#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– صرح مسعود بزشكيان ، وهو مرشح ( إصلاحي لرئاسة الجمهورية الإسلامية في إيران أنه ( ليس من حقنا الاعتراض على الزي الذي يرتديه المواطن )..!
– ولا نريد هنا أن نخوض في التلاعب بالألفاظ الذي تختزنه الجملة الملغومة التي قالها مسعود ، لكن لابد من الربط بين ( إسلامية الجمهورية ) و ( الزي ) الذي يرتديه المواطن .
– ومع إغفال أن الإسلام وضع شروطا للزي ، مثل أن ( لا يكون من لباس الشهرة ) أو ( التشبه باليهود والنصارى ) .. ( بالنسبة للمسلمين ) .
– لابد لنا أن نعي جيدا أهمية ( الثقافة ) .. ( بالمعنى الغربي ) وبصورة مقاربة ( الشرقي ) أيضا .
– فالثقافة التي هي ( العادات والتقاليد ، ومنها المأكل والملبس ، التي تتوارثها الأجيال ) تحت تأثير عوامل كثيرة جدا ، منها الموقع الجغرافي والمناخ والحالة الدينية والعلوم الراسخة في المجتمع ، وغيرها ، كل ذلك يترك أثره في الأزياء الرجالية والنسائية وأزياء الأطفال ، ولا يمكننا هنا نكران النظرة الجمالية لدى المجتمع في صياغة الأزياء .
– إزاء كل ذلك يجب أن ندرك جيدا ماللزي ( الذي هو نتاج متسلسل ) من نتاج ( متسلسل أيضا ) نظرا لحركية النظرة الاجتماعية للأشياء .
– أما إغفال أن للزي ( جوانب حقوقية ) دستورية واجتماعية وتاريخية ، فهو قفز على الحقيقة العلمية لأغراض انتخابية . ويكفينا للتدليل على حديدية النظام القانوني والاجتماعي والتاريخي للازياء ، الاطلاع على القوانين الأوربية الصارمة لأزياء التتويج الملكي ، والعمل في المصانع والمختبرات ، والمنتظمات العسكرية ، بل ووظيفية الازياء ، بما يغلق أي مجال للتراخي القانوني والاجتماعي في الأزياء .
– الأزياء أضحت اليوم ( علما قائما بذاته ) يضم في جوانحه ( القانون والاجتماع والوظيفية ) تصل إلى حد فرض عقوبات على مخالفته . أغلب الظن أن السجال يدور حول ( الفتنة وعدمها ) لكلا الجنسين ، وهنا يدخل ( الوجدان .. أي الإدراك الداخلي للفرد والمجتمع ، كحكم عادل في تحديد مواصفات الزي ) .
– وهنا تهتز شرعية الحرية الشخصية في الزي ، لأن الزي ( تمثيل مسرحي في الساحة العامة ) تحده وتؤطره ( الوجدانيات العامة ) و ( الدلالات الشعبية ) لقطع القماش ، وبالتبع ينسحب النقاش إلى ( الجسد البشري ) ( حدود العورة ) ( بين الذكور والإناث ) و ( بين أفراد نفس الجنس ) .
– وهنا يجب أن نعي أيضا أن موجة الأزياء الغربية ( على اختلافها في القرن العشرين وما بعده ) ناتجة عن تطبيقات ( الجندر ) في إزالة الفوارق ( المصطنعة ) بين ( الجنسين ) .. وصولا إلى ( وحدة الزي ) كإنعكاس لــ ( وحدة الجنس ) ..!
– وهنا يبدو تناقضا صارخا بين متبنيات مرشح رئاسي لدولة ( تتخذ الاسلام دستورا ودينا وتاريخا وانموذج اجتماعي ) ، يتبنى أطروحات ذات صلة بال( جندر الملحد ) .
– ضرورة أن الترشيح لرئاسة الجمهورية ، إقرار ضمني بالدستور السائد ، وأما ( اختلاف تفسير النصوص الدينية ) كالحجاب مثلا ، ليس من صلاحيات رئيس الجمهورية ، قطعا .
– أما الاختباء تحت رداء الإصلاح لنسف الدستور وولاية الفقيه ، عبر نخر النظام التطبيقي من الداخل ، فيعتبر أشبه بالانقلاب على الدستور ، إن لم نقل عن الدين .
– كما أنه من الغفلة والسذاجة عدم إدراك أن صراع النماذج ، وتخريب البنية الثقافية والاجتماعية هو المعركة الأشد ضراوة التي تخوضها الأنظمة الغربية ضد الجمهورية الإسلامية وضد المجتمعات الشرقية عموما .
– وهنا أيضا يجب إدراك أن هذه الأنظمة تخوض هذه الحرب الضروس ليس ( لهداية المسلم والشرقي ) إلى صراطها المستقيم !!! بل لتخريب البنى الاجتماعية والسياسية والنفسية التي يبنيها الاسلام كموانع ومصدات للاستغلال الغربي ، فلو فتح الكيان السياسي المسلم أبوابه للجرافات الغربية ، لرأينا أن الغرب يطالب بفرض النقاب !! على النساء المسلمات ..!
– مانريد قوله إن المعركة مع الغرب ليس لها جانب واحد لكي نناور به سياسيا ، أو نجعله مطلبا انتخابيا ( كما يجري تصغير الهم الاسلامي انتخابيا في بلاد مسلمة كثيرة ) ، بل إن الغرب يستهدف تهشيم المضادات والموانع التي تحول دون استغلال الشعوب .
– نتمنى من المسؤولين في الجمهورية الإسلامية ، وغيرها من بلاد المسلمين ، إلتقاط الأهداف الغربية النهائية وربطها بالمطلبيات الصغيرة التي يسوقها في المنظمات الدولية والمحافل الإعلامية ، لكي لا ينتبه ( المستهلك الأخير ) إلى الهدف النهائي ، والله المسدد .
– محمد الموسوي