#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– ربما هي المرة الأولى التي تسعى فيها أميركا لإطفاء نار الحرب في المنطقة حتى أو اضطر بايدن أن يطفئ لهيب الاشتعال بيده السياسية، ويذهب للاتفاق على الهدنة المستدامة في غزة، منفذاً شروط المقاومة الفلسطينية، وراكعاً أمام نتنياهو أن يقبل بوقف النار في القطاع، وإلا طال لهيبها الذقن الأميركية ووجه القطبية الأحادية بشكل مباشر.
– فالأميركي على عكس نتنياهو لا يريد للمعركة في غزة أن تذهب أبعد من رفح، أو حتى أن تتعدى بضع خطوات فيها، فهذا يعني إشعال فتيل حرب كبرى في المنطقة ستلتهب فيها حتى مياه المتوسط، وسيغلق باب المندب دفتيه اليمنيتين بوجه كل السفن الغربية، وستتوحد ساحات المقاومة لتكون القواعد الأميركية هدفاً مباشراً لإمكانات المقاومة التي اختبرها بايدن على مدى ثمانية شهور.
– الأكثر من ذلك أن اندلاع الحرب في المنطقة بالنسبة لبايدن هو خسارة إستراتيجية سينتج عنها خسارات في أوكرانيا وتايون، فمن يخسر الشرق الأوسط سيخسر في المعركة غير المباشرة بين أميركا والصين، وسينهزم في ساحاتها المتعددة، وسيفقد ما بدأت تفقده واشنطن بالفعل من سيطرة ليس على الهيمنة العالمية بل على الداخل الأميركي أيضاً، وتحديداً فئة الشباب والجامعيين الذين خرجوا يتظاهرون ضد دعم حكومتهم للإبادة الجماعية في غزة وتشجيع نتنياهو على القتل وسفك كل المعايير الإنسانية واستباحتها مع كل قطرة دم تنزف من فلسطين الجريحة .
– بايدن يريد وقف الحرب لأنه لا يقوى على الحرب الكبرى في المنطقة، ولا يستطيع حملها داخل صندوق انتخابه القريب، خاصة أنه حتى اللحظة وقبل انتخابه فقد الكثير من الأوراق وأولها صوت الجامعات الأميركية وطلابها الذين تفاجؤوا بعد العدوان على غزة بأن تمثال الحرية ليس إلا تمثالاً يزين المدينة كما تزينت كوندليزا رايس يوماً وترتبت وهي تتحدث عن الفوضى الخلاقة ومشروع الشرق الأوسط الجديد في المنطقة .
– بقلم : عزة شتيوي ” الكاتبة والإعلامية والخبيرة الإستراتيجية “
– رئيسة المجموعة الإقليمية للإعلام الرقمي والشباب في الإتحاد الدولي للصحفيين .