#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– الحياة الحقة والسعادة الكاملة تعني أن يمنح المرء الآخرين الخير والعطاء دون منّ أو أذى ، خاصة عندما يرتبط هذا العطاء بالإسلام وخيره الفيّاض على العالمين .
_ فكم من قيم دعا إليها الإسلام كانت غير معروفة قبله فأنار الله العالم بالخير والعطاء بالإسلام و بإتباع نهج النبي وآله الأطهار .
– هذه الموضوعات وغيرها كانت محور خطبة الجمعة ” لسماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ حميد الصفار الهرندي دام عزه .. ممثل السيد القائد المفدى ” الإمام الخامنئي ” دام ظله الوارف في سورية “ .
– حيث استعرض سماحته صفات المؤمنين بأنهم من اتبع الهدي .. هدي النبي الكريم الذي كان ينهاهم عن المنكر و يأمرهم بالمعروف ويحلّ لهم الطيبات و يحرّم عليهم الخبائث و يضع عنهم إصرهم و الأغلال التي كانوا عليهم .. هذه الأغلال المادية والثقافية حيث كانوا عبيداً أوثان لا تضر ولا تنفع .
– مؤكداً أن هذه الأغلال الثقافية لم تكن في العرب فقط بل كانت حتى في الإمبراطوريات العظيمة في ذلك الوقت مثل الفرس و الرومان ، وهذا ما أكده الإمام علي عليه السلام في الخطبة ٢٦ حين وازن بين حال العرب في الجاهلية وبعد الإسلام حيث يقول { إن الله سبحانه وتعالى بعث محمداً نذيرا للعالمين } وأمينا على التنزيل وأنتم معشر العرب على شر دين وفي شر دار منيخون بين حجارة خشن و حيّات صمّ تشربون الكدر و تأكلون الجشب وتسفكون دماءكم وتقطعون أرحامكم .. الأصنام فيكم منصوبة والآثام بكم معصوبة ) .
– وأكد سماحته أن ما قاله أمير المؤمنين عليه السلام ، هو حقيقة المجتمع الجاهلي وإن كان فيها بعض القيم المثلى كالمروءة و الشجاعة و غيرها .
– وأضاف سماحته بأن هذه كانت حال الشعوب الأخرى كفارس التي كانت تنتظر هذا الحق فهذا سلمان الفارسي الذي غادر إلى الحجاز بحثا عن النبي ( ص ) إلى أن وجد ضالته وصار من آل البيت ، حيث الحديث المشهور سلمان منّا آل البيت عليهم السلام ، وشرح قصة الرسالة التي أرسلها النبي الكريم لحاكم فارس كسرى في السنة السادسة للهجرة قال فيها : (من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس ، قائلاً :
– سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله وشهد إن لا إله إلا الله وأن محمد عبده و رسوله ، وأعوك لهداية الإسلام فإني رسول الله إلى الناس كافة لينذر من كان حيا و يحق القول على الكافرين أسلم تسلم فإن أبيت فإن إثم المجوس عليك ) .
– و ذكر سماحته القصة كاملة كيف أن كسرى غضب من الرسالة وقال في غطرسة عبد من رعيتي يكتب اسمه قبلي ثم مزق الكتاب و أرسل إلى عامله في اليمن أن يأتيه برسول الله من المدينة و كيف أن الله قتل كسرى على يد ولده و انتصر الحق و دخلت إيران الفارسية في الإسلام و ما زالت قائمة بفضل على ما أمر به النبي الكريم و ما نهى عنه ألا و هو أن يكونوا مع الحق و لا شيء سواه .
– وأضاف : لذلك نحن مع إخواننا في سورية في السراء والضراء والشدة .
بعد ذلك عرّج سماحته على موضوع المساعدات لمنكوبي الزلزال ، كما وشكر الإخوة و الأخوات القائمين بالقرب من مقام السيدة زينب على تكاتفهم و تعاطفهم و مساهمتهم في حملة التبرعات التي أرسلت للمنكوبين دون الاهتمام بنشر هذا الأمر على صفحات الإعلام لأن المؤمن الحق يفعل الخير ابتغاء مرضاة الله و ابتغاء الثواب من الله لا رياء أو سمعة .
– وأكد أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية قدّمت المساعدات لسورية منذ اليوم الأول ولم يعني لها الأمر أن ينشر هذا الأمر على صفحات الإعلام .
– وندد سماحته بأولئك الذين لا يملكون مشاعر الإنسانية ، حيث أعلنوا فكّ الحصار لكن الواقع فضح كذبهم الوحشي و الإجرامي للغرب عامة و للولايات المتحدة الأمريكية خاصة لأنهم لم يعطفوا على المنكوبين مع أنهم ادعوا أنهم فكوا الحصار ولكنه كان الكذب و الزور .
– ثم توجّه سماحته بالشكر و التقدير لكل من قام بالعمل في هذا المجال الإغاثي ودعا الله أن يكون عملهم خالصا لوجهه الكريم .
– وقد أنهى سماحته الخطبة بدعاء جميل رائع صادر عن قلب مفعم بالإيمان والرضا والتسليم يحرك الوجدان ويهزّ العواطف ، داعياً الله أن تكون ساعة استجابة لما فيه خير البلاد والعباد .