#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– تحقيق السلام في الحرب الأوكرانية له متطلبات عدّة لم تكن موجودة في اجتماع جدة، وبدون شك في ظل هذه الإستراتيجية الخاطئة والمكلفة، لا يمكن أن يرى أي سلام حقيقي في الحرب الأوكرانية النور أبداً.
– كما كان متوقعاً، لم يتمخّض عن إجتماع جدة برعاية السعودية بشأن بحث سبل إحلال السلام في الحرب في أوكرانيا أي شيء، ولم يؤدي هذا المسار المسدود إلى أي مكان.
وكان أحد الأسباب الرئيسية لفشل هذه المفاوضات هو النوايا غير الواقعية للأطراف الغربية في هذا الاجتماع واعتماد النهج المتناقض المتمثل في “الحرب والسلام” في استراتيجيتهم المناهضة لروسيا.
بتعبير أدقّ، منذ أن سعت واشنطن ولندن، بصفتهما عضوين رفيعي المستوى في الناتو خلق أزمة مزمنة وواسعة النطاق ونوع من النقطة العمياء الاستراتيجية في البيئة المحيطية لروسيا، لذلك أصبح تحقيق السلام الحقيقي في الحرب في أوكرانيا أمرا مستبعداً جداً في ظل التطورات الراهنة.
من جهة أخرى بات بعض أعضاء الناتو مثل فرنسا وألمانيا في حيرة من أمرهم بشأن التطورات الحالية في الحرب الأوكرانية، ونتيجة لهذه الارتباكات والنوايا السيئة، فإن نفس استراتيجية “الحرب والسلام” كانت صاحب الكلمة الفصل.
على الجانب الآخر؛ على الرغم من ضخ الأسلحة الغربية، بما في ذلك الصواريخ بعيدة المدى في ساحة المعركة ، فلا يوجد مكان للولايات المتحدة وحلفائها في المحيط الأطلسي لتحديد الحدود والثغرات من أجل السلام في أوكرانيا.
النقطة الأكثر أهمية هي: خلال الأشهر الماضية منع الممثلون الغربيون مرارا طاولة المفاوضات بين موسكو وكييف من خلال استفزاز فولوديمير زيلينسكي وإجباره على مواصلة الحرب.
تحقيق السلام في ساحة المعركة الأوكرانية له متطلبات لم تكن موجودة في اجتماع جدة، وبدون شك في ظل هذه الإستراتيجية الخاطئة والمكلفة، لا يمكن إحلال السلام في هذا البلد الرازخ على صفيح ساخن دون أدنى شك.
يقول المسؤولون الروس؛ لا يمكن إنهاء الحرب في أوكرانيا إلا إذا أوقفت كييف الأعمال العدائية والهجمات الإرهابية ووقفت الدول الغربية عن ضخ الأسلحة إلى أوكرانيا.
علاوة على أن ما تريده موسكو هو جزء من عملية سلام مستقبلية (في مجال الردع ضد حرب جديدة)، بمعنى أن توسع الناتو في الشرق قد توقف ولم يتم رسم أي منظور له.
يقول بعض الخبراء في القضايا الاستراتيجية: الطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هي ضمان أوكرانيا لـ “الحياد في النزاعات العسكرية” والالتزام بعدم العضوية في الناتو ليس كافياً.
في الوقت الراهن، تعتبر بعض الدول مثل اليابان وأستراليا على الرغم من عدم كونها أعضاء في حلف شمال الأطلسي، وشركاء في الناتو وتشارك في جميع عملياته، أن ما نتج عن الاجتماع الأخير في جدة إنحصر ببعض اللقاءات الثنائية والمشاورات المتكررة، والتي لم يكن لها تأثير على الأساس المناسب لإحلال السلام بين موسكو وكييف.
دون شك ينحصر حل الأزمة في أوكرانيا يعتمد على مراجعة بعض المُسببات المتضمنة في ساحة المعركة، وأهمها التسليح المكثف للجيش الأوكراني من قبل الناتو وجهوده السرية والعلنية للحفاظ على الأزمة مشتعلة في محيط روسيا.
طالما لم تتحقق هذه المكونات الرئيسية وبعبارة أخرى، فإن الشروط الأساسية المسبقة لم تتحقق فإن الحديث عن السلام المستدام في هذه الحرب سيكون ضرباً من الخيال، لذلك يجب بذل الجهود لإنهاء هذه الحلقة المفرغة في الغرب.