وماذا بعد الذي حصل ..؟ بقلم : الدكتور خلف المفتاح – مدير عام مؤسسة القدس الدولية – سورية

#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية

 

 

– بعد عملية اغتيال الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله حاولت الكثير من وسائل الإعلام تشكيل انطباع بأن المقاومة اللبنانية قد انهارت برحيله بحكم موقعه القيادي في الحزب ومكانته النضالية وصورته في الوعي العام بوصفه رمزاً للمقاومة وله سجل ناصع في الانتصارات ومواجهة العدو الصهيوني والانتصار للقضية الفلسطينية وربطه جبهتي غزة والجنوب اللبناني ما شكل صدمة للعدو وبداية نقول انه وعبر تاريخ المقاومات في العالم لم تتمكن عملية اغتيال لقائد سياسي او مقاوم ان تنهي حركة مقاومة او تحدث تغيير واسع في مجرى الأحداث بشكل سلبي او تراجعي لا بل ربما زادت الحالة تدفقا وحضوراً واستمرار أو بالنظر لما جرى من عملية اغتيال للسيد الأمين العام لحزب الله تجدر الإشارة إلى أن عملية أمنية وعسكرية بهذا الشكل والمستوى من التخطيط والرصد والتنفيذ لا يمكن ان تتم دونما تنسيق وشراكة مع مجموعة أجهزة مخابرات وتنسيق سياسي وامني مع جهات عدة لأن ثمة تداعيات ومخاطر حقيقية لابد من توقعها جراء ذلك العمل الخطير وهنا يفترض أن تكون المخابرات الغربية شريكة في هكذا عملية دقيقة ّوخطيرة ومعقدة وذات نتائج وأهداف بعيدة على المستوى الاستراتيجي بدليل ما جاء على لسان رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو بعد عملية الاغتيال بالقول :إنتا نعمل على تغيير الواقع الاستراتيجي في منطقة الشرق الاوسط والملاحظ أن عبارته جاءت بصيغة اننا ما يعني انه يتحدث بلغة جماعة ودول وليس الكيان الصهيوني وحده ولعل ترجمة هذا الكلام يفسر ماجرى ويجري على التوازي في كل من غزة واليمن وطهران وغيرها من استهدافات مماثلة لقادة في دول المقاومة فهو هدف من مصفوفة اهداف يجري العمل لتحقيقها تشمل دول وقوى محور المقاومة بالتسلسل تنهيداً لما تحدث عنه نتنياهو وهو التغيير الاستراتيجي الذي يعبد الطريق لمشروع امريكي تحت عنوان الشرق الاوسط الجديد ولعل ماجرى في عام 2006 من اجتياح لجنوب لبنان وفشله في تحقيق اهدافه وما حصل في الربيع العربي وفشله اليوم هو من احال تنفيذ ذلك المشروع الخطير لاسرائيل لكي تقوم به اصالة وليس وكالة حيث مارس اطراف المشروع لعبة الانتظار بهدف الخداع من خلال الوعود الاميركية فاغتالوا هنية ومنً ثم بعض قيادات حزب الله وصولا

لاغتيال الامين العام السيد حسن نصر الله وهذا كله سياق متصل ولعل لعبة المفاوضات بشأن توقيع ما سمي صفقة تبادل بين المقاومةً والعدو ااصهيوني لا تعدو كونها حزء من الحرب بوصفها عملية خداع وشراء الوقت في رهان على تغيير موازين القوى بين اطراف الصراع وصلا للتمهيد لارساء نظام اقليمي تحت مسمى شرق اوسط جديد في ظل حديث عن الاتحاد الابراهيمي الذي لا يعدو كونه تسمية ملطفة لاسرائيل الكبرى من التيل للفرات اعمالا للرواية التوراتية فهو شرق اوسط اوربي اميركي تشكل اسرائيل نواته المركزيةً ومركز الثقل والقيادة فيه فالاغتيال خطوة في هذا الاتجاه اي من شرق اوسط مقاوم عربي الى شرق اوسط امريكي اسرائيلي عبر مشروع اقتصادي استثماري ظاهره تنمية ومضمونه مشروع هيمنة روج له رئيس وزراء الكيان الصهيوني في كلمته امام الجمعية العامة للامم المتحدة في السابع والعشرين من شهر ايلول عندما ابرز خريطتين احداهما خضراء الاخرى سوداء في اشارة مخادعة للخير والشر .

– لقد كان الحديث قبل التركيز على الجبهة اللبنانية مقتصر على غزة ووقف الحرب فتحول الى حديث عن تغيير لمنطقة الشرق الاوسط ضمن جغرافيا سياسية جديدة ولعل ذلكً يمثل تحدياً لشعوب المنطقة بالكامل يحتاج لاستحابة فاعلة ورادعة فهذا وفقهم لا يتحقق الا من خلال القضاء على المقاومة في المنطقة العربية ومشروعها ونجاح المشروع الاميركي الصهيوني الذي لا يحتاج بهذا المعنى استمرار نتنياهو في الحكم فقط وانما ان يكون بطلا في التاريخ اليهودي ومحققا ” لاسرائيل الكبرى ” كما يشوع بن نون وشاؤول وداوود وسليمان في ظل حديثه قبل عدة ايام عن مملكة يهودية رابعة على حساب العرب وجوارهم التاريخي .

د . خلف المفتاح