نتنياهو يطرق على الحديدة.. ووجه اليمن السعيد يبتسم للمعركة .. بقلم : عزة شتيوي ” الكاتبة والإعلامية والخبيرة الإستراتيجية “

#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية

 

 

– اليوم ينفث نتنياهو من حريق فمه النيران على الشرق الأوسط كله.. يهرب من فشله الطويل في غزة إلى اليمن ،ويسلط النار على الحديدة علها تذيب المنطقة كلها في معركته السياسية والوجودية ، بعدما أن شارفت ملامحه وملامح الكيان الصهيوني على التلاشي من عزم طوفان الأقصى وساحاته المقاومة بدءاً من العراق وليس انتهاء في اليمن .

فالمساحات المقاومة -تتوسع بامتداد- الشعبية المناصرة للقضية الفلسطينية عالميا ،والحل لدى نتنياهو باستمرارالمعركة وتوسيعها اقليمياً عله يبقى ويتمدد أكثر في حكومته وهو المهدد ببقائه واستمراره فوق بقع الدم التي بدت واضحة ليس فقط على بذته السياسية بل على جدران البيت الأبيض .

لذلك وأكثر لم يستح وزير الحرب الاسرائيلي من التصريح الوقح (بأن نيران “اسرائيل” في اليمن يراها الشرق الأوسط كله )في رسالة حرب تكتبها اسرائيل على الوجوه الانتخابية لمرشحي البيت الأبيض ،فمن كان منهم مع اللوبي الصهيوني واستمرار إبادته الجماعية للفلسطينين فهو الرابح في ثلاثاء اميركا الانتخابي وهو الجالس على كرسي المكتب البيضاوي في واشنطن.

ليس لدى نتنياهو مايخسره أكثرإذا وسع الحرب في المنطقة لكنّه يكسب -بالاستمرارية العدوانية هذه- أياماً إضافيه للجلوس في رأس الكيان الحكومي حتى لو أحرج واشنطن وجرها من أذنها إلى تداعيات الحرب الشاملة .

تبلكمت اميركا في مشهد العدوان على الحديده في اليمن فهي إعلامياً تروج أنها لاتعلم مسبقاً بالعدوان الاسرائيلي المخترق للقوانين الدولية على اليمن ،أما في غرفها الاستخباراتيه فثمة من خطط ونسق للنيران عله يرضي اللوبي الصهيوني، ويأخذ صوته الانتخابي في ضبابية المشهد الاميركي وموقفه المحرج من القضية الفلسطينية.

هكذا تنسق اميركا مع “اسرائيل” فهي لاتطبل لحرب في المنطقة لكنها تعزف على مزمارالثعبان الصهيوني لاسترضائه ورقصه لها في الانتخابات الرئاسية الاميركية القادمة والمعزوفة اليوم هي راب مموه من أشكال العدوان الراقص على الحبال السياسية الكاذبة لاميركا بين دعم لاسرائيل ولعن لسياسة الدم على منابر جمع الأصوات !

اميركا عالقة كما “اسرائيل” في حقل الغامها تخاف أن تمضي في خطوة تصعيدية فينفجر فيها لغم الانسانية وتتوسع المعركة في الشرق الأوسط وهي الخاسرة لها قبل البدء وتخاف التراجع فيسجل هروبها في أجنده المرحلة انهياراً آخر لقطبيتها الأحادية لذلك تحافظ على توتر الساحات ريثما تظهرمستجدات توضح الاستراتيجية الاميركية القادمة .

اما الكيان الصهيوني فهو يعرف أن اليمن لطالما كان سعيداً بما يبذله من تضحيات في سبيل مؤازرة الشعب الفلسطيني وإن الطرق على الحديدة لن يغير شكل المقاومة هناك بل سيكلفه شظايا أكثر في جسم الكيان المثقوب .

الا ان نتنياهو يسعى للبقاء فوق جغرافيا الحرب في المنطقة ويمدد عمر حكومته حتى لو على حساب ماتبقى من عمر الكيان فهو يراهن ان مجيء ترامب الثاني هو خلاصه الأكيد من انتخابات الكيان المقبل والتي لايضمن فيها نتنياهو الا صوت رئيس الولايات المتحده القادم ..فليس من المعقول أن تجرى انتخابات اسرائيليه والجبهات في الأرض المحتلة مفتوحة.. فيحاول نتنياهو إبقاءها على حالها مشتعله ليبقى على رأس كيانه حتى لو قطع.

 

 

– بقلم : عزة شتيوي ” الكاتبة والإعلامية والخبيرة الإستراتيجية “

– رئيسة المجموعة الإقليمية للإعلام الرقمي والشباب في الإتحاد الدولي للصحفيين .