هل فشل المشروع الصهيوني ..؟ بقلم : الدكتور خلف المفتاح – مدير عام مؤسسة القدس الدولية – سورية

#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية

 

 

 

– بني المشروع الصهيوني الذي استهدف فلسطين والمنطقة على عدة عناصر وحوامل منها اربعة اساسية وهي أن (اسرائيل  ) دولة يهودية وديمقراطية وعلمانية وآمنة ومستقرة وبتحليل العناصر الاربعة نخلص الى جملة من القناعات والحقائق أولها أن اسرائيل لم تتمكن من أن تصبح دولة يهودية خالصة فعدد سكان فلسطين وما احتل من الضفة الغربية أكثر من السكان اليهود حسب آخر الاحصائيات الصادرة عن مراكز احصاء اسرائيلية حيث يقدر عدد اليهود بسبعة ملايين و200 الف يهودي بينما عدد العرب اكثر من ذلك بمائتي الف ناهيك عن أن هناك أكثر من 400 الف يهودي من العرب  وهذا الفارق الديمغرافي يزداد سنويا” حيث تشير الاحصائيات المتعلقة بالولادة أن المرأة الفلسطينية تنجب وسطيا” أربعة اطفال بينما المرأة اليهودية ثلاثة ما يزيد الفارق في عدد السكان مع الزمن ويوسع الفجوة الديمغرافية وهنا نصبح أمام (دولة ) ثنائية القومية عربها اكثر من يهودها وهذا يشكل مأزقا” وهاجسا” حقيقيا” لدى قادة الصهاينة والنقطة الاخرى أو العامل الآخر هو ان اسرائيل دولة ديمقراطية وهذا يتناقض مع الواقع حيث يوجد نظامان قضائيان في ذلك الكيان وقوانين مختلفة تطبق على سكان الكيان من عرب وغيرهم وكذلك تفرقة بين الاشكناز والسفارديم والفلاشا والحريديون أما العامل الثالث في توصيف المشروع الصهيوني بأن اسرائيل دولة علمانية ومن ينظر الى الواقع الحالي يكتشف أنها دولة تسير بشكل نهائي لتكون دولة دينية حيث يسيطر على الحكم فيها منذ عدة سنوات التيار الديني المتطرف الذي اصبح في مركز القرار والمؤسسات بعد أن كان على هامش الحياة السياسية منذ استزراع الكيان عام 1948  أما العنصر الرابع في المشروع فهو ان اسرائيل ستكون دولة مستقرة ولعل هذا العنصر الاساسي لم يتحقق طيلة استزراع ذلك الكيان وحتى الآن لا بل إن عوامل عدم استقراره زادت بشكل واضح خلال السنوات الماضية ولاسيما بعد معركة طوفان الاقصى التي زلزلت قواعد ارتكازه ما دعا قادة الصهاينة يتحدثون عن معركة وجود وبقاء مع تنامي حالة المقاومة في فلسطين بكامل جغرافيتها المحتلة حيث تشير احصائيات صادرة عن مراكز استطلاع للرأي العام الفلسطيني أن نسبة الفلسطينيين الذين كانوا يؤمنون بالكفاح  المسلح قبل عام لاتزيد على 24 بالمائة من سكان فلسطين بينما ارتفعت اليوم لتكون 64 بالمائة بينما بقي من يراهن على الكفاح السياسي واشكال المقاومة غير المسلحة لا يتجاوز 30 بالمائة مع ان الجميع يرفض الاحتلال .

من خلال ما تقدم نرى أن هذا المشروع الصهيوني الاحلالي التوسعي في طريق النهاية وطبعا” هذا لا يتم بشكل تلقائي وبقوة العطالة ولكن من خلال المقاومة المسلحة وغير المسلحة مع التركيز على ان المقاومة المسلحة هي الوسيلة  واللغة الوحيدة التي يفهمها والامر الآخر التمسك بالارض وعدم مغادرتها تحت كل الظروف اضافة للتركيز على العامل الديمغرافي السكاني ولعله لا يقل اهمية عن المقاومة المسلحة في الحفاظ على الهوية والأكثرية العددية ناهيك التمسك بالثقافة الوطنية الفلسطينية تحت الاحتلال والتشبيك بين فلسطينني الداخل والخارج وتشكيل لوبيات ضاغطة حيث يتواجد الفلسطينيون والعرب واصدقاءهم لتبقى القضية الفلسطينية حاضرة في الوجدان العام وأمام الرأي العام العالمي والمنابر الأممية اخذا” في الاعتبار أن الكيان الصهيوني لم يكن معزولا” دوليا” في يوم من الايام كما هو حاصل في الوقت الحاضر ولم يعاني من ازمات داخلية وانقسامات سياسية ومجتمعية كما هو اليوم من هنا تأتي اهمية قراءة هذه العناصر وذلك الوضع المأزوم والدفع باتجاه الحل السياسي وصولا ” لقيام الدولة الفلسطينية المنشودة وعاصمتها مدينة القدس مدينة السلام والمحبة       .

د . خلف المفتاح