#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– لكل دولة من دول العالم رصيد بشري من مواطنين سواء كانوا داخل البلاد او خارجها وهم ثروة حقيقية لاوطانهم خاصة عندما تمر في ازمات او تحل بها كوارث سواء كانت طبيعية او بفعل الصراعات وغيرها ونقطة اختبار لوطنيتهم وانتمائهم وتبرز تلك الحالة من خلال ما يقدمونه لبلدانهم من مساعدات ودعم ومساندة والتفاف حولها ودفاعا” عنها وسورية من الدول التي تمتلك رصيداً ” طيباً ” في هذا المجال فملايين السوريين هم في المغترب منذ اكثر من قرن ونصف ويتوزعون في اغلب قارات العالم من أمريكا غربا” الى استراليا في اقصى الجنوب الشرقي للحرة الأرضية وعلى الرغم من استقرار الملايين منهم في تلك البلدان وحصولهم على جنسيتها إلا ان ارتباطهم هم وابناءهم واحفادهم بقي قائما ومتينا” في وطنهم الأم سورية وتجلى ذلك الارتباط في مناسبات عديدة سواء كانت افراح او اتراح ونقل اولئك السوريون الوجه الحضاري لسورية وعراقتها وحيوية شعبها وابداعاته حيث شكلوا في المغتربات حالة تميز وابداع واخلاص للبلدان التي استقروا فيها فساهموا في نهضتها وتطورها وساهموا في الحياة السياسية وتبوأو ا المناصب الرفيعة والمواقع الحساسة واحترموا قوانينها وثقافة شعبها بالقدر الذي حافظوا فيه على ثقافتهم الوطنية وعاداتهم وتقاليدهم وشكلوا جسر تواصل حضاري بين بلدان المغترب ووطنهم الأم سورية وكانوا المثال في الانتماء والروح الوطنية .
– إن الظروف الصعبة التي مرت بها سورية خلال الثلاثة عشر سنة المنصرمة والحرب العدوانية الارهابية التي شنت عليها دفعت بكثير من السوريين لمغادرة بلدهم واللجوء والنزوح الى بلدان كثيرة كما تعرضت سورية لنهب منظم لثرواتها المادية والبشرية بما فيها الكتلة الحيوية من الشباب السوري وشكل ذلك خسارة كبيرة لسورية على كل المستويات ولاسيما الرأسمالين البشري والمادي ولما لذلك من انعكاس على المجمل الكلي السوري ومع انتصار الجيش العربي السوري على الارهاب واستعادة اغلب الجغرافية السورية وبسط سلطة الدولة الشرعية على تلك الجغرافية والقناعة باستكمال ذلك باستعادة الجزيرة السورية ومناطق حلب وادلب من سيطرة القوى الانفصالية القنديلية والقوات التركية والأميركية تبدو الحاجة ماسة للاستثمار في الدبلوماسية الشعبية وتفعيلها الى جانب العمل الدبلوماسي عبر الخارجية وكذلك جمعيات الصداقة العربية السورية الأجنبية وروابط المغتربين السوريين لاستقطاب الرأسمال السوري المادي والبشري وعودته للوطن الأم اضافة لتشكيل حراك في دول الاغتراب سيما وان ثمة وزارة خارجية ومغتربين معنية بذلك الدور الذي يحتاج الى تفعيل حقيقي علما” انه تم العديد من المؤتمرات للمغتربين السوريين قبل الأزمة وأثناءها ولكن لم تكن نتائجها بالمستوى المطلوب ما يبرز الحاجة لتفعيل ذلك الجانب عبر شبكات تواصل فعالة ومنتظمة واستراتيجية عمل واضحة ومنظومة علاقات عامة اصبحت في كثير من الدول تحقق نتائج باهرة وتشكل مجموعات ضغط لصالح بلدانها ولاسيما في البلدان التي تسمح انظمتها بذلك وهي كثيرة ومتعددة سيما وأن ثمة حماس واندفاع ورغبة واستعداد عال عند مئات الآلاف من المغتربين السوريين والمقيمين في دول عربية خليجية وغيرها من دول العالم للمساهمة في الاستثمار في سورية والعودة اليها خاصة بعد حالة الاستقرار التي تعيشها البلاد والانفتاح العربي والاجنبي على سورية وقناعة الكثير من أبناء الأمة أن سورية بجيشها وشعبها وقيادتها ممثلة بسيادة الرئيس بشار الأسد قد خاضت معركتها دفاعا” عن الامة من مشاريع استهدفتها حاضرا ومستقبلا” ووجودا” ما وفر الظروف والمناخات لاستقطاب الانتشار السوري والاستثمار في الروح الوطنية للمساهمة في اعادة اعمار البلاد وتعزيز عجلة الاقتصاد السوري عبر الاستثمار في تلك الطاقة الوطنية التي اجبرتها ظروف الحرب على مغادرة البلاد مع بقاء حالة الانتماء والحنين والرغبة في العودة والاستقرار والتفاعل الايجابي مع تراب الوطن واهله ومؤسساته .
– إن تفعيل الدبلوماسيةالشعبية وشبكة العلاقات العامة وروابط المغترب ولجان الصداقة العربية والاجنبية والتواصل الفعال عبر السفارات السورية المنتشرة في بلدان عديدة واصدقاء سورية من غير السوريين اصبحت ضرورة وتحد أمام الجهات الرسمية والشعبية والمجتمع المدني السوري لأن في ذلك إن فعل بشكل عملي وضمن استراتيجية عمل تقوم بها الوزارات المعنية والمؤسسات ذات العلاقة والمجتمع الاهلي والمدني نتائج ايجابية على الوضع الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي وتعزيز السلم الأهلي .
– د خلف المفتاح