طوفان الأقصى وتداعياته على الكيان الصهيوني الآنية والمستقبلية .. بقلم : نبيل فوزات نوفل

#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية

 

 

– تلعب الأحداث السياسية أوالاقتصادية أو الكوارث الطبيعية دوراً أساسياً في المتغيرات الدولية أو تكشف عن حقيقة ما يدور في العلاقات الدولية ومدى مصداقية المبادئ والقيم التي تنادي بها الدول،فمثلاً بعد أحداث 11 أيلول 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية وما تبعها من محاولات الولايات المتحدة الهيمنة على العالم وضرب كل القوى والدول المناهضة لساستها التوسعية ونهب ثروات الشعوب تحت بدعة محاربة الإرهاب الدولي التي كانت هي والصهيونية العالمية وراء التفجيرات لبرج التجارة الدولية لتتخذه سبباً لمهاجمة الدول والتدخل فيها لإعادة ترتيب المنطقة لتحقيق مشروعها الاستعماري في الشرق الأوسط فكان احتلالها لأفغانستان والعراق و 2001و2003 وحرب تموز في العدوان على لبنان التي نفذه الكيان الصهيوني ضد المقاومة اللبنانية  وحربها على غزة 2008 / 2009 وازداد تدخلها في شؤون الدول خاصة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1991م وظهور ما يسمى النظام العالمي الجديد التي تتحكم فيه قطب واحد هو أمريكا وتمارس البلطجة على العالم وبالتالي هيمنة على المؤسسات الدولية وعطلت فعاليتها وأصبحت أداة لتبرير ما تقوم به القوى الإمبريالية والصهيونية .

– وعندما حلت جائحة كورونا أثبتت ضعف العلاقات الدولية وكذب الشعارات الإنسانية التي يطلقها الأوروبيون وعدم مساعدتهم للشعوب التي تعرضت للوباء بل أظهرت هذه الدول التمييز بين مواطنيها وظهر جلياً تبعية أوروبا لأمريكا في عدائها للدول الأخرى كالصين إيران وسورية وكوريا الشمالية وكوبا وفنزويلا وغيرهم وعندما حدث الزلزال في سورية وتركيا ظهرت النزعة العنصرية والحقد التي تحمله الحكومات الغربي وأمريكا على شعبنا والتمييز بين الشعوب ، وما يهمنا اليوم هو بيان تأثير طوفان الأقصى على الكيان  الصهيوني .

 – لقد ساهمت ملحمة طوفان الأقصى في التأثير على الكيان الصهيوني من خلال : فقدان هيبته ، وزعزعة ثقة مستوطنيه بجيشه الإرهابي ،ودبت الذعر بين هؤلاء المستوطنين وانعكس ذلك على حالة الأمن وكان له أثار سلبية  في المجالات المختلفة.فقد أسقطت ملحمة طوفان الأقصى نظرية الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر ، وأثبتت هشاشة هذا الكيان ومقولة سيد المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله بأن هذا الكيان أوهن من بيت العنكبوت ، وتم أسر وقتل المئات من جنود الكيان الغاصب وفرار المستوطنين من أكثر من عشرين مستوطنة ، وكذلك الخوف من  حزب الله ، والهروب من المستوطنات القريبة من الحدود مع لبنان .

– كما تبين هشاشة أجهزتها الأمنية وضعف جيشها في القتال البري مما أثار الانقسام والرعب داخل صفوف جيش العدو ، وبدأ بعضهم بالفرار وعدم الالتحاق بالخدمة .

– الخسائر الاقتصادية الكبيرة بسبب توقف العمل ونزول المستوطنين إلى الملاجئ وانتشار حالة الرعب والخوف التي عمت الكيان منذ قيامه حتى اليوم ، فهو لم يشهد معركة  أذلته ومرغت أنفه كمعركة طوفان الأقصى ،وسببت للكيان تدهوراً في الوضع الاقتصادي ، حيث تعطل إنتاج اكثر من 300 ألف صهيوني التحقوا بالخدمة العسكرية ، وارتفعت الأسعار وعم الغلاء ، وتوقفت الخطوط  الجوية ، وما تدره من أرباح ،وضرب قطاع السياحة  وتدنت قيمة العملة الصهيونية .

– وقدّر محافظ بنك إسرائيل المركزي تكلفة الحرب على غزة بنحو 58 مليار دولار كتكاليف الجيش الاسرائيلي والتعويضات للذين نزحوا من بيوتهم .

– كلفة الحرب اليومية 250 مليون $ حسب وزير المالية الاسرائيلي بتسلئيل سيموتريش .

– تكاليف الحرب العسكرية هي 6 أضعاف تكاليف حرب تموز عام 2006 وفق مدير مؤسسة الأمور المالية في الكيان المؤقت شاي أهارونويتش .

– لومبيرغ : الاقتصاد الإسرائيلي يحتاج الى 10 سنوات ليتعافى وعود كما كان قبل طوفان الأقصى .

– أما النازحون الإسرائيليون :

– ألف مستوطن نزحوا داخل إسرائيل من الجنوب والشمال 500 .

– ألف مستوطن نزحوا من مستوطنات الغلاف، 35 ألف من مستوطنة سديروت وحدها 60 .

