دور الصحافة والاعلام الرقمي في مجال  التنمية المستدامة .. إعداد: الدكتور فضيل حلمي عبدالله

#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية

 

 

 

 

– في سياق التغير المناخي والتنمية المستدامة ، تلعب وسائل الإعلام البديلة وصحافة المواطن دوراً مهماً في توفير منصات للتعبير عن الآراء والمشاركة في الحوار الذي يخص قضايا المجتمع، ويمكن استثمار التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي لتمكين الناس عبر تبادل المعلومات والأفكار والقصص والتجارب، وبالتالي تعزز التواصل العام وتعزز التغيير.

– دور الإعلام الرقمي في مكافحة ظاهرة التغييرات المناخية والقضايا الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية التي تعاني منها المجتمعات اليوم من عدة ظواهر ومشكلات بيئية طبيعية أصبحت تؤثر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على الحياة الإنسانية، فعادة ما يكون الإنسان هو المتسبب الرئيسي لها عن طرق ممارسته اليومية ، ولا سيما ظاهرة التغييرات المناخية التي أصبحت تشكل خطورة كبيرة علي البيئة والمجتمع وتتسبب في ظهور العديد من الكوارث التي تهدد المجتمعات بأسرها كزيادة معدلات التصحر، ارتفاع درجة الحرارة، شح المياه، تدهور الإنتاج الزراعي وتأثر الأمن الغذائي، تدهور الصحة العامة، الاحتباس الحراري والتغيرات في طبقة الأوزون، كما تسهم التنشئة الاجتماعية بدوراً مهما في غرس قيم وممارسات بيئية سوية، فقد لعبت وسائل الإعلام الرقمي دوراً مهما في عملية التنشئة الاجتماعية، وذلك من خلال تعزيز القيم الإيجابية وتغيير السلوكيات السلبية الضارة بالمجتمع بالفرد والمجتمع، خلال المضامين التي تبث لتوعية الجمهور بمخاطر التغييرات المناخية علي البيئة والمجتمع، فضلاً عن إعادة الجمهور المتلقي إلي الواجهة وجعله عنصرا فعالاً مشاركاً في إنتاج المعلومات لخلق بيئة تفاعلية تقوم على الحوار والمشاركة كقوة ضغط لمواجهة تلك الظاهرة على الصعيد المحلي والعالمي..

 – العوامل المؤثرة فى الإعلام البيئي :

 – هناك عدة عوامل مؤثرة فى تنمية الإعلام البيئي، يمكن بيانها على النحو التالى :

١- العوامل السياسية: الاختلافات والمنافسات فى الرؤى بالنسبة لقضايا البيئة بين الدول الصناعية الكبرى ودول العالم الثالث، الأمر الذي كان له تأثيره الواضح فى درجة الاهتمام التي أولاها الإعلام لهذه القضايا بين دول العالم.

٢- العوامل الاقتصادية: لها دور كبير فى تناول ودراسة القضايا البيئية، وخاصة العلاقة بين الدول النامية والدول الصناعية الكبرى، و لذلك أصبحت المعالجة الإعلامية لقضايا البيئة أكثر صعوبة بسبب الحساسية السياسية والمصالح الاقتصادية بين دول الشمال المصنعة ودول الجنوب النامية التي لا تزال برامجها الصناعية التنموية فى إطارها الأول، وخاصة لأن الشركات متعددة الجنسيات تسيطر في المجال البيئي على 70% من التجارة العالمية، و80% من الاستثمارات الخارجية، وتتحكم فى نقل الغازات المسببة للتغيرات المناخية.

٣ – العوامل الإعلامية: هي المتعلقة بالبناء لوسائل الإعلام وطبيعة عملها، ومستوى العاملين من حيث الحرفية ودرجة إلمامهم وإدراكهم لقضايا البيئة، ومستوى القضية المتوفرة فى هذه المحددات مثل الصحفيين ورجال الإعلام، سواء كانوا ينتمون إلى وسائل الإعلام المقروءة أو المرئية أو المسموعة.

_ أسباب غياب الإعلام البيئي عن المجتمعات العربية؟ وما التحديات التي يواجهها ..؟

  • هناك عدة أسباب يرجع لها غياب الاهتمام بالإعلام البيئي، منها أن قضايا البيئة ذات أبعاد متداخلة مع الاقتصاد، والتنمية، والاجتماع، والسياسة، والعلوم البيولوجية والنباتية.

_ عدم اقتناع الإعلاميين بضرورة مناقشة قضايا البيئة فى برامجهم و مقالاتهم.

  • الكتابة فى البيئة تحتاج لمراجعة بعض الأمور الفنية والعلمية والإحصائيات، فتحتاج إلى وقت أطول فى كتابة تقرير صحفي، مما يجعل الصحفي والإعلامي قليل الإنتاج، أي قليل الحصول على الدخل المالي.
  • لا يوجد برامج تليفزيونية متخصصة في البيئة..

– دور الإعلام في تنمية الوعي بكيفية مواجهة المشكلات البيئية ..

–  الإعلام البيئي – الدور والأهمية :

– بدأ ينمو مصطلح «الإعلام البيئي» فى مطلع السبعينيات وتحديدا منذ انعقاد المؤتمر الدولي للبيئة البشرية الذي انعقد فى استوكهولم عام 1972، كما أكد على الحق فى الإعلام البيئي باعتباره حق كل إنسان دون تمييز أو تفرقة فى أن يعرف الأنباء والمعلومات المتعلقة بالحقائق البيئية، ثم أكد مؤتمر «ريو دي جانيرو» عام 1992 فى توصياته على أهمية وسائل الإعلام فى الترويج لقضايا البيئة وحمايتها من كافة مظاهر التدهور.

