” العهدة النبوية ” في دير القديس جاورجيوس الحميراء البطريركي

#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية

 

 

– “العهدة النبوية” هي مخطوطة أثرية لاتقدر بثمن لأهميتها موجهة من النبي ” محمد ص ” إلى المسيحيين العائشين في دير القديس “جاورجيوس” والمنطقة المحيطة به، تتكلم عن تعهد سلام وأمن بين المسلمين والمسيحيين كضمان من الرسول “محمد” وكل الصحابة الذين ختموها.
– كتبها ” معاوية بن أبي سفيان ” بإملاء من ” النبي محمد ” رسول الله ( ص ) يوم الإثنين بعد أربعة أشهر من السنة الرابعة للهجرة من مكة إلى ” المدينة “، وقد ختمها كل الصحابة ووقعوا عليها.
– تعدّ هذه الوثيقة نوعاً من ميثاق وعهد أعطاه الرسول آنذاك للمسيحيين لتضمن حياة آمنة وسالمة بين الجميع وعلى مرّ العصور، فيذكر في متن العهدة على سبيل المثال: “ولا ينفى أسقف من أسقفيته ، ولا نصراني عن نصرانيته ، ولا راهب عن رهبانيته، ولا سائح عن سياحته، ولا راهب عن صومعته”.
– كما يذكر أيضاً : “لا يهدم بيت من بيوت كنائسهم ، ولا يدخل شيء في بناء المساجد ولا في منازل المسلمين، فمن فعل ذلك نكث عهد الله وخالف رسول الله، وخان ذمة الله”.
– وتضيف العهدة: “ولا تطلب جزية منهم إلا ما أمرت به أنفسهم” وهي عهدة تعطي أماناً وضماناً حقيقياً للمسيحيين الذين كانوا موجودين في ذلك الوقت، وهي عهد اتخذه الرسول “محمد” على نفسه وعلى كل المسلمين المؤمنين من ملّته بأن يجعلوا حياة المسيحيين آمنة يعمّها السلام».
– “النبي محمد ، ص” أعطى ثلاث عهد للمسيحين ؛ واحدة موجودة في بطريركية ” القدس ” للروم الارثوذكس ، وواحدة في ” سيناء ” داخل دير القديسة ” كاترينا ” الارثوذكسي، والأخيرة أعطاها إلى مسيحيي دير ” القديس جاورجيوس ” الحميراء البطريركي هنا ، وجميعها تتكلم عن ضمان التعهد بالسلام والأمان لمسيحيي تلك المناطق؛ لذلك كان دير “القديس جاورجيوس” الحميراء يعامل معاملة خاصة في مختلف الأزمنة وحتى في زمن الاحتلال العثماني ، فكان معفى من الجزية ، وكانت أراضيه واسعة جداً وكبيرة ، وأيضاً كل من كان تحت عهدة ورعاية الدير كان له احترام ومعاملة خاصة .
– ففي قديم الزمان مثلاً كان دير “مار جرجس” تابعاً إلى وادي “عكا”، الذي أعطى هذا الدير ثلاث رخص للبناء بسبب معاملته الخاصة وحمايته من كل أذى؛ وهذا كان أمراً مهماً.
– «العهدة الموجودة في دير “مارجرجس” الآن، وهي عبارة عن صورة عن المخطوطة الأصلية، إضافة إلى ترجمتها؛ لأنها مكتوبة بالخط العربي القديم، والأصلية موجودة الآن في مركز ” الشهيد في الكهنة القديس يوسف الدمشقي دراسة المخطوطات والتوثيق”، ومحفوظة ضمن مخطوطات الدير في دير “البلمند” البطريركي في “لبنان”، والهدف من ذلك هو إعادة ترميمها؛ فالورق الذي كتبت عليه العهدة من جلد الغزال، وكل الكلمات المكتوبة بداخلها كتبت داخل أختام ، أي داخل دوائر ؛ لعدم إضافة أي مفردة إليها أو محو أي كلمة دونت بها. يوجد في الترجمة الموجودة بالدير الآن بعض الأقواس في داخلها فراغات؛ وهي المفردات التي لم تعرف ترجمتها حتى الآن».
– وعن أسماء الصحابة الموجودة في العهدة، الذين ختموها : «بالنسبة إلى أسماء الصحابة الذين وقّعوا عليها هم: “أبو بكر الصديق”، و”عمر بن الخطاب”، و”عثمان بن عفان”، و”علي بن أبي طالب”، و”أبو درداء”، و”أبو ذرة”، و”أبو هريرة”، و”عبدالله بن مسعود”، و”عبدالله بن العباس”، و”حمزة بن عبد المطلب”، وأيضاً “فضيل بن العباس”، و”الزير بن العوام”، و”طلحة بن عبد الله”، و”سعد بن معاذ”، و”سعد بن عبادة”، و”ثابت بن القيس”، و”زيد بن ثابت”، و”عبدالله بن زيد”، و”حرقوش”، و”زيد بن ارقم”، و”أسامة بن زيد”، و”عثمان بن مطعوم”، و”دوا بن جبير”، و”أبو العالية”، و”عبدالله بن عمر القاضي”، و”أبو حذيفة”، و”ابن عسير”، و”ابن ربيعة”، و”عمار بن يامر” .
– وأخيراً جاء “هاشم بن عصبة”، و”حسان بن ثابت”، و”كعب بن مالك”، و”كعب بن كعب”، و”جعفر بن أبي طالب”؛ جميعهم ختموها يوم الإثنين تمام أربعة أشهر من السنة الرابعة من الهجرة بالمدينة».
– اهميتها :
– وهي وثيقة تاريخية وأثرية تعبر عن العمق الإنساني بكلماتها وأختامها، حيث نرى فيها أختاماً دائرية دوّنت داخلها الجمل والمفردات التي تضع للسلوك قواعد مبنية على أسس أخلاقية، وهي تملك بعدين مهمين: الأول هو العهد بحدّ ذاته، والثاني هو القيمة التاريخية لها؛ لأنها تحولت إلى مخطوطة أثرية».
– الصور : 
– سيادة الاسقف ارسانيوس دحدل يبسط صورة المخطوطة
– صورة المخطوطة معلقة في الدير
– دير القديس جاورجيوس الحميراء البطريركي
– دير سيدة البلمند البطريركي حيث مركز الترميم باسم الشهيد في الكهنة القديس يوسف الدمشقي لترميم
العهدة الاصل .
– يقع دير مار جرجس الحميراء في بلدة المشتاية في وادي النصارى في محافظة حمص ، ويعتبر هذا الدير المكون من ثلاث كنائس وهو واحد من أجمل تحف العمارة البيزنطية ، كما ويقع في منطقة تًعتبر من أجمل بقاع الحوض الشرقي للبحر المتوسط في سورية .