#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– المجتهد الأكبر السيد محسن الأمين العاملي، ابن عبد الكريم ابن علي ابن محمد الأمين بن أبي الحسن موسى الحسيني، العاملي، الشقرائي، الدمشقي، صاحب كتاب: «موسوعة أعيان الشيعة» الذي آل إليه أمر الشيعة في دمشق الشام في بداية القرن العشرين، ينتهي نسبه إلى الحسين ذي الدمعة الساكبة ابن زيد الشهيد ابن الإمام علي زين العابدين ابن الإمام الحسين ابن الإمام علي بن أبي طالب(ع)، كان من مشاهير علماء عصره، فقيهاً إمامياً، شاعراً مؤلفاً قديراً ذا ثقافةٍ واسعةٍ وعقلية متفتحة، ذكره السيد بحر العلوم المتوفى سنة 1399هـ بقوله: علم الأعلام، وحجة الإسلام، العلامة الكبير المجاهد صاحب كتاب أعيان الشيعة السيد محسن الأمين ابن السيد عبد الكريم الحسيني العاملي الشقراوي نزيل دمشق الشام – طاب ثراه – المولود في قرية شقراء من بلاد جبل عامل سنة 1284هـ، والمتوفى ببيروت منتصف ليلة الأحد 4 رجب سنة 1371هـ، نقل إلى مشهد زينب بنت الإمام أمير المؤمنين في دمشق الشام، ودفن في مقبرة خاصة به، وقد كتب لي إجازة بخطه في مقدمة كتابي السلاسل الذهبية…
– أنهى المرحلة الدراسية الأولى في بلاده وقصد النجف الأشرف عام 1308هـ، وتابع فيها دراسته على كبار علماء النجف في ذلك الوقت حتى بلغ درجة الاجتهاد والإفتاء (ريحانة الأدب – الأعلام للزركلي ج5 ص187.) غادر السيد الأمين النجف إلى دمشق عام 1319هـ-1901م، فسكنها وتصدى للتدريس والإفتاء وفصل النزاعات، وإلقاء المواعظ في المجالس والمجتمعات، وكان من دعاة الإصلاح الديني وعدم الخلط بين الشرع والعادات والتقاليد إضافةً إلى مناوأته للاستعمار الفرنسي، من خلال رفضه التعاون معهم، رغم الإغراءات لتخصيص راتب شهري له، وإعطاء أتباعه ميزات مهمة في الحكومة التي نصّبها بديلة عن الحكومة الوطنية، كما كان على علاقات واسعة مع إخوانه من فضلاء المجتمعات الموالية لمدرسة آل البيت في جبال بهراء وتنوخ (جبال العلويين) واستطاع مع الشيخ سليمان الأحمد إنشاء المحاكم الجعفرية في الإقليم الذي أطلقت عليه فرنسا (دولة العلويين) وزودهم بالكتب اللازمة لإجراء القضاء والمحاكمات وفق المذهب الجعفري.
– أسس المدرسة العلوية للبنين في الحي المسمى في هذه الأيام باسمه (حي الأمين) وكان سابقاً يسمى حي الخراب، ثم تلاها بتأسيس المدرسة الهاشمية للبنات وبعد عام 1970م تغير اسم المدرسة العلوية فأصبح المحسنية، والمدرسة الهاشمية أصبحت اليوسفية، كما أسس جمعية البر والإحسان الخيرية في دمشق لتتكفل بالرعاية الاجتماعية للفقراء والمعوزين، ذكره الدكتور لبيب بيضون قائلاً:
– كان أن حاز الحي المنعوت بـ (الخراب) على عَلَمٍ شامخٍ من الأعلام أبدله من الخراب إلى البناء حتى سبق كل أحياء دمشق في إنشاء عدد من الجمعيات الخيرية ومدرستين للبنين والبنات يشار إليهم في عهدنا الحاضر بالبنان(حياة وذكريات ج3 ص1132)
