#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– كلمة الرفيق الأمين العام للحزب د بشار الأسد تشكل من حيث المحتوى والرؤى خطاباًتجديدياًيمكن وصفه بالخطاب الخامس أخذاً في الاعتبار خطاب التأسيس 1947 وخطاب بعض المنطلقات النظرية عام 1963 وخطاب التصحيح 1970 وخطاب التطوير والتحدث عام 2000والخطاب هو ذلك المشروع الذي يتمتع بشرعية المصدر سواء كان الشخص بموقع السلطة أو حزباً او مؤسسة وتكمن قوة الخطاب في سلطته أي تأثيره في الجمهور المستهدف ودرجة تفاعله معه بوصفه يعبر عن مصالحه وحاجاته وقد جاء الخطاب مستندا الى استحضار تاريخي واستدعاء لنضالات الحزب قبل ان يكون في السلطة وتعريفه لخصومه من قوى رجعية وحاقدة على الفكر القومي والاشارة الى دور الحزب التاريخي والحاجة للعقيدة والتحذير من ثقافة اليأس فالبعث كان ولا زال اللاعب الاساسي في الدولة السورية وهذا القول يعطي الحزب ومنتسبيه وقياداته قوة معنوية ودعم شعبي ويجعل منه رهان للمستقبل وفيه رد على من اصبح يسوق ان دور الحزب قد انتهى أو تقلص إلى درجة طرح لأسئلة بعضها غير بريء اضافة الى أن ما يجري في سورية ضمن حزب البعث ينعكس على موقع ودور الحزب في سورية وفي الساحة العربية لانه بقدر ما للبعث من قاعدة وطنية في سورية فله قاعدة قومية عربية يمثلها بعثيون عرب وتيار قومي عربي واسع الطيف مع الاشارة للنقاط التالية :
1- البعث حزب حكم سورية ولازال واستمر لأنه امتلك قاعدة وطنية وشعبية واسعة وقدم نفسه خادم للطبقات الفقيرة وللوطن واستمر لانه راكم انجازته وتوفرت له قيادات استطاعت ان تقوده الى بر الامان رغم حجم التحديات وحجم الاستهداف
2- الحزب استجاب للتحديات وتمكن من تطوير نظريته وسياساته ولم يتسم بالجمود النظري او التكلس الفكري وامتلك قدرة على نقد تجربته وسياساته وتصويبها
3- حزب البعث لا يواجه منافسين حقيقيين على الرغم من اهمية المنافسة لان الحزب يتطور ويقوى بالتحدي لذلك لابد من تطوير وتجديد الحوض السياسي
4- لابد من وضع خريطة طريق تعتمد ما طرحه الرفيق الامين العام من افكار وتحديات ووضع اليات ومهام امام الجهاز الحزبي وفياداته ووضع خطة تتبع لتتفيذها ومراقبته والقيام بتقويم مرحلي وقياس النتائج
5- لابد من تطوير النظام الداخلي للحزب وتطوير حدول اعمال المؤتمرات الدورية وضرورة وضع بند للمحاسبة بدل النقد والنقد الذاتي
6- تطوير اسلوب الاجتماعات الحزبية واهمية فتح حوارات مع الجماهير ومشاركتها في هذه الاجتماعات وتفعيل اللقاءات الحماهيرية
7- اتباع أسلوب الاستبيان الحزبي واستطلاعات الرأي العام وانجاز الانترانيت الداخلي وتحميل الجهاز الحزبي على الشابكة والتواصل الشبكي بدل الورقي
8- من المهام الأساسية للحزب تطوير كوادر الحزب وتأهيلها فكرياً وتنظيمياً والدفع بها للمواقع المتقدمة وتمثل البعثيين لأخلاقيات الحزب وتفعيل المحاسبة ولاسيما الإعفاء من المسؤولية .
9- العلاقة بين الحزب يجب ان تحكمها المصلحة العامة والمصالح الوطنية فالموضوع هو تحديد الصلاحيات وتكامل الأدوار لا تعارضها .
10- ان تطرح قيادة الحزب الافكار والسياسات وتتعامل معها الحكومة بايجابية وتضيف اليها انطلاقاً من جاذبية الفكرة والتعامل مع الأفكار بغض النظر عن مصدرها .
