#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– لا أتحدث هنا عن جهنم المجاز أو عن مسرحٍ وجمهور مجازيين، بل عن جحيمٍ واقعي وأدوار لا يجيد لاعبوها لعبها كي يخدموا واقعهم ويرضوا تطلعات وآمال جمهورهم الكبير المتعطش للحبكة الوطنية والنهايات السعيدة.
– ما قبل 1962 وما بعدها كانت جهنم مفتوحة ، وفي محاولة لإغلاق أبوابها إلى 1967 أُسدلَ الستار على ذلك المسرح الجهنمي إلى 1974 ومنها 1978، وفي هذا العام العصيب صعد على المسرح اليمني أربعة أبطال في الشمال سقط منهم اثنان ونجا ثالث واستمر رابع، واثنان على مسرح الجنوب سقط واحد واستمر آخر كما تمت محاولة انقلابية على مسرح الشمال لم يكتب لها النجاح وما تزال أبواب جهنم مفتوحة.
– بعد ١٩٧٨ تحولت السيناريوهات المتناقضة إلى سيناريو واحد بالتحديد في 1982، وهو السيناريو الذي جمع كل الممثلين في مسرح الميثاق الوطني بدار أوبرا (المؤتمر الشعبي العام) ومثل ذلك إغلاق مؤقت لأبواب جهنم، لتستمر فصول المسرحية المتناقضة .
– لكن في مجملها استطاع الجمهور المتابع أن يجد من المتعة والألم والإعجاب والإزعاج ما يمكنه من حالة البقاء في مكانه لمتابعة تطورات المشهد تلو المشهد الذي كان الجمهور يلمس إبداعه ويخيب في مشاهد أخرى، لكنه مع كل المتناقضات أحدث وعياً ثقافياً لدى الجمهور وأحدث بناء وتنمية على خشبة المسرح رغم تواضعها، في المقابل وفي المسرح الآخر 1986 فُتح أحد أبواب جهنم وهدم المسرح على الرؤوس في سيناريو دموي لم ينج منه إلا القلة وانعكس المشهد الدموي على الجمهور الكبير ليقضي على الآلاف ويشرد عشرات الآلاف لينظم من تشرد إلى المسرح الآخر (الأم) وتستمر الحكاية والمشاهدات على مسرحين حتى 1990 الذي شهد توسيع المسرح ليضم خيرة وأبرع الممثلين وهو ما حصل على أوسع قاعدة جماهيرية بعد إغلاق جميع الأبواب التي تؤدي إلى جهنم، وبقي الجمهور العريض يصفق له حتى 1994 لتُفتَحَ أبوابُ جهنم .
– من جديد : الأمر الذي أصاب الممثلين بالغرور والتنافس على الأدوار الأكبر ولعب البطولة والبطولة المطلقة التي تفرد بها البعض بعد أن كانت بطولة جماعية مشتركة بين كل من وقف على المسرح ليعود السيناريو الدموي .
– من جديد : ويقضى على أهم المبدعين في تكوين المسرح الكبير الذي لاقى قاعدة شعبية كبيرة لينتقل المسرح .
