#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– منذ انتصرت الثورة الإسلامية الإيرانية بقيادة الإمام الخميني رحمه الله ، لم تترك القوى الإمبريالية والصهيونية أي وسيلة إلا واستخدمتها ضدها عسكرية وسياسية وإعلامية وثقافية بهدف زعزعة الثورة وإضعافها وإجبارها على تغير عقيدتها التحررية الإنسانية المقاومة لقوى الاستكبار العالمي .
– فبعد أن أسقطت إيران الجبروت العسكري الأمريكي وحجمت عروضه العسكرية في البحار والمحيطات وكسرت حصاره ليس عليها فقط بل على بعض دول العالم الصديقة لها والمعادية لقوى الاستكبار ،وحطمت الخطوط الحمراء في امتلاكها التقانة المتقدمة والطاقة النووية تخوض اليوم حرباً الكترونية وتقانية عالية بدأتها واشنطن وتل أبيب تستهدف منشأتها التقانية المتقدمة ,شنت عدة هجمات طالت بعض هذه المنشآت .لكن إيران منذ مدة وهي تهيئ لهذه المعركة ،وتبني جيشاً الكترونياً متقدماً ليرد الرد المناسب وفي الوقت المناسب .
– وذكرت بعض التقارير أن المعركة منذ سنوات وكانت بشكل سري وجهت فيها إيران هجمات موجعة لكل من الكيان الصهيوني وأمريكا رداً على ملايين الهجمات التي شنها هؤلاء على إيران. وقال رئيس مركز دراسات الأمن القومي الصهيوني، التابع لجامعة تل أبيب، الجنرال عاموس يادلين، إن الهجوم السايبري على الميناء الإيراني “هو رسالة إسرائيلية مهمة إلى إيران”، وذلك رداً على هجوم إلكتروني إيراني على منشأة مياه إسرائيلية في نهاية شهر نيسان/أبريل الماضي. وكشفت سلطات المياه الصهيونية أن الهجوم طال ست منشآت مياه ، وفي أعقابها “جرى تنفيذ وقف تشغيل وإعادة تعريفات وتغيير كلمات سر.
– كما تم محو معلومات في إحدى المنشآت واسترجاعها لاحقا”، حسب صحيفة “يديعوت” ويقول وزير الاتصالات والمعلوماتية الإيراني محمد جواد آذري جهرمي إن إيران أفشلت 33 مليون هجمة إلكترونية في العام 2019م.وتستمر الهجمات المتبادلة بين الكيان الصهيوني وبين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، وتؤكد بعض المصادر الصهيونية تعرض مواقع في هذا الكيان لهجوم إيراني .
– وقال بيان صادر عن ما تسمى “الهيئة السيبرانية الوطنية” في تل أبيب إنها تلقت تقارير عن عشرات المواقع الصهيونية التي تتعرض للهجوم. وأكدت أنه لم تلحق أية أضرار ببنى تحتية حكومية ، وأنها فتحت تحقيقاً لتقصي وقائع الهجوم، لكن تقارير ظهرت في وقت لاحق أشارت إلى أن أضراراً لحقت بمئات وربما بآلاف المواقع الصهيونية.وفي معاريف كتب المحلل العسكري ألون بن دافيد إنه بدأت حرب من نوع جديد بين “إسرائيل” وإيران في مجال السايبر . والرصاصات الأولى لهذه الحرب انطلقت مع الهجوم الإيراني على شبكة المياه الإسرائيلية وردة الفعل المنسوبة إلى” إسرائيل” ضد الميناء البحري الإيراني وهي تؤكد أن هذه الحرب التي كانت قرصانية في الماضي تحولت في الوقت الحالي إلى حرب شرعية بكل المقاييس .
– وأضاف “في هذه الحرب لا توجد جبهة قتالية مع مقاتلين أفراد. والجبهة التي يدور فيها القتال بين الجانبين هي الجبهة الداخلية ، وكل البنى التحتية التي تحيط بنا وتقدم لنا خدمات ستكون مستهدفة خلالها. ووفقاً لكل المؤشرات، فهذه الحرب لا تزال في بدايتها ومن الآن فصاعداً ستتصاعد أكثر فأكثر” مشيراً إلى أن مهاجمة أهداف مدنية، كما حدث في الهجوم على شبكة المياه الإسرائيلية ، “يمكن أن تهدد بالخطر حياة البشر. فمثلاً من شأن هجوم سيبراني أن يؤدي إلى اصطدام قطارين بعضهما ببعض وأن يكون قاتلاً أكثر من أي صاروخ بالستي” .
– ورأى أن” تل أبيب” وطهران تنخرطان في شكل جديد من الحرب، “وهي حرب تختلف قواعدها عن قواعد الحرب المعروفة حتى الآن. كما أنه ليس هناك أي أهمية للجغرافيا في وقائع الحرب السيبرانية. وفي إمكان إيران أن تهاجمنا بواسطة مقاول يعمل في كازاخستان أو بواسطة عناصر تابعة لها تعمل في فنزويلا”وهذا ما يدل على أن الفضاء الإلكتروني تحول إلى ساحة معركة فاعلة في السنوات الماضية، لكن هذه المرة في العلن وليس في الخفاء، بدليل الإعلان عن الهجمات المتبادلة.
– إن إيران كما انتصرت في حروبها المختلفة مع قوى الاستكبار العالمية ستنتصر اليوم في حربها السيبرناتية التي أصبحت في طور متقدم وهي تملك من الخبرات ما يجعلها قلعة وصمام آمان لكل قوى الخير والمقاومة في العالم ،وستثبت السنوات القادمة أن قوى الإمبريالية والصهيونية قد ارتكبوا الخطيئة الكبرى في حربهم على إيران التي ستؤدي إلى زوال الغدة السرطانية في المنطقة وتقطع اليد الشيطانية في البيت الأبيض ،هذا الشرق لن يكون إلا لأهله المقاومين .
– بقلم : نبيل فوزات نوفل رئيس قسم الدراسات وكالة إيران اليوم الإخبارية