12- ان تمارس المؤسسات الرقابية دورها المحاسبي ولاسيما مجلس الشعب وتفعيل مبدأ حجب الثقة انطلاقا من تتفيذ خطط الحكومة وتقويمها
13- تفعيل الاعلام الحزبي وتعزيز دوره
14- الانفتاح الاقتصادي وجذب الاستثمارات الداخلية والخارجية والرأسمال الوطني واستصدار تشريعات تمنح الثقة للمستثمرين وتسهيل اجرا ءات الاستثمار وخلق متاخ ثقة ووضع خريطة اقتصادية واستثمارية لسورية ودعم القطاع الزراعي والانتاجي ومنحه امتيازات حقيقية
15- الاصلاح الاداري الحقيقي ومحاربة الفساد وتعزيز ثقافة النزاهة
16-ان تمارس كافة المؤسسات السلطوية والحزبية صلاحياتها بدون تدخلات من مراكز النفوذ وتعزبز سلطة القانون ودولة الفانون والمؤسسات حقيقة لا خطاباً
17- تعزيز الهوية الوطنية بتكريس دولة المؤسسات وسيادة القانون والعدالة الاجتماعية وان قوة الوطن من قوة المواطن وبناء الوطن من بناء المواطن وتعزيز فكرة الشراكة في المغرم والمغنم
– التحديات :
هناك تحديات وضحها الرفيق الامين العام وكل تحد يستدعي استجابة فما هي تلك التحديات وما هو شكل الاستجابة المطلوبة مع التأكيد على مايلي :
1- الاحزاب العقائدية ضرورة وحاجة لان الصراع صراع افكار وعقائد اي ان الاحزاب العقائدية ليست فعلا ماضيا او ترفاً فكرياً .
2- صياغة رؤيا الحزب حول دور الدولة في مختلف القضايا والقطاعات ان الحزب يطرح الرؤى والحكومة تحول هذه الرؤى الى سياسات وبرامج تنفيذية ولعل العنوان الاهم هنا هو الوضع المعاشي
3- لابد منًً التطوير ومعالجة الاخطاآ المتراكمة وما يخيفنا هو عدم معالجة هذه الاخطاء والتراكمات
ونحن عندما نطور تقوم بذلك استحابة لحاجة داخلية لا لظروف ضاغطة خارجية
4- التحدي الاول بناء مؤسسة الحزب وذلك نتيجة حوار داخل الحزب اي كيف نطور حزبنا والقضية هنا تتعلق بدور الحزب ودور الحكومة ودور الحزب هو رسم السياسات وتأتي الحكومة لتتفذ هذه السياسات اي تموضع الحزب وابتعاده عن اشكالات العمل الحكومي لا اضعافه او تحميله مسؤولية عمل لا علاقة له به وهذه العلاقة عنوان رئيسي امامنا
2-المسألة الثانية تتعلق بالبنية التنظيمية وتشمل كل المستويات من القيادة الى الفرق والشعب والحاجة لاعادة النظر بالمكاتب دمجا او اضافة
3- دور اللجنة المركزية غير مفعلة بشكل جدي وما طبيعة العلاقة بينها وبين اللجنة المركزية وان يتم تفعيل دور اللحنة المركزية في المحاسبة وان تقوم بهذا الدور ايضاً المؤتمرات السنوية للفروع والشعب اي تفعيل حالة المحاسبة وهذه مسألة على درجة من الاهمية وتعزز من دور ومهام النؤتمرات السنوية وتخرجها عن نمطيتها ولكن علينا ان نحاسب بعد تحديد المهام وتقصير واسلوب اللوائح لتمثيل الشرائح
4- الحاجة لمراجعة النظام الداخلي ليستوعب هذه التغييرات او الاسئلة اي تحميل هذه الافكار الجديدة للنظام الداخلي الجديد
5- التحدي الثاني ويتعلق بصياغة رؤيا الحزب والمقصود به كيف يفهم الحزب دور الدولة تجاه المواطنين وتحويل الرؤية الى برامج عمل تنفيذيةً والعنوان الاساسي هو الوضع المعاشي وهذا ينطلق من عنوان اساسي هو الاشتراكية وهي بالنسبة لنا العدالة الاجتماعية
