#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– حقائق عديدة أوجدها ما حدث على حدود غزة بين المقاومة الفلسطينية والمواجهات والمعركة بل الحرب التي شهدتها طوال الأيام الماضية، وتستمر أولى هذه الحقائق أن الهالة التي حاول العدو الصهيوني فرضها على جيشه وقادته ونظامه الدفاعي والأمني والتكنولوجي قد سقطت بشكل مدو وثبت أنها شكل من أشكال الدعاية المنظمة -البروباغندا-؛ لإخافة الخصم ومنعه من أي فعل لجهة شدة ردة الفعل بحكم فائض قوة الخصم، والمسألة الأخرى أن معادلة القوة والنصر في الحروب والمعارك لم تعد تحكمها القوة العسكرية والتقانة المتقدمة وقوة التسليح وقوة الرصد والتحكم والحشد، ولكن من له القول الفصل فيها بشكل أساسي هو المقاتل وإرادته وإيمانه وإعداده المعنوي والنفسي والعقائدي والقضية التي يقاتل من أجلها بمعنى أن القوة العسكرية المادية لا تستطيع التفوق على قوة الإرادة في حال المواجهة المباشرة والاشتباك الفعلي؛ أي القتال رجل لرجل أو مجموعة لمجموعة، فما عكسته الحرب في غزة من حقائق هو أننا أمام عدو صهيوني معبأ بالحقد يحب ويهوى القتل ولكنه في المواجهة المباشرة يخشى القتال ويلجأ لأساليب تحول دون اشتباكه المباشر مع الخصم من قبيل القصف بالطيران أو المسيرات أو أساليب الاغتيال الخسيسة من خلال استخباراته وعملائه، والمسألة الأخرى أنّنا أمام كيان هو جيش في (دولة) أو (دولة) في جيش أي كيان معسكر والدليل هو أنه تم تعطيل أو توقف معظم مرافق ذلك الكيان عن العمل وزج العاملين فيها في ما سمي قوات الاحتياط وتسلم القيادة العسكرية إدارة شؤون البلاد تحت عنوان: “حالة الحرب والطوارئ” ما جعل من الكيان كياناً مشلولاً ومجمع حرب.
– وإلى جانب من تمت الإشارة إليه كشفت الحرب القائمة أو لنقل المعارك أن هذه الكيان الذي قدم نفسه كحارس للغرب ومصالحه ومنفذ لاستراتيجيته أو إحدى أدواتها أصبح فجأة بحاجة إلى حماية ودعم وإسناد ممن اعتقدوا أنه سيكون أحد رموز قوتهم وبأسهم فما إن بدأت المعارك تلحق بقواته حتى انهالت عليه المساعدات العسكرية والاقتصادية والدعم السياسي والإعلامي من قوى يسقطون أخلاقياً الغرب الاستعماري بضفتيه؛ بهدف إنقاذه من هزيمته المحققة، لا بل إن أمريكا تحولت فجأة بمؤسساتها ورموزها السياسية والعسكرية والأمنية إلى “فريق عمل إسرائيلي” صهيوني وليس أمريكياً والدليل أن وزير خارجيتها “بلينكن” لم يخفِ حقيقة أنه جاء بوصفه يهودياً ليساند قتلة في إمبراطورية تدعي علمانيتها وأنها دولة مواطنين وليست مستوطنة قامت على جثث الهنود الحمر تماماً كما الكيان الصهيوني، والفرق هنا أنه تمت إبادة الهنود الحمر لكن الشعب الفلسطيني ثابت متمسك بأرضه وهويته وتاريخه الذي لا يمكن اقتلاعه منه حيث جذوره ضاربة في أعماق التاريخ، ولعل التعامي الغربي عن الإجرام الصهيوني المرتكب أمام وسائل الإعلام كلها دون ردة فعل تجاهه من أولئك الذين يدعون الدفاع عن حقوق الإنسان ويتشدقون بقيم الحرية والكرامة الإنسانية؛ يسقطون أخلاقياً كما سقطت صورة الكيان وقواته أمام بأس وشدة وبسالة المقاتل الفلسطيني، ولعل هذا السقوط الأخلاقي يوجب على مثقفي الغرب ومفكريه ودعاته الوقوف عنده ومراجعته، وكذلك وسائل الإعلام المتحكمة في الرأي العام الغربي مدعية الحيادية والموضوعية والمهنية.
– إن الهستيريا التي ظهرت خلال معارك غزة أظهرت حجم الحقد الدفين الذي يحمله الصهاينة اتجاه الشعب الفلسطيني والتعطش للدم وروح الانتقام مع الاستعداد العالي لممارسة ذلك، ولعل ما يستوجب التوقف عنده الضوء الأخضر الذي يتلقاه هؤلاء الصهاينة من قادة الغرب في ممارسة ذلك تحت عنوان أن ما جرى وقامت به المقاومة الفلسطينية في غزة اتجاه عدو محتل لأرض لها شعب وهذا حق شرعي في القانون الدولي هو شكل من أشكال الإرهاب، وهو ما جاء على لسان وزير الخارجية الأميركي “بلينكن” في محاولة منه لشرعنة الإجرام وإطلاق يد قوات الاحتلال في قتل الشعب الفلسطيني الذي كان ومازال يعاني من كيان قام وتأسس على القتل المنهجي والمؤدلج واستمر على هذا النهج حتى الآن.
– إن الآلة الإعلامية الغربية والمتصهينة والمنحازة لن تستطيع قلب الحقائق أمام الرأي العام مهما امتلكت من إمكانيات هائلة وقدرة تصديرية فائقة؛ بهدف إيجاد أرضية في الرأي العام الغربي لتبرير الإرهاب الصهيوني، وبالتالي عدم إحراج المستوى السياسي المؤيد لسياسة الكيان القائمة على القتل باتخاذ هكذا مواقف مخزية ومنحازة من هنا تأتي أهمية دور وسائل الإعلام العربية والإسلامية والصديقة والمحبة للحرية في نقل وكشف الحقاق وتعرية وسائل الإعلام تلك، وكذلك يبرز دور وسائل الاتصال الاجتماعي والجاليات العربية والإسلامية وأنصار الحرية في العالم وهم كثر ويتواجدون في مفاصل مهمة في المجتمعات والبيئات الغربية في القيام بحملات داعمة للحق ومعرية لهؤلاء الذين يسعون لقلب الحقائق وعكس الصورة وتحويل صورة المقاوم المطالب بحقوقه إلى إرهابي والإرهابي الحقيقي إلى حمامة سلام وضحية.