#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– يبقى هدف الوحدة العربية هدفا وحلما مشروعا لجهة انه يشكل حلا جذريا لما تواجهه الأمة العربية من تحديات وجودية وحاجة وضرورة لتنمية عربية حقيقية تنعكس على مجمل أبناء الأمة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ومعاشياً وحالة رفاه ناهيك عن أن تحقيق مثل ذلك الهدف ( الحلم ) يحقق للأمة العربية مكانة وحضورا في المشهد الدولي هي جديرة تاريخيا وحضاريا باستحقاقه .
– إن تحقيق الوحدة العربية أو أي شكل من إشكالها وضمن اي إطار جغرافي – كبلاد الشام والعراق أو بلاد النيل أو المغرب العربي أو إطار يجمع دول الخليج العربية – كمنطلق لتحقيق الهدف النهائي هو خطوة صحيحة حتى لو كانت محدودة لان ذلك ان تحقق سيكسبها دينامية داخلية وجاذبية نموذج يدفع نحو توسيع المجال وثمة تجارب عديدة في هذا الإطار سارت عليها دول وشعوب في غير منطقة من مناطق العالم وتكللت بنجاح ونتائج ايجابية انعكست على مجمل أوضاع تلك الدول سياسيا واقتصاديا وعسكريا وحضورا في الساحة الدولية .
– إن لغة الأرقام تشير إلى أن الدول العربية لو اجتمعت أو تكتلت تحت أي عنوان أو صيغة فهذا يعني تشكيل كيان جغرافي مساحته حوالي أربعة عشر مليون كيلو متر مربع بحيث يحتل المرتبة الثانية بالعالم بعد اتحاد روسية بينما سيبلغ عدد السكان حوالي ٤٠٠ مليون نسمة أي الترتيب الثالث بعد الصين الشعبية والهند وسيكون إنتاج هذا الكيان الوليد من النفط مساويا لحوالي ٢٤ مليون برميل يوميا أي حوالي ثلث إنتاج العالم وسيكون الناتج القومي مساويا لحوالي ٦ تريليون دولار أي ثالث اقتصاد عالمي بعد الولايات المتحدة الأميركية والصين الشعبية .
– أما من الناحية العسكرية فسيتشكل جيش عربي قوامه خمس ملايين مقاتل مزود بأفضل الأسلحة التي يمكن أن تكون صناعة عربية تضمن الأمن القومي العربي وسيكون إنتاج ذلك الكيان من القمح ما يعادل ٧٠٠ مليون طن ومئات الملايين من المواشي وغيرها ناهيك عن إنتاج اكبر كميات من الغاز المسال في العالم
– أما على صعيد الأمن المائي فستكون ثلاثة من اكبر انهار العالم تمر ضمن دوله ناهيك عن مئات الأنهار الداخلية والبحيرات الكبرى .
– ولاشك أن الموقع الجغرافي وأهميته لا تخفى على أحد حيث قناة السويس ومضيق باب المندب وهرمز وجبل طارق ناهيك عن أن الوطن العربي يشكل حلقة وصل ببن قارات العالم القديم والجديد ولا يغيب عن البال المكانة الروحية للمنطقة العربية والرسالات السماوية الثلاث التي ولدت فيها فالمنطقة العربية ليست خزانا بتروليا فقط وإنما خزانا روحيا وحضاريا أيضاً .
– إن وحدة عربية أو اتحادا عربياً لن يكون تجميع طاقات بضم بعضها إلى الآخر بعملية حسابية وإنما حالة نوعية جديدة ستشكل خريطة جيواستراتيجية وحيو بولوتيكية غير مسبوقة تستدعي بالضرورة رسم خرائط عالمية جديدة في إطار ميزان القوى الدولية تعيد الاعتبار موضوعياً لأبناء هذه الأمة العريقة التي تعيش حالة استهداف غير مسبوقة تريد إخراجها من التاريخ وتجعلها من منسياته إن لم نقل اثر بعد عين .
– والى جانب ذلك ستشهد الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ومؤشرات التعليمة الصحة والخدمات العامة والتنمية البشرية عموما تناميا غير مسبوق تنعكس على المستوى المعيشي للسكان وثقافتهم ووعيهم .
– قد يرى البعض أن ما جرت الإشارة إليه يدخل في دائرة الأحلام الرغبوية ولكنه في أحلام الواقع لان الأهداف الكبرى تكون نقطة تشكلها الأولى أحلام تتحول بالإصرار والعمل والإرادة السياسية والنضال والتضحية والإيمان إلى كائنات حية وانجازات يفتخر ويعتز بها الإباء والأبناء وهذه من دروس التاريخ التي تعج بها كل ذاكرة حية .
– بمناسبة ذكرى الوحدة السورية المصرية
– ماذا لو اتحد العرب ..؟
– بقلم : الدكتور خلف المفتاح – مدير عام المؤسسة – سورية