_ كما زاد اهتمام وسائل الإعلام المختلفة بالقضايا البيئية نتيجة لمشكلات التلوث والكوارث البيئية التي طرأت فى فترت السبعينيات والثمانينيات، مثل تحطم ناقلة النفط «أموكوكانديس» عام 1978، وحادثة المفاعل النووي فى «ثري مايل أيلند»، وانفجار بئر النفط فى خليج المكسيك عام 1979، وانفجار المفاعل النووي السوفيتي تشيرنوبل عام 1986.

ولذلك أصبح للإعلام البيئي دور فى التغلب والتخفيف من حدة المشكلات البيئية، فضلا عن دوره في تعزيز الوعي البيئي، واكتساب المعرفة ونقلها، وعلى إدراك البشرية لخطورة العبث بعناصر البيئة المختلفة، واستعدادهم للتفاعل معها فى التوعية لنشر القيم الجديدة الخاصة بحماية البيئة أو الدعوة للتخلي عن سلوكيات ضارة بها والاعتماد على برامج صديقة للبيئة، وأن يكون للجامعات والشباب دور فى التوعية البيئية..

ويجب أن يتناول الإعلام البيئي الموضوعات التي تخص البيئة، ومعرفة تركيب وعمل المنظمات والبرامج البيئية عالميا وإقليميا ومحليا، والاطلاع على المعاهدات البيئية ومتابعة تطوراتها ومتابعة تقارير البيئة لتحليل التطورات ومقارنة آراء الناس والجمعيات الأهلية والمؤسسات الرسمية والهيئات الدولية..

– دور الإعلام في التنمية :

ويعد الإعلام أحد المقومات المهمة لقضية التنمية، فهو إعلام هادف وشامل، ويفترض أن يكون إعلامياً واقعيا يهدف إلى تحقيق غايات اجتماعية تنموية، وهو مرتبط بالنواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية، ويستند إلى الصدق والوضوح والصراحة في التعامل مع الجمهور.

– خمس طرق يمكن من خلالها لوسائل الإعلام والصحفيين دعم العمل :

– المناخي والتصدي للمعلومات المضللة :

وهذا ما تقوم به مجلة الفضاء الحر والأسرة والإدارة في نشر الوعي لدى المجتمعات العربية والعالمية وإظهار الحقيقة التي تقوم بها دائماً كمجلة إلكترونية نموذجية من وسائل الإعلام والاتصال المباشر العالمي بصياغة الخطاب العام حول تغير المناخ بشكل عام وكيفية الاستجابة له .

حتى أن لجنة الخبراء الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة حذرت بوضوح من هذا الأمر لأول مرة في أحدث سلسلة من تقاريرها التاريخية..

١-. التوقف عن التطبيع الدرامي الذي يسيء إلى الفن والفنانين العرب مع استمرار تغير المناخ، يطالب الناس بشكل متزايد بمعلومات حول ما يحدث، وكذلك حول ما يمكن أن يفعلوه هم وحكوماتهم حيال ذلك التطبيع الدرامي الغير مرغوب فيه .

وفقاً لليونسكو، فإن ثلاثة من الأدوار التقليدية لوسائل الإعلام – إعلام الجماهير، والعمل كمراقبين، وتنظيم الحملات بشأن القضايا الاجتماعية – محورية بشكل خاص في سياق المناخ المتغير..

يوضح السيد ريفكين أن الصحفيين ينجذبون إلى الأصوات التي تظهر في الميدان، وينساقون لكيفية تأطير القصة، سواء كان ذلك من قبل الأمين العام للأمم المتحدة، أو من قبل النشطاء الذين يقطعون الشوارع في لندن أو نيويورك.

٢- قصة تغير المناخ تتجاوز المناخ بحد ذاته وهذا جزء من الابتعاد عن منطق الهلاك والكآبة لإلهام هذا التفاعل مع القراء وخبراء العلوم هو الإدراك بأن تغير المناخ ليس مجرد “قصة”، بل هو السياق الذي ستتكشف فيه العديد من القصص الأخرى.

– فكر أكثر في القضايا المحلية والعدالة المناخية :

لقد أدرك علماء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أيضاً مدى أهمية الاهتمام “الصريح” بالإنصاف والعدالة للقبول الاجتماعي والتشريعات العادلة والفعالة للاستجابة لتغير المناخ..

من خلال تحليل السياقات المحلية والعوامل الاجتماعية، يمكن للصحفيين أيضاً كتابة قصص تتعلق بالعدالة المناخية.

٤- بناء الثقة والمشاركة التي يمكن أن تكافح المعلومات المضللة والخاطئة

في وقت مبكر من جائحة كوفيد – 19، أدرك صحفيون من مجلة The Atlantic أن هناك تدفقاً واسعاً من المعلومات غير الموثوقة عبر الإنترنت، وبالتالي، بمساعدة بعض علماء الأوبئة، قاموا بإنشاء جهاز تعقب كوفيد-19 الذي أصبح أداة حيوية للناس.

٥- استرشد بالعلم وتبنى (الإيجابية) :

تحدث السيد ريفكين عن العلاقة المتغيرة بين الصحافة والعلماء والتي يراها إيجابية .. وأوضح قائلا: “كان الوضع (سابقا) أنني آتي بالميكروفون لأجري مقابلة مع خبير الأنهار الجليدية.

[لكن] على نحو متزايد ، ترى أمثلة لعلماء يأتون إلى غرف الأخبار ويساعدون في بناء نماذج سواء فيما يتعلق بكوفيد أوالمناخ .

أنا متأكد من أن هناك العديد من الوسائط حول العالم التي بدأت في القيام بذلك ، وهذا يتطلب منحنى تعليمياً جديداً بالكامل.