– من جديد : بعد دخول ممثلين أصوليين على الخشبة يعشقون مشاهد جهنم باعتبارها طريقهم إلى الجنة من 1994 وحتى 1997 في مشاهد صاخبة أحدثت انقسامات كبيرة لدى الجمهور واستمرت الحكاية وحالة الرعب والانقسام حتى 2002 لنشاهد محاولة إيجاد مسرح جديد ينافس المسرح الأول على نفس خشبة المسرح (مسرح معارض) كلٌ يلعب حسب السيناريو المعد له من قبل المخرج ليشهد المسرح الأول في 2004 على حافة جهنم وبدأ سيناريو رعب في إقصاء شماله في ستة مشاهد جهنمية مرعبة تزامن معها سيناريو مشترك في منافسة درامية بين المشهدين في 2006 ابتعد قليلا عن مشرف جهنم تفوق فيها المسرح الأول بحكم خبرته وإمكاناته لنشاهد مسرحاً آخر يظهر في أقصى جنوب المسرح 2007 يلعبه ممثلون مغمورون ومبدعون بسيناريو يحاول الابتعاد من جهنم لكنه بين الحين والآخر يحاول طرق أبوابها وتتوسع معه المشاهد هنا وهناك لكنها جميعا حافظت على خشبة المسرح ولم تسقطه في قعر جهنم حتى عام 2011 الذي فيه تشتعل المنافسة في الدراما المرعبة التي فتحت كل الأبواب المغلقة نحو جهنم بأحداثها التي جمعت المتناقضات على أحد أطراف خشبة المسرح في مد وجزر على حافة الهاوية إلى سقر في مشاهد مرعبة يسقط فيها الضحايا من الجمهور خاصة، لكن هنا أيضاً كانت محاولة إحراق بطل المسرح الآخر بنار جهنم التي شوت جسده في مشهد دموي مرعب نجا فيه بأعجوبة رغم احتراق جسده ومن في جواره ليتدخل الأشقاء الأشقياء بحق الجوار محاولين توحيد المسرحين وإنقاذهما من الحريق الشامل تحت دور بطولي لممثل آخر ومناصفة الأدوار لبقية الممثلين من 2012 حتى 2014 في محاولة انتقال المشاهد من المرعبة والابتعاد قليلا من جهنم المتقدة وبتصنع دون إبداع لأن البطل لا يجيد لعب الدور الذي رسم له كونه أكبر من قدراته وهو لا يملك الموهبة أو حتى كاريزما الوقوف على المسرح ، ووجود سيناريوهان ومخرجان وكل سيناريو يتناقض مع الآخر وخاصة أن لاعبي الأدوار الأصولية هم أصحاب اليد العليا في الأدوار ولم يسمحوا له بإخراج الأدوار الموكلة إليه من مشاهد الرعب التي اعتمدت عليها الأطراف الأصولية والمتشددة بسيناريوهات هي لا تجد غيرها في أكشن الدمار، ونظراً لوجود طرفين في المسرح لديهما خبرة في إجادة اللعب على أدوار المَشاهد المرعبة كما أنها تمتلك مفاتيح أبواب جهنم، لذلك اجتاحت المسرح في الربع الأخير من 2014 وفتحت الأبواب على مصراعيها إلى قعر جهنم ورمت بجميع المنافسين خارج المسرح باستثناء السماح لأبطال المشاهد القديمة من أداء دور كمبارس في مشاهد معينة ليتنقل بالمسرحية من المحلية إلى الإقليمية والدولية عام 2015 في مشاهد رعب عالمية تصاحبت معها براكين من حمم جهنم استهدفت الجمهور وأصبح الممثلون يشاهدون براكين الرعب من على خشبة المسرح تسقط على رؤوس الجمهور في دراما مستمرة حتى 2022 والكل يصارع للهروب من جهنم لينتقل السيناريو إلى مشاهد أخرى بعد تشظي المسرح وتشريد الجمهور وحرق المكان الذي كان يتخذه الجمهور مجالاً له ومساحة أمان من عبث اللاعبين على خشبة المسرح حتى تشرد أغلبه في بقاع الأرض وما تزال المشاهد من جهنم مستمرة حتى اليوم 2024 ولكنها ضبابية مع مشاهد أخرى داخل البحار المظلمة التي تحمل في طياتها حمماً بركانية ستذيب الجبال بمشاركة أبطال عالميين في رعب لن يكون له نهاية.
– بعد كل هذا؛ أليست جهنم الحقيقية أرحم لهذا الجمهور من هكذا سياسة مع لاعبين عبثيين يفتقرون لثقافة لعب الأدوار وليس لهم أي شيء من أبجديات الفن والانفتاح على الجمهور والحفاظ على تنوع الممثلين والمشاهد خارج عذاب جهنم حتى حضورهم بمشاهد الرعب كلها على حافة جهنم بسياسة ليس لها علاقة بأصول السياسة.
– إذن ، دعونا من هذه السياسة وتعالوا معي إلى جهنم فهي أرحم لنا من هذا الجحيم وكل هذا الاحتراق .
– سيناريو الطريق إلى جهنم
– بقلم : نايف القانص
– كاتب يمني