أهمية الانفتاح والنموذج الذي يناسبنا وهنا تبرز التجربة الصينية والتحدي متى ينطلق النهج الاقتصادي من الايديولوجيا ومتى ينطلق من الفواعد الاقتصادية هل هناك توافق ام تناقض ام ان هناك حل وسط
6- والسؤال ما هي قدرة الاقتصاد على تحمل القواعد الايديولوجية دون ان يكون الاقتصاد منهكاً وخاسراً وهنا لابد من ايجاد توازن بين العدالة الاجتماعية والابديولوجية ولا يكون احدهما على حساب الآخر فكلمة اجتماعي هي التي تحقق العدالة الاجتماعيةً وثمة امكانيةًلاقتصاد سوق مع اشتراكية والتجربة الصينية مثال حي على ذلكًً فمن الطبيعي ان يقف الحزب الى جانب الفقراء لانه قدم نفسه لهم صلحب انجازات وهم الشريحة الاوسع بالمجتمع وهذا السؤال من الاسئلة التي يجب ان تجيب عليها الحكومة وكذلك عملية الدعم وما يرتبط بها من قضايا تضخم مع الاشارة الى ضرورة دعم القطاع الزراعي وهناك قضايا تحتاج الى نقاش ولا يجوز ان يضع الرئيس الحلول ويقطع النفاش فهي بحاجة لحوار وطني واسع وطرح افكار عملية وواقعية وممكنه .
التحدي الثالت : يتمثل باعادة صياغة فكر الحزب الذي يجب ان يتماشى مع روح العصر ولا يخالف اانتماءنا ولا يسلخنا عن جذورنا فحزبنا قومي لا ينطلق من نظرية جامدة ينطلق من انتماء اجتماعي حقيقي تاريخي واقعي فالنظرية تأتي لاحقاً لتؤطر هذا الانتماء وتعطيه طابعاً فكرياً وتنقل هذا الانتماء من الحالة الغرائزية الى الحالة الايجابية الفاعلة التي تعزز المجتمع وتقويه وتنقل الانتماء من الحالة العصبية الحاهلية الضيقة الى حالة شاملة تجمع كافة مكونات المجتمع من خلال رفع الانتماء فوق المفهوم العرقي الى الانساني القائم على تفاعل الاقوام عبر كافة العناصر من عرق ودين وجغرافيا وفي كل العناصر التي تكون المحتمع ولهذا السبب استهدفت الاحزاب القومية ولو كانت احزابنا القومية تبنت الهويات الضيقة لدعمت من قبل الغرب لانها تتوافق مع الاهداف الاستعمارية واستهدفت العناوين الاساسية لمجتمعاتنا العربية وهي العروبة والاسلام والمسيحية وعملوا على وضع شروخ بين هذه المكونات واستهدفوا بلاد الشام بقولهم انها منطقة مسيحية وان السكان والدين واللغة هي نتيجة غزوات ووضعوا كل العناصر في بوتقة واحدة والحقيقة ان هذه العناصر لا تجمع مع بعضها البعض فكل واحدة منها لها تاريخ مختلف عن الاخرى فالعرب مذكورون بالوثائق التاريخية قبل الف عام من المسيح واستمر هذا التواجد خلال المرحلة الارامية والسريانية وصولا للممالك المسيحية وصولا للاسلام اما اللغتان المكتوبة والمنطوقة فدخلتا بزمنين مختلفين فالانباط عاشوا قبل مائة سنة قبل الميلاد وكانوا يتحدثون العربية والارامية ولكنهم كانوا يكتبون بالارامية فاللغة شيء والكتابة شيء آخر فقصة ان قوم يدخلون الى مكان وفجاة يلغون قوم ويحلون محلهم او تأتي ثقافة وتحل محل ثقافة كلام غير منطقي خاصة وان اللغة السريانية بقيت خمسة قرون بعد دخول الاسلام فهذا الكلام غير صحيح لان الشعوب تتفاعل مع بعضها ثقافياً ولغوياً ولا يمكن لقوة ان تسبطر على هذه الديناميكية وكذلك حاولوا طرح اشكالية العلاقة بين العروبة والاسلام فاذا كان هناك مشكلة بين الدين والقومية فلماذا لا نسمع عن مشكلة ما بين الدول غير الاسلامية والاسلام وكذلك لا