- هكذا كان مخيم اليرموك وسيبقى عاصمة للعودة إلى فلسطين يتوسط مخيم اليرموك الجناح الجنوبي الشرقي للعاصمة دمشق، وبات يعتبر أحد أحيائها، إذ أنه يتبع إدارياً لمحافظة العاصمة دمشق، رغم أنه يتمتع بوضع خاص عن بقية الأحياء الدمشقية لأسباب سياسية مضمونها وجوهرها الحفاظ على خصوصيته الفلسطينية. بلغ عدد سكان مخيم اليرموك قبيل العام 2011 ما يقارب 350000 نصفهم من الفلسطينيون، في حين أن البقية هم من سكان العاصمة أو الضواحي المحيطة بها ومن بعض سكان المحافظات الاخرى. وبات مخيم اليرموك شرياناً اقتصادياً هاماً إذ كان سوقه الرئيسي يعتبر ثالث أو رابع سوق تجاري في العاصمة دمشق. يؤمه الناس من مواقع متعددة ولاسيما من نصفها الجنوبي والشرقي ليبتاعوا مختلف احتياجاتهم. وليتجولوا في أسواقه المتنوعة والتي تلبي مختلف الحاجات ولكل المستويات الاقتصادية والاجتماعية. وندر أن تجد مجتمعاً يشبه هذا المجتمع بتنوعه والذي يكاد يشمل كل أشكال وأنواع الأطياف (الفلسطيني والسوري والعربي). وبات اسم المخيم اسماً مجازياً لا يرتبط بأصل السكان وأعدادهم أو بالنمط الاقتصادي والاجتماعي. إذ أن واقعه الاقتصادي والاجتماعي لا يتوافق مع التسمية ـ مخيم ـ. بل يرتبط بالاطار السياسي والثقافي الفلسطيني والدور الذي يلعبه في هذا المجال على صعيد فلسطينيي سوريا وفلسطينيي الشتات. وهي مفارقة ندر أن تجدها في مدينة أو مخيم آخر. وهو ما جعله رمزاً للهوية الفلسطينية بمختلف تكويناتها السياسية والثقافية والنضالية والفكرية. وأنموذجاً فذاً لعروبة القضية الفلسطينية وموقعها في الوجدان السوري على مدى عمر سنين النكبة. ولا نغالي إن قلنا، إنه ولهذا السبب بالذات جرى استهداف مخيم اليرموك، واستهداف قاطنيه لما يمثله بالذات من هذه القيم، وارتباطاً بما يحاك من مشاريع ومؤامرات تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، على غرار ـ صفقة العصر ـ السيئة الصيت التي يبشر بها الرئيس الأمريكي ترامب، وفاتحتها الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الصهيوني. يمكننا القول إنه: بعد النجاحات الكبيرة التي أحرزها الجيش العربي السوري والقوات الرديفة على محاور القتال في الشمال وإدلب والجبهة الجنوبية الغربية، أوعزت الجهات الغربية لعملائها بالتوجه من المناطق الواقعة في البادية الشامية، بالتحرك باتجاه الغوطة، بهدف شن هجمات مباغتة للفت الأنظار عن الانتصارات التي تحققت على بقية الجبهات. ومع اكتشاف هذا المخطط للقيادة السورية، فقد عملت على استباق هذا الهجوم بهجمات مركزة استهدفت الغوطة الشرقية، وتمكنت من تقطيع أوصال أوكار المسلحين في ثلاثة مناطق معزولة عن بعضها، وأنزلت بهم خسائر جسيمة. ومن أجل تثبيت هذا الانتصار كان لابد من عزل المنطقة الجنوبية والتي تشمل القدم ومخيم اليرموك والحجر الأسود ومناطق يلدا وببيلا التي تشكل ظهيراً متمماً للغوطة الشرقية. ومع إدراك الجماعات المسلحة لفداحة