#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– حين تتصفح وسائل التواصل الاجتماعي ، تذهلك عشرات ٱلاف الابيات الشعرية ، وٱلاف القصائد والمقطوعات المنسوبة إلى الإمام علي بن أبي طالب عليهم السلام ، حتى إنك لتسأل نفسك :
– هل كان الإمام متفرغاً لقول الشعر خلال الأربعة والستين عاماً التي عاشها ، وهو الذي أمضى حياته مستلا سيفه ، مقارعاً أعداء الإسلام ، ومرسخاً الأفكار والمبادئ. الإسلامية ..؟
– وفي ذلك كان للإسلام موقف من الشعر منذ البداية ، وهو موقف حذر فيه من الشعر والشعراء ضمن القاعدة العامة ( والشعراء يتبعهم الغاوون ) وإن يكن أقر استثناء بسيطا ليتيح للشاعر حسان بن ثابت منافحة شعراء قريش الذين راحوا يهجون النبي في أشعارهم بحرية كاملة بعد اتخاذ القرٱن الكريم ذلك الموقف الصريح من الشعر ، وليس هناك من هو أكثر إلتزاماً بالمبادئ الإسلامية من الإمام علي عليه السلام ، وهو المدافع الأول عن العقيدة الإسلامية بأدق تفاصيلها .
– فكيف يكون الإمام ، والحال هذا ، شاعراً تملأ أشعاره ودواوينه التي لا تحصى الصحف والمجلات ووسائل النشر المختلفة ..؟
– أليس في ذلك مفارقة مدهشة لا يمكن أن يتبناها عقل جاد في التاريخ ..؟
– بهذا الصدد فإن جامعات الوطن العربي بكاملها لا تدرس هذا الشعر المنسوب إلى الإمام ابدا ولا غيره . ومن غير المعقول أن تقف جامعات الوطن العربي هذا الموقف دون أن تكون متأكدة أنه ليس للإمام علي هذا الشعر ، أو أي شعر ٱخر .
– كما أنني لم اقرأ أو أسمع عن رسالة ماجستير أو دكتوراه تتناول شعر الإمام ، ومن المؤكد أنه لو كان للإمام شعر حقيقي لكانت عشرات الرسائل اتخذته موضوعاً لها .
– ثم إن من يقرأ خطب الإمام ويرى تلك الفصاحة والبلاغة الرفيعتين ، بحيث لاتصل إلى مستواها فصاحة أو بلاغة أخرى مما سمعناه أو قرأناه عن فصحاء العرب ، وأن اللغة التي كتبت بها كلماته وخطبه لايستطيع فهمها من لم يكن على درجة عالية من التمكن باللغة العربية ، ومع ذلك فهو مضطر في أحيان كثيرة إلى استخدام المعجم ليتوصل إلى معاني بعض الألفاظ ، أو يعيد قراءة جمله ليكون على بينة من معناها الرفيع .
– في مقابل ذلك ، فإنك لتدهش من سهولة هذه الابيات المنسوبة إلى الإمام ، ومن شبه الكلام العامي فيها ، بحيث تصل إلى قناعة تامة أنها ليست مكتوبة في عصر الإمام علي وحسب ، وإنما تمت كتابتها في العصور المتأخرة ، وعلى الأغلب في عصور الانحطاط التي تتماثل فيها قصائد الإمام مع القصائد التي قيلت في ذلك العصر .
– ويمكن الجزم بأن كل الاشعار المنسوبة إلى الإمام هي اشعار منحولة ، قام بإضافتها شعراء ٱخرون من عصور مختلفة ، أصبحت بمضي الزمن كأنها حقيقة .
– ولا بد من وضع حد لهذه التهمة ، تهمة قول الشعر التي ألصقت بالإمام ، على أن الشعر الوحيد له هو بعض ابيات الرجز ، والرجز ليس شعرا كاملا ، ويرى كثيرون من النقاد القدامى أنه ليس شعراً ، وإن كان من البحور الشعرية ، وذلك لأنه يقل في مستواه عن شعر الفصحى الحقيقي .
– ومع ذلك فإن ارجازه قليلة، ومنها مااجاب فيها على تحدي ( مرحب ) ملك خيبر ، قائلاً :
– أنا الذي سمتني أمي حيدرة .
– كليث غابات كريه المنظرة .
– أوفيهم بالصاع كيل السندرة .
– والشطر الأخير معناه أنه يوفي بالكيل ، والسندرة مكيال واسع .
– أما أن يكون الإمام شاعرا كبقية الشعراء ، يستشهد الرواة غير الموثوقين بشعر منسوب إليه ، فهو أمر يجب أن يحسم تماماً ، لأن الإمام ببساطة لم يكن شاعرا ، ولم يقل شعراً .