#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الاعتراف الغربي بدولة فلسطينية وتلقفته وسائل الإعلام وضخمت من مضامينه علماً انه حديث عن دولة دون جوهر لا معنى له ، و إذا كان من حديث عن دولة فيجب الحديث عن زوال الاحتلال وحدود للدولة وسيادة وعاصمة وليس حديث هلامي وقبل ذلك لابد من وقف الحرب على غزة وانسحاب القوات الاسرائيلية من الاراضي المحتلة بالكامل إضافة الى ضرورة الحديث عن انشاء دولة فلسطينية وليس الاعتراف فالاعتراف بهذا المعنى يطرح السؤال حول اين وكيف يصرف ؟ فهناك عشرات الدول تعترف بدولة فلسطينية وحتى المبادرات دون ضمانات ومسار واضح وضغط على اسرائيل لتقبل ذلك فبدونه لن تصل الامور الى شيء ويبقى بيع كلام وتطييب خواطر او امتصاص ردود افعال ، فالاسرائيليون يعارضون منح فلسطين مقعد دولة في الامم المتحدة .
– وكذلك لا يقبلون ان يمنح الفلسطينيون مكافأة خارج المفاوضات وان ينحصر ذلك لهم بمعنى اتركوا الفلسطينيين لنا ولا تتدخلوا فالملف الفلسطيني هو لاسرائيل وحدها هذا هو المنطق الاسرائيلي فكل ما هو دولي غير مقبول وكل ما يتعلق بقضية فلسطين هو مسألة حصرية بين الاسرائيليين والفلسطينيين وبدون شروط مسبقة ..؟
– وهنا يطرح السؤال هل يوجد حديث عن تفارض بين محتل وشعب فلسطيني دون شروط مسبقة وهي زوال الاحتلال ..؟
– فالواضح تماماً أن الاسرائيلي يريد الاستفراد بالفلسطينيين وممارسة منطق القوة عليهم ومعهم واخضاع العملية السياسية لميزان القوى الذي هو في صالحهم حتماً وبالتالي فهم يرفضون اي صغط خارجي لانه باعتقادهم يمنح الفلسطينيين قوة ولا يجعلهم يخضعون للاسرائيلي ويتنازلون عن الكثير من حقوقهم في سبيل الحصول على مكاسب هي في الحقيقة من ابسط حقوقهم ؟
– ان الاعتراف بدولة فلسطينية ومقعد كامل العضوية في الامم المتحدة يحقق بعض المكاسب والنفوذ للسلطة الفلسطينية ويجعل من اراضيها المسيطر عليها اراض محتلة ويمنحها نفوذا” اكبر شريطة وضع خريطة طريق مضمونه لذلك مع الاعتراف بها على حدود عام 1967اي الاعتراف بالسلطة بوصفها دولة فلسطينية على كامل حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس فهذا انجاز عملي يعطي السلطة الفلسطينية ادوات لتقول ان هذه المناطق محتلة ومعترف بها ولي سيادة عليها ولكن لا استطيع ان امارسها لان اسرائيل المحتلة تحول دون ذلك اي بيني وبين ممارسة تلك السيادة على الارض ولكن السؤال هل ما يطرح راهنا”هو غير ذلك .
– ان اسرائيل ترفض في الوقت الحاضر فكرة اقامة دولة فلسطينية وهو ما اقره الكنيست الاسرائيلي قبل عدة ايام لقطع الطريق على اي طرح لقيام دولة فلسطينية او ما جرى تسميته حل الدولتين وكذلك ترفض وقف اطلاق النار والانسحاب من غزة حتى تتحقق الاهداف التي تحدثت عنها عشرات المرات كما انها تنوي ان يكون لها تواجد امني في غزة بعد الحرب وايضا ادارة هي تختارها اي نسخة عما هو حاصل في الضفة الغربية والموضوع الوحيد الذي يركزون عليه هو استعادة الاسرى والمخطوفين مقابل وقف اطلاق نار مؤقت ودخول المساعدات الانسانية بكميات معينة ومحددة وبالمجمل هناك تعنت اسرائيلي فيما يتعلق بوقف اطلاق النار والانسحاب من غزة وهذين ثابتين ولا حديث عن تخل عنهما ولكن القادة الصهاينة يراوغون بالقول ان كل شيء قابل للتفاوض وهذا كله شكل من اشكال المناورة وشراء الزمن للاستمرار في مسلسل قتل وابادة الشعب الفلسطيني عبر زمن مفتوح بحيث يكون هناك حديث عن وقف اطلاق النار وليس وقف مباشروبضمانات محددة هذا اذا جرى الاتفاق عن صفقة تبادل للاسرى والمحتجزين مع مهل زمنية ثلاث .
– وبقراءة هادئة يتضح ان اسرائيل ماضية فيما اعلنته من اهداف وتمارس تكتيكات ومرارغة علها تنجح في ذلكً وبالتالي تفرض شروطها على الجميع لهذا كله تبرز مسألة عدم التفريط بورقة الاسرى التي تملكها المقاومة الا في حدود اتفاق نهائي على وقف الحرب والانسحاب من غزة وهذا يحتاج الى دعم عربي ودولي لذلك الموقف التفاوضي في غزة ومواقف عربية اكثر وضوحاً تجاه الادارة الاميركية التي لم تمارس اي ضغط على الحكومة لاسرائيلية وإنما رخصة مفتوحة باستمرار العدوان على الشعب الفلسطيني والتحذير من توسيع جغرافيا القتال ما يستدعي موقفاً عربياً ودولياً لمواجهته والربط بين عدم توسيع دائرة القتال بوقف العدوان وليس تبني الرغبة والمحاذير الاميركية اضافة الى ايصال رسالة للولايات المتحدة الاميركية واضحة وصريحة بأن مصالحها الاقتصادية مهددة بشكل حقيقي وكذلك استهداف تواجدها العسكري في المنطقة ما يجعلها تعيد حساباتها وتراجع مواقفها المنحازة والداعمة للعدوان اضافة لما توفره من غطاء في المحافل الدولية ولاسيما مجلس الأمن الدولي .