#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– ثمة نتائج وحقائق عديدة اسفرت وكشفت عنها معركة طوفان الأقصى وما تلاها من توسع لدائرة المواجهة وفي مقدمة ذلك أن اسرائيل كيان قابل للهزيمة بدليل أنه لولا الدعم الذي وصل الى مستوى المشاركة في المعارك لما تمكنت اسرائيل من الاستمرار بتلك المواجهة كل هذه الفترة الطويلة وهي التي كانت تتحدث دائما” عن حروب خاطفة تنهيها لصالحها في عدة ايام أو اسابيع بدليل أن ساستها يتحدثون عن أنها معركة وجود وهذا يعني هشاشة بنية ذلك الكيان وضعف حوامله ما جعله يستشرس في الرد في كل ساحات المواجهة في عملية قتل جماعي غير مسبوقة في تصور منه على انه قادر على اسكات كل مصادر النيران في نقاطها المشتعلة والحقيقة الثانية التي كشفت عنها معركة طوفان الاقصى أن الذراع القوية والطويلة لم تعد فقط اسرائيلية وإنما ثمة اذرع أخرى اصبحت طويلة وقوية بدليل استهداف العدو من اليمن والعراق وايران بمسافات زادت على آلاف الكيلومترات الأمر الذي لم يكن في حسابات صانع القرار الاستراتيجي الاسرائيلي وتوقعاته والحقيقة الثالثة كشفت معركة الطوفان عن البعد المركب والمكثف للصراع الذي حاول الاسرائيليون تاريخيا” حصره في الدائرة الاسرائيلية الفلسطينية وبوصفه نزاع وخلاف على حدود فظهرت الابعاد الأخرى وهي البعد القومي والاسلامي والدولي لجهة ان القضية الفلسطينية هي قضية عربية واسلامية وجزء من حركات التحرر الوطني بدليل وقوف دول من امريكا وافريقيا وآسبا الى جانب الحق الفلسطيني ومخاصمة الكيان أمام المحاكم الدولية سواء محكمة العدل الدولية أو المحكمة الجنائية الدولية كما كشفت معركة الطوفان عن حجم التعاطف الدولي مع الشعب الفلسطيني وقضيته بدليل خروج المظاهرات في اغلب دول العالم بما فيهاأمريكا واوربا منددة بما تقوم به القوات الاسرائيلية المحتلة من اجرام ومجازر بحق الشعب الفلسطيني واللبناني واستهداف للمدنيين والمؤسسات الطبية والصحية وغيرها كما كشفت معركة الطوفان وما تلاها عن حقيقة أن الكيان الصهيوني هو الرأسمال الاستراتيجي للغرب بضفتيه وانه مشروع غربي استعماري هيمني لا تقف حدوده عند فلسطين وإنما يستهدف تغيير الخارطة الاستراتيجية للشرق الأوسط بما يخدم المصالح الاميركية وتقاطعاتها بدليل ما جاء على لسان بنيامين نتنياهو قبل عدة ايام من العدوان على لبنان واغتيال الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في عملية غادرة في الضاحية الجنوبية وتقاطع تصريحات نتنياهو مع حديث وزير الخارجية الاميركية قبل يومين عن استراتيجية أمريكية بمواجهة ما اسماه الدول التحريفية حسب زعمه ويقصد بها كلا” من روسيا والصين وكوريا الشمالية وايران .
والى جانب ما تمت الاشارة اليه كشفت الحرب ايضا” عن قصور دور المنظمات الدولية بما فيها الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة وعدم قدرتها على تحقيق مضامين ميثاقها وايقاف العدوان الذي يهدد بل هدد الامن والسلم الدوليين حقيقة لا ادعاء واقتصار دورها على الشجب والتنديد أو الدعوة لتقديم المساعدات الإنسانية وكأنها هيئة اغاثية للكوارث وليست مؤسسة معنية بالأمن والسلم الدوليين وضبط ايقاع المعتدين ما يعني انكشاف حالة ضعفها والحاجة الى تغيير عميق في هيكليتها ودورها ومؤيدات ما يصدر عنها من قرارات أو توصيات وهو ما تم طرحه في العديد من كلمات ممثلي الدول في دورة انعقادها السنوي هذا العام .
ولاشك أن مواقف بعض الدول العربية التي يفترض انها معنية بالصراع بل وهدف من اهداف المشروع الصهيوني لم تكن في المستوى المطلوب حتى في الحدود الدنيا لا بل أن مواقف بعض الدول خارج الدائرة العربية كانت متقدمة كثيرا” على مواقف من يفترض أن يكونوا هم اصحاب القضية والمدافعين عنها وهذا يطرح سؤال حول مدى شرعية هذه الانظمة اخذا” في الاعتبار فرضية انها تعبير عن ارادة شعبية في وجودها بالحكم حيث البون واسع بين مواقف الجماهير العربية من المحيط الى الخليج وبين مواقف بعض تلك الحكومات التي لم تعبر عن نبض الشارع ووجدانه وضميره الجمعي .
الحقيقة الأخرى التي كشف عنها هي أن القضية الفلسطينية قضية تحرر وطني وقضية حقوق شعب لا يمكن انكارها وتهميشها ولا يمكن ان يتحقق سلام في المنطقة لا بسلام فلسطيني يعيد الحقوق لاصحابها الشرعيين والمتمثل بقيام دولة فلسطينية بحدود واضحة وسيادة كاملة وعاصمة تاريخية هي مدينة القدس ولا مجال لما سمي السلام الاقتصادي أو صفقة القرن أو الاتحاد الابراهيمي وغيرها من عناوين خادعة ان تلغي حقيقة أن هناك قضية فلسطينية وشعب فلسطبني له الحق في استعادة ارضه المغتصبة وقيام دولته المستقلة وكل ما عدا ذلك هو وهم وجري وراء سراب .
د. خلف المفتاح