مشكلة بين الاسلام والمسيحية ولا العروبة والمسيحية سيما وان رواد الفكر القومي من المسيحيين فلا مشكلة بين الاديان والقوميات في كل العالم ولم نسمع بذلك فالقصة مفتعلة وليست حقيقية فالدين عنصر اساسي في اية هوية ومجتمع ولكنه لا يتعارض مع الهويات القومية للشعوب والذين عارضوا الاسلام في الحزيرة العربية هم اصحاب المصالح لانه دعا للعدالة فالاسلام لا يتناقض مع القومية الموجودة في ذلك المكان والجاهلية تعني ان المجتمع كان على ضلال فالشعر والادب لا يمكن ان يأتيا من اقوامً متخلفة ولا يمكن لدين انساني ان ينزل على جماعات بدائية لان هكذا جماعات لا يمكن ان تحمل رسالة سماوية سامية وعظيمة وكذلك اللغة العربية فلا يمكن لاية لغة ان تحمل معانيه العميقة فالطاقة الحضارية العربية كانت كامنة فجاء الاسلام ليطلق هذه الطاقة الموجودة ويعطيها هذا البعد الانساني الاشمل والعالمي والاوسع وهنا تكمن العلاقة العميقة بين العروبة والاسلام فنحن لسنا بحاجة لكي ننظر لروابط بين العروبة والاسلام فهذه علاقة عضوية وطبيعية فلا تناقض ولا صدام بينهنا ولا اقصاء بل تكامل وانسجام وكذلك هي العلاقة بين العروبة والمسيحية وكذلك العروبة والاسلام فكلها عناصر مكونة لهويتنا الجامعة التي تكونت عبر الاف السنين والغاء اي عنصر من عناصر هذه الهوية يعني الغاء الهوية برمتها وكذلك حاولوا اعتبار العروبة عرق ليضربوا بنيتنا وهويتنا فنخن نتحدث عن عروبة حضارية شاملة البتية تقوم على التنوع العرقي والديني وهذا يعني الاندماج بين المكونات لا الدوبان بل الحفاظ على كل مكون من هذه المكونات ضمن المجتمع الواحد وكلما هذا التنوع في المجتمع السوري زاد قوة وثراء وكلما برز هذا التنوع زادت العروبة ثقة ورسوخاً ونحن نموذج لهذا التنوع فكلكمً منتسبون لحزب البعث القومي ولم تشعروا في يوم من الايام انكم يجب ان تتخلوا عن هويتكم القومية لكي تنتسبوا الى حزب البعث ونحن نشجع على التمسك بهذه الهوبات وبعاداتهم وتقاليدهم والانتماء الديني وغيره ولكل ما سبق ستبقى العروبة اساس فكرنا وتوجهاتنا وانتمائنا الفطري والطبيعي لان العروبة بالنسبة لنا هي العمود الفقري الذي يحمي مكونات المجتمع وعندما ينهار العمود الفقري تتفتت الروابط بين الاعضاء وينهار الجسم كاملا لذلك نحن بحاجة لتطوير العلاقة بين العروبة الشاملة والهوية الوطنية المتنوعة والقيم الانسانية الراقية وهذه العتاصر الثلاثة هي التي تحمي الاستقرار في مجتمعنا لأنها تحمينا من العناصر الفكرية الشاذة المتطرفة والمتزمتة والدونية والافكار القادمة من الخارج وفي مقدمتها الليبرالية الحديثة والمدمرة للمجتمعات وهذا يدفعنا للسؤال اين موقع الفكر في كوننا حزب بعث عربي اشتراكي واين موقع المفكرين وضرورة وجود بنية واضحة لتجزيد الفكر عبر عملية مستمرة وليس عمل طارئ موسمي ومناسباتي .
وبالنسبة للقضية الفلسطينية فأن ما جرى اعادها للواجهة حبث اتضحت عدالتها وتعرى المعتدي واعوانه وتراجع الدعم العالمي الذي حضيت به اسرائيل على مستوى العالم وهذا سيخلق مشكلة مزدوجة للكيان الصهيوني ومشكلة للساسة الغربيين في بلدانهم مع تدهور المنظومة الغربية على مستوى العالم .