– ألف مستوطن تم إخلاؤهم من مدينة عسقلان 65 .

– ألف مستوطن تم إخلاؤهم من مستوطنات الشمال 230 :

– أثبت طوفان الأقصى همجية الكيان الصهيوني وتجرده من كل القيم الإنسانية من خلال حرب الإبادة التي مارسها على الأطفال والمدنيين العزل وقصف المستشفيات وقتل المرضى والأطباء .

– اُثبت طوفان الأقصى عجز وفشل القيادات العسكرية والأمنية في إدارة المعركة ، ازداد العداء العالمي والرأي العام العالمي كرهاً للكيان الصهيوني بسبب انكشاف جرائمه التي يندى لها جبين الإنسانية فنزلت مئات المسيرات المناهضة للاحتلال حتى في البلدان الأوروبية المشاركة في العدوان والداعمة للكيان الصهيوني

– لقد أدخل طوفان الأقصى الكيان الصهيوني في حزمة من الأزمات وكشف عن الأزمات التي ستؤدي إلى انهاء هذا الكيان ، ومنها المواجهة مع المستوطنين الذين فروا من الشمال خوفاً من حزب الله ورفضهم العودة بشكل نهائي إلى مستوطناتهم وقرار البعض مغادرة الكيان بشكل نهائي .

– الكيان الصهيوني فقد وظيفته كأداة للقوى الاستعمارية وكلب حراسة للمصالح الغربية  وأصبح بحاجة لحماية الدول الغربية وخاصة واشنطن .

– كما ساهمت ملحمة طوفان الأقصى في تفاقم مسألة الهجرة خارج الكيان الصهيوني والإحجام على القوم إليه ، لسباب عدة أهمها : تصاعد المقاومة ضد الاحتلال والزواج من غير ديانة يهودية ، وحالات الاستقرار في المجتمعات التي يقيم فيها اليهود وفشل الحكومة الصهيونية في تحقيق الأمن والرخاء للمستوطنين  ما أدخل وفاقم من مشكلة القنبلة الديموغرافية التي تعاني منها الكيان الصهيوني وهي تسارع عدد السكان الفلسطينيين مقابل عدد اليهود وشيخوخة المجتمع الصهيوني مقابل الأعمار الشابة للفلسطينيين .

– لذلك تعمل حكومة الاحتلال على تهجير الفلسطينيين قدر المستطاع والإبادة الجماعية  ، وبالرغم من ذلك فإن الفلسطينيين يزدادون بكثرة بالرغم من حالات القتل الكبيرة للأطفال والشباب فحالات الخصوبة لديهم عالية جداً .

– عززت ملحمة طوفان الاقصى من ازدياد تفكك المجتمع الصهيوني  الذي يعاني من التمييز الطبقي بين اليهود الشرقيين والغربيين حيث اليود الشرقيين ويمثلون 905 من المجتمع الصهيوني يملكون حوالي345 مليار شيكل بينما الــ10اليهود الغربيين يملكون حوالي 800 مليار شيكل وهذا سيزيد من إمكانية الصراع والتوترات في المجتمع في الكيان الصهيوني وبينهم وخاصة سياسات التمييز العنصري التي يمارسها الغربيون عليهم وكما نعلم هناك حوالي 35 أثنية في هذا الكيان وهناك طموحات مختلفة لكل منهم .

– كما أفشل طوفان الأقصى حلم الصهاينة في قيام الدولة القومية اليهودية بسبب وجود أكثر من 30 أثنية  وضعف الولاء للكيان وعدم تحقيق طموحات المستوطنين في الأمن والحياة المعيشية المطلوبة فأصبح هؤلاء في حالة عدم استقرار ما قد يدفعهم للهجرة ومغادرة الكيان ، وسقطت نظرية الاندماج بسبب التناقضات الكبيرة بين الأثينيات المتواجدة وقد قال يوسي كوهين رئيس الموساد السابق في مقال في صحيفة هآرتس :

– ” بعد ثمانين يوماً من الأخطاء والتقديرات الغير مدروسة تجد دولة إسرائيل لأول مرة منذ ال48 في صراع وجود واللا وجود نعم يابني وطني اللاوجود أنا سأكون أول من يعلق الجرس وليسمعني جميع بني وطني إذا استمر هذا الفريق في قيادتنا فنحن عائدون إلى بولندا وروسيا وبريطانيا وأمريكا ذلك إذا سمحوا لنا بالعودة وتابع  قائلاً : على القيادة السياسية ان تبدأ فورا باتخاذ قرارات صعبة تبدأ بوقف فوري للحرب وإعادة أبنائنا الاسرى الى عائلاتهم وحتى على حساب إفراغ السجون والدعوة لانتخابات سريعة لتشكيل حكومة وحدة وطنية على القيادة السياسية أن تتحمل الثمن اليوم وسوف يتحمل جميع بني إسرائيل الثمن ولن يبقى من حلم الدولة اليهودية إلا أحاديث الذكريات ونحن نحتسي القهوة “.

– تحية الإجلال والإكبار لأرواح الشهداء الأبطال والشفاء للجرحى وتحيا المقاومة في فلسطين وغزة وكل محور المقاومة .