– وعندما استقر السيد في دمشق لم يترك منطقة تتبعها في سورية من الشمال إلى الجنوب إلا وزارها وتعرّف على أهلها فمن دير الزور إلى حلب ثم حمص إلى تدمر ثم إلى الجولان ثم إلى حوران… وغيرها من المدن ولكنه عندما قرر زيارة الساحل السوري بدعوة من مشايخ آل الخير في القرداحة، ومن خلال إعداد الطلاب المؤيدين الذين كانوا يدرسون في الثانوية المحسنية وأهمهم من أصبح من أعلام الأدب والفكر على مستوى الوطن العربي المرحوم الأديب أحمد علي حسن يروي لنا أنه بعد التخطيط مع السيد محسن الأمين وعلماء القرداحة لهذه الزيارة علمت حكومة أديب الشيشكلي بها فمنعت السيد من القيام بهذه الزيارة لكثرة شعبيته في تلك المنطقة، وقبلت منه أن يوفد وفداً من قِبَلِه وهذا ما حصل فقد أوفد الشيخ علي الجمّال، ولكن الدرك بقيت ترافقه حيثما حل وارتحل بحجة أنهم يريدون حمايته، ولكنهم في الحقيقة كانوا جواسيساً عليه حتى لا يكبر خطره عليهم ولا يتوسع صدى فكره الإصلاحي بين أتباعه ومحبيه وأبناء منهجه، وفي سنة 1916م عندما قامت الثورة العربية الكبرى بقيادة الأمير فيصل جرت محاولة للمطالبة بوحدة إسلامية في المنطقة قام بها عدد من المفكرين أمثال عبد القادر قباني ورشيد رضا وشكيب أرسلان وعبد الرحمن الكواكبي والسيد محسن الأمين العاملي (كتاب السيد محسن الأمين العاملي حياته وشعره ص14 نقلاً عن مقال بعنوان الاتجاهات الاجتماعية والسياسية في لبنان والمشرق العربي للدكتور وجيه كوثراني. )
– وعندما عُيِّنَ الأمير فيصل ملكاً على سورية كذلك قام بزيارته مع السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي والسيد عبد الحسين نور الدين للمباركة له بالنيابة عن جبل عامل باعتبار أنَّ سورية كانت مع لبنان وفلسطين والأردن أي بلاد الشام التاريخية.
– وعندما دخل الفرنسيون إلى الساحل اللبناني حاول التنسيق مع إخوانه العلماء في جبل عامل وذهب بوفده معهم للقاء الملك فيصل لشرح الموضوع له لتأمين المال والسلاح لتأسيس مقاومة تردع المحتلين وتخرجهم من تلك المنطقة، وعندما دخل الجيش الفرنسي إلى سورية سرعان ما أصبح منزله في دمشق مقصداً لكبار الساسة والقادة الوطنيين، وكان يحثهم على الجهاد في سبيل الله، لإخراج المحتلين وتحقيق غاية البلاد في الحرية والاستقلال، أصدر الفرنسيون قانون الطوائف بما لا يوافق مصلحة المسلمين ويخالف نص الشرع الإسلامي فعارض في ذلك جماعة من علماء دمشق وبالغوا في المعارضة، فأوقف القانون، ثم عزم الفرنسيون على إحداث منصب رئيس علماء الشيعة في سورية ولبنان وقرروا تعيين السيد الأمين لهذا المنصب وأصدروا به مرسوماً اعتقاداً منهم بأن يقبله السيد فرد السيد على حامل الرسالة بقوله:
– أيها السائل عنهم وعني
– لست من قيس ولا قيس مني
– فعلم الفرنسيون بذلك ولم يستطيعوا فعل شيء.
– أصبح من دعاة الإصلاح على مستوى الوطن كما أصبح المرجع الرئيسي لأتباع آل البيتÉ لإصدار الفتيا في سورية.
– في سنة 1321هـ/1903م زار السيد المسجد الأقصى ومسرى الأنبياء في فلسطين، ثم زار القاهرة المعزية والتقى علماء الأزهر، وأكثر من جولاته في بلاد الشام والحجاز والعراق ومصر وإيران، وفتش جميع المكتبات التي استطاع الدخول إليها في هذه البلاد بعد أن أرّخ لها من خلال مشاهداته في كتابه رحلات السيد محسن الأمين، وفي نهاية جولاته هذه استطاع أن يؤلف موسوعته الشهيرة أعيان الشيعة، وقد ترك السيد عدداً آخر من المؤلفات.
– من آثاره :
1- أعيان الشيعة: عشرة مجلدات كبيرة في ستة وخمسين جزءاً من قياس الكتب المتداولة (الوزيري) كل مجلد يحتوي خمسمائة صفحة أو تزيد، طبع الكتاب سنة 1380هـ-1990م، في (56) مجلد، في دمشق، ثم أعاد ابنه السيد حسن الأمين طبعه في 11 مجلد كبير في دار التعارف في بيروت سنة 1406هـ-1986م.
