#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– خيراً فعل مجلس شورى حركة حماس في اختيار المجاهد الكبير أبو إبراهيم يحيى السنوار رئيساً للمكتب السياسي للحركة. حيث أتى الاختيار في لحظة تاريخية فارقة، بدأت في السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي في ملحمة في طوفان الأقصى، ومرور عشرة أشهر على حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة على يد الثنائي النازي الأمريكي والصهيوني. وهي فرصة لنهنئ قوى محور المقاومة على هذا الاختيار المُبارك، ونترحم على القائد الوطني الكبير الشهيد إسماعيل هنية، لنقول خير خلف لخير سلف.
– ولكن ماذا في دلالات هذا الاختيار للأخ يحيى السنوار في هذه اللحظة التاريخية الأهم والأخطر في سياق صراعنا مع العدو الصهيوني .
– وهنا لربما الكثير لم يكن يتوقع اختيار أبو إبراهيم السنوار رئيساً للحركة، وبهذا المعنى هو اختيار المفاجأة لهذا الكثير وأولهم ثنائي العدوان على شعبنا الأمريكي والصهيوني.
– هذه الدلالات يمكن تلخيصها بشكل أولي بالآتي :
1 – شكل الاختيار رداً منطقياً من قبل حماس على جريمة اغتيال رئيس مكتبها السياسي الشهيد الكبير إسماعيل هنية. والقول لنتنياهو طالما اخترت طريق الاغتيال لقطع الطريق على أية إمكانية لوقف العدوان وحرب الإبادة، فالحركة اختارت ورداً على جرائمكم قائد طوفان الأقصى ليتابع مسيرة الجهاد والمقاومة.
2 – قطع الطريق على كل من حاول القول بأنّ حماس الداخل ليست حماس الخارج، وكأن الحركة حركتين ولربما وفق هؤلاء المشككين ثلاثة أو أربعة. وبأنّ الحركة لن تكون رهينة للضغوط من هنا أو هناك، وعلى حساب التزامها خيار المقاومة، خيار الشعب الفلسطيني.
3 – بعد مرور عشرة أشهر على معركة طوفان الأقصى، تُعيد قيادة حركة حماس باختيار الأخ السنوار رئيساً لها، التأكيد أولاً على أنّ الذهاب إلى معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي كان خياراً صائباً وصحيحاً في سياق الصراع المفتوح مع الكيان ومشروع الحركة الصهيونية. وثانياً، هذا الاختيار جاء تكريماً ووسام شرف من حركة حماس ونحن معها، على صدر الأخ المجاهد يحيى السنوار، ومن خلاله لكل قيادات المقاومة والمجاهدين فيها الذين لازالوا في ميادين المواجهة والقتال. وإلى سائر الشهداء والجرحى والأسرى، وسائر أبناء شعبنا في قطاع غزة والضفة والقدس وسائر أراضينا الفلسطينية المحتلة.
4 – سقوط الرهان على أنّ حركة حماس بعد اغتيال الأخ إسماعيل هنية، قد تختلط الأوراق داخلها، مما سينعكس سلباً على علاقاتها مع دول وقوى محور المقاومة. بل جاء الاختيار تأكيد المؤكد على أنّ الحركة معنية أكثر من أي وقت مضى، أن تلتصق أكثر فأكثر في محور المقاومة بساحاته التي تخوض حرب إسناد ودعم منذ الثامن من أكتوبر تشرين الأول الماضي.
5 – الاختيار وجّه صفعة كبيرة لتوجهات المجرم نتنياهو وحكومته الفاشية، الهادفة إلى إخضاع حركة حماس، من خلال إرباك حساباتها المتعلقة بالمفاوضات حول صفقة تنهي العدوان، وفك الحصار، وانسحاب الاحتلال، وإدخال المساعدات، وبدء الإعمار لما هدمه حقد وإجرام الكيان الصهيوني المُدجج بالسلاح الأمريكي على أنواعه وأوزانه. ومن شأن الاغتيال الجبان أن يرغم حماس على القبول بشروطه. فجاء الاختيار كالرياح التي لا تشتهيها سفن نتنياهو وجوقته الفاشية.
6 – إنّ مسارعة قوى المقاومة الفلسطينية ومعها قوى المحور، إلى توجيه التهاني والتبريكات لحركة حماس، إنما يُدلل على ارتياح وتقدير عالٍ من قبل تلك القوى لقيادة حركة حماس على اختيارهم الموفق، والذي يعكس فهماً عميقاً في التعامل مع تطورات الأحداث خصوصاً في الملمات نتيجة اغتيال قائدها ورئيسها الشهيد الكبير إسماعيل هنية.