الهزائم في الغوطة الشرقية، فقد بدأت بالسعي لترتيب أوضاعها وضمان خروجها، بعد إدراكها لما ستواجهه من هزيمة نكراء. وسارعت هذه الجماعات لاسيما في القدم لمفاوضات تستهدف خروجهم إلى إدلب، إلا ان تشتت هذه الجماعات وتردد بعضها لاسيما مجموعات داعش في الحجر الاسود واليرموك تدخلت لمنع ترتيبات الخروج من القدم ، واستهدفت مواقع الجيش والقوات الحليفة لمنع إنجاز هذه الترتيبات، وجاء الرد عليها صاعقاً حيث تمكنت قوات الجيش العربي السوري من صد نيرانها. ترافقت مع حملة عسكرية واسعة شملت كل مواقع المسلحين في اليرموك والحجر الأسود والتضامن، وقطعت طرق الإمداد من وإلى يلدا وببيلا وأوقعت في صفوف عصابات داعش أكثر من 26 إصابة وعشرات الجرحى. وبذلك أطبقت حصاراً كاملاً عليهم من جهات القدم الحجر الأسود اليرموك وصولاً إلى يلدا وببيلا، وهو ما أدى الى إرباكهم بشكل كبير وأفقدهم القدرة على الحركة والمناورة، وبث اليأس في نفوسهم . ومع تواصل الحصار والقصف وانهيار معنويات زعماء هذه العصابات ومسلحيها، فإن الوقت لن يطول أمام هزيمتهم والقضاء عليهم وهو ما تؤكده الوقائع اليومية في مختلف المواقع وشهادات الذين لازالوا محاصرين في تلك المناطق وشهادات الذين تمكنوا من المغادرة. ونظرا لكل ما سبق بدأت عصابات داعش بإغلاق مداخل ومخارج مناطقها بركام الأتربة والحجارة لمنع المدنيين المتبقين من المغادرة. بغية استخدامهم دروعاً بشرية، واستغلال حاجاتهم للمأكل والمشرب والعلاج. وهو ما يؤكد انهيار معنوياتهم. وما سيمهد للقضاء عليهم من قبل أبطال الجيش العربي السوري وحلفائه والقوات الرديفة له. في هـذا قال السيد: (أحمــد جمعة ـ أبو عمـاد) قائـد قـوات الــصاعـقة طـلائع حـزب التحـرير الشـعبية نعمـل علــى تضييـق الخنـاق على الجمـاعات المـــسلحة وافشـال كـل محاولاتـهم التمـركز في أماكـن ثابـتة يسـتطيعون من خــلالها الســيطرة على ما تبقـى من المـخيم وإطــلاق نار حقــدهم على الأهالـي فيـه. بنفس السياق تحدثنا إلى (المقدم محمد الخازم) يساهم الدفاع الوطني ويتمركز على أطراف مخيم اليرموك بشكل فعلي بزعزعة ثقة الإرهابيين بأنفسهم ولاسيما أنهم يشكلون قوى ضاربة رديفة للجيش. ويشددون على طرد الإرهابيين من كل المناطق السورية وقطع الطريق أمام المسلحين ومرتزقتهم. ونساهم لوجستياً وعسكرياً في حال تطلب منها أي أمر وطني لتكون بذلك حالة أمل يؤدي دوراً إيجابياً في حياة الشعب السوري. وفي نفـس الــموضوع تحـدثنا إلـى السيد (ســائد عبـد العــال) القـائد العـــسكري لقــوات حـركة فلــسطين حــرة إن ما يهـدف لـه المســلحون هـو إضـاعـة الحـــق الفلـــسطيني بحـقـوقه المشــروعـة وما كانـت هـذه الحـــرب علـى ســورية إلا بــسبب هــذا الالتــزام اتجاه الفلســـطينيين وحـقوقهم ولـن يـزيدنا هــذا إلا إصراراً لـدحر آخــر ارهابـي مـن أرضــنا وســنسـتمر بالتــصدي لمحاولاتهـم إراقـة الــدم الســوري والفلـــسطيني .