إثنان وأربعين عاماً على مجزرة صبرا وشاتيلا ومسلسل الإجرام الجماعي الصهيوني : بقلم : الدكتور الإعلامي فضيل حلمي عبدالله

#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية

 

 

– إثنان وأربعين عاماً وما زالت الذاكرة الفلسطينية تختزن ذكرى مجزرة من أبشع جرائم التاريخ البشري المعاصر، ارتكبتها عصابات جيش الاحتلال الصهيوني وأدواته العميلة في  لبنان بحق المدنيين اللاجئين الفلسطينيين وأشقائهم اللبنانيين والعشرات من جنسيات عربية وأجنبية مختلفة.. ذهب ضحيتها ما يزيد عن 3500 شهيد ومئات المفقودين. مارس خلالها القتلة أبشع صنوف القتل والتعذيب لضحاياهم، فبقروا بطون الحوامل وذبحوا الأطفال والنساء والشيوخ ودمروا المنازل على رؤوس ساكنيها. وعلى مدى ثلاثة أيام متواصلة، أفرغ القتلة كل حقدهم ووحشيتهم ونفذوا جريمة من أبشع الجرائم ضد الإنسانية، ما زالت آثارها النفسية حاضرة في أذهان ووجدان كل أبناء الشعب الفلسطيني وكل الأحرار والشرفاء في العالم..

 

تلك المجزرة البشعة التي ارتكبت إثر الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982 وصمود المقاومة الفلسطينية واللبنانية في وجه قوات الغزو على أبواب بيروت على مدى ثلاثة أشهر، عجز خلالها الاحتلال عن اقتحامها. ولم يتمكن من دخولها إلا بخديعة وتواطؤ أميركي غربي، الذي قدم الضمانات والوعود لقوات الثورة الفلسطينية بحماية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. ولم تمضِ أيام على خروج قوات الثورة حتى اقتحمت العصابات النازية بأوامر ودعم وتغطية جيش الاحتلال الصهيوني بقيادة مجرم الحرب وزير الدفاع الصهيوني آنذاك أريئيل شارون ورئيس أركانه رافائيل إيتان المخيم الذي يقطنه الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين والفقراء اللبنانيين والسوريين ومن جنسيات أخرى، حيث أقدموا على قتل أي كائن حي صادفوه..

ورغم بشاعة ووحشية ما ارتكبه جيش الاحتلال وأدواته، إلا أن العالم قد غض البصر عن محاكمة القتلة المجرمين وملاحقتهم بصفتهم مجرمي حرب ومحاكمتهم على ما ارتكبت أيديهم. فالإبادة التي ترتكب بحق شعبنا في قطاع غزة ، دليل أن بقاء المجرمين خارج القضبان، لتستمر في مراكمة الإجرام والوحشية والفاشية ولتتربع على رأس الكيان الصهيوني  العنصري،  الذي يشكل اليوم  تهديداً  للإنسانية جمعاء  ولكل الأحرار والشرفاء في أمتنا والعالم..

 

تحل الذكرى إثنان وأربعين عاماً لمجزرة صبرا وشاتيلا وحرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال بقيادة وشراكة وتواطؤ من الولايات المتحدة الأميركية و الدول الغربية الاستعماري، وصمت وخذلان رسمي عربي ضد الشعب الفلسطيني تتوالى فصولاً، وها هم أبناء شعب فلسطين اليوم في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس يتعرضون لحرب إبادة وتطهير عرقي قل ما شهد التاريخ البشري المعاصر لها مثيلاً، بهدف تصفية القضية الفلسطينية وتنفيذ المخططات والمشاريع الصهيونية الإمبريالية للسيطرة على مقدرات وثروات شعوب المنطقة والهيمنة الاستعمارية على العالم..

وفي الوقت الذي يرتكب فيه جيش الاحتلال أبشع الجرائم الوحشية مستخدماً أحدث ما توصلت إليه آلة القتل الأميركية الصهيونية الغربية بحق شعب أعزل إلا من الإرادة والإيمان بعدالة قضيته وبحقه في الحياة الحرة والكريمة كباقي شعوب الأرض، يواصل الشعب الفلسطيني صموده وثباته مسطراً أروع ملاحم البطولة والفداء، يرفض الخنوع والاستسلام ويؤكد تمسكه بخيار المقاومة سبيلاً وحيداً للتحرير والعودة..

لقد شكلت مجزرة صبرا وشاتيلا قبل نموذجاً ودرساً للشعب الفلسطيني وعبرة لكل من يراهن على الوعود الضمانات الأميركية والغربية التي تمثل عنواناً للكذب والنفاق والتآمر على الشعوب التواقة للتحرر من نير الاحتلال والاستعباد..

إننا ونحن نستذكر بشاعة تلك المجزرة، فإننا ندعو محكمة الجنايات الدولية، ومحكمة العدل الدولية، وكل المؤسسات الحقوقية والقانونية والإنسانية الدولية، وكل أنصار الحرية والعدالة في العالم، إلى مواصلة الضغط بكافة الأشكال والوسائل، حتى تتوقف حرب الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والضفة الغربية، وملاحقة قادة الكيان الصهيوني وجيشه ومحاكمتهم بصفتهم مجرمي حرب، كي لا يفلت المجرمون القتلة من العقاب، كما أفلت المجرمون القتلة الذين ارتكبوا مجزرة صبرا وشاتيلا قبل إثنان وأربعين عاماً..

 

و في ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا تجدد جميع فصائل المقاومة الفلسطينية العهد لشهداء المجزرة المستمرة، أن الشعب الفلسطيني سيواصل درب الكفاح والمقاومة حتى استعادة كامل حقوقه المغتصبة مهما طال الزمن ومهما بلغت التضحيات التي تهون في سبيل تحقيق النصر والتحرير لفلسطين كل فلسطين.

الدكتور الإعلامي فضيل حلمي عبدالله