2- أبو فراس الحمداني.
3- أدب المناظرات.
4- إرشاد الجهال إلى مسائل الحلال والحرام.
5- أساس الشريعة في الفقه.
6- أصدق الأخبار في قصة الأخذ بالثار.
7- البحر الزخّار في شرح أحاديث الأئمة الأطهار.
8- البرهان على وجود صاحب العصر والزمان: وهو (منظومة شعرية عدد أبياتها 311)، طبع في المطبعة الوطنية في دمشق سنة 1333هـ.
9- تحفة الأحباب في آداب الطعام والشراب.
10- التنزيه لأعمال الشبيه: طبع الطبعة الثانية في دار الهداية من دون تاريخ.
11- حاشية على القوانين في أصول الفقه لأبي القاسم القمي.
12- الحصون المنيعة في رد ما قاله صاحب المنار في حق الشيعة: طبع في مطبعة الإصلاح في دمشق سنة 1327هـ، ثم أعيد طبعه في دار الزهراء في بيروت سنة 1405هـ.
13- حق اليقين في التأليف بين المسلمين: طبع في مطبعة العرفان في صيدا سنة 1332هـ.
14- جوابات المسائل الصافيتية.
15- جوابات المسائل الدمشقية في الفقه.
16- خطط جبل عامل.
17- الدر الثمين في أهم ما يجب معرفته على المسلمين (أصول الدين).
18- الدر الثمين في الفقه.
19- الدر النضيد في مراثي السبط الشهيد.
20- الدرر البهية في تطبيق الموازين الشرعية على العرفية.
21- دعبل الخزاعي.
22- ديوان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع).
23- رسالة الحصون المنيعة في الرد على صاحب المنار.
24- الرحيق المختوم: ديوان شعر في جزأين.
25- سفينة الخائض في بحر الفرائض.
26- شرح تبصرة المتعلمين للعلامة الحلي.
27- صفوة الصفو في علم النحو.
28- عجائب أحكام أمير المؤمنين (ع).
29- العقد الثمين في آل الأمين.
30- القول السديد في الاجتهاد والتقليد.
31- كشف الارتياب في أتباع محمد عبد الوهاب: طبع في دمشق سنة 1347هـ، ثم أعيد طبعه مرات متعددة في بيروت ولبنان.
32- المجالس السنية في مناقب ومصائب العترة النبوية: طبع في دار التعارف للمطبوعات في بيروت سنة 1413هـ-1992م.
33- مفتاح الجنات في الأدعية والزيارات: طبع في ثلاثة مجلدات في دار القاموس الحديث في بيروت سنة 1389هـ-1969م.
34- معادن الجواهر في علوم الأوائل والأواخر (كشكول): طبع في دمشق سنة 1349هـ، ثم أعيد طبعه في بيروت سنة 1401هـ.
35- مناظرة أتباع المسيح القادياني.
36- مناسك الحج.
37- المنيف في علم التصريف.
38- مولد النبي (ص): طبع في مطبعة الترقي في دمشق سنة 1338هـ.
39- نقض الوشيعة في عقائد الشيعة لموسى جار الله (الشيعة بين الحقائق والأوهام): طبع في بيروت سنة 1395هـ-1975م،
– ثم أعيدت طباعته في مؤسسة الأعلمي في بيروت سنة 1403هـ-1983م (فهرس التراث ص701 – 703.).-
إضافة إلى كتب المناهج المدرسية التي وضعها للطلاب الذين يدرسون في المدرسة العلوية، من نحو وصرف وسيرة وعقائد إسلامية، إضافة إلى الرسائل والمقالات المتناثرة في المجلات والكتب والصحف التي تحكي موضوعاً ما فتلتقط من فكر السيد وكلماته لتنير الدرب للسالكين، توفي سنة 1371هـ، في بيروت ونقل إلى مثواه الأخير حيث دفن في المدخل الغربي لمرقد السيدة زينب (س) ( كتاب السيد محسن الأمين للدكتور عاطف عواد – موسوعة طبقات الفقهاء ج14/1 ص503 حتى 506 – أعيان الشيعة ج10 ص333- الذريعة إلى تصانيف الشيعة ج1 ص274 برقم 1439.).