحام معاقل داعش. ويبدو أن التحضيرات قد استكملت ولم يبقى سوى إعلان لحظة ساعة الصفر بين لحظة وأخرى .
ابشروا أيها الفلسطينيون والسوريون في اليرموك والتضامن والحجر الأسود والقدم. هي ليست أكثر من ساعات أو أكثر قليلاً حتى تزول الغيمة السوداء. وأنتم أيها الدواعش لم يبقى أمامكم سوى الموت أو الاستسلام فقوات الجيش العربي السوري والقوات الرديفة وفصائل المقاومة الفلسطينية وآخرون ينتظرون على أحر من الجمر لحظة الانطلاق وسيلاحقونكم أينما كنتم ولن تحميكم لا أنفاقكم ولا حفركم ولا تحصيناتكم، ولا مفخخاتكم، لأنكم ستواجهون أبطالاً أقسموا أن لابديل عن النصر.. وهو نصر قريب .