المكانة الثقافية والروحية للقدس لدى ” الإمام الخميني ” مؤسس إيران الإسلامية وقائد ثورتها .. بقلم : ” الكاتب والباحث الإعلامي : فضيل حلمي عبدالله “

#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية

 

 

– تحمل دعوة مؤسس إيران الإسلامية وقائد ثورتها ، الإمام آية الله الخميني رضوان الله عليه ، للقدس ، وهو الذي جعل في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك معاني استثنائية , باعتباره يوماً لحشد كل إمكانيات الأمة من أجل مواجهة العدو الصهيوني الذي لا يفهم إلا لغة المقاومة, وهو الخيار الوحيد لكنس الاحتلال واسترجاع الحقوق المغتصبة .

– للقدس أهمية عريقة جداً عند الأيان عموماً والإسلام خصوصاً , وتتجلى هذه الأهمية في قصة الإسراء والمعراج عندما أسري بالرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام , فأم بالرسل والأنبياء, ثم عرج إلى السماء السبعة ومر بالجنة والنار , وفي هذه المعجزة فُرضت الصلاة وكانت القدس قبلتها .

– تعيش اليوم مدينة القدس هجومات شرسة من قبل العدو الصهيوني بشكل دائم ومستمر, ومع مرور الزمن نرى في الكثير من الأوقات أن قضية القدس لم تعد تثير وتهز مشاعر الكثيريين فاستذكاراً للظلم الذي يعيشه الشعب العربي الفلسطيني ولإبقاء القضية الفلسطينية حية في ضمير الأمة يحيى الشعب العربي والإسلامي في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان ” يوم القدس العالمي ” .

– جاء يوم القدس العالمي لشدّ قوة المسلمين ولتوحيد العرب وتذكيرهم بقضية فلسطين ومنعها من الدخول في النسيان, تقديراً وتمجيداً لهذا اليوم لا بدّ أن نستذكر من أطلق هذا اليوم , ولأن مكانة القدس الثقافية والروحية وقداستها الدينية .

– إنه مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، روح الله بن مصطفى بن أحمد الموسوي الخميني (فدس سره) ، حيث كان من أشد المهتمين في القضية الفلسطينية ومنُحباً للقدس , ومكانتها الوطنية والثقافية والدينية, فقد وصف الإمام يوم القدس بأنه عبارة عن يوم إنذار ” القوى العظمى” (هي كل دولة لديها القدرة على فرض نفوذها عالياً وتعتبر من أعداء الإسلام والشعب الفلسطيني ) بأن الإسلام  لن يعود ليرضخ لسيطرتها أو لسيطرة الخبثاء من عملائها .

– وأكد على المشاركة بهذا اليوم ووصف الذين لايشاركون به موافقون للكيان الصهيوني ومخالفون للإسلام, وقد حذر بشكل دائم من خطورة الكيان الصهوني بدا ذلك واضحاً في رسالته التي قال فيها : ” على مدى سنوات طويلة وأنا أحذر المسلمين من خطر الكيان الصهيوني , أدعو جميع مسلمي العالم إلى اعتبار آخر جمعة من شهر رمضان المبارك, التي هي من أيام القدر ويمكن أن تكون حاسمة أيضاً, في تعيين مصير الشعب الفلسطيني, يوماً للقدس, وأن يعلنوا من خلال مراسم الاتحاد العالمي للمسلمين , دفاعهم عن الحقوق والقانونية للشعب الفلسطيني المسلم ” .

– إن قرار الإمام الخميني في القدس لم يكن من فراغ , فهناك رؤية وخطة إستراتيجية في السياسة للجمهورية الإسلامية الإيرانية, ويذكراً للناس أن هناك قضية فلسطينية, وتقديراً أيضاً لوقف العلماء الشيعة لاسيما الإيرانين من القضية الفلسطينية .

– استطاع بذكائه وتفكيره العميق القيادة لأكبر قضية في البعدين السياسي والثقافي والإنساني, فقد زرع الأمل عند الشعوب العربية لاسيما الشعب الفلسطيني حيث منح هذا الشعب تفكيره ومواقفه وأفعاله وتوطيد العلاقة بشكل دائم بين الجمهورية  الإسلامية الإيرانية وفلسطين, فقد كان الحق في وجه العدو الصهيوني الباطل, والناصر الأول للشعب الفلسطيني المظلوم, ومن هذا المنطلق واجب علينا أن نجدد مبادرة الإمام الخميني على النحوى التالي :

1- سيبقى الشعب العربي الفلسطيني برؤوس مرفوعة وقبضات عارية إلا من الايمان, صامداً حتى تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني من الاحتلال الصهيوني حيث لا خيار لديه سوى المقاومة والانتفاضة التي من خلالها يستعيد مكانته هذا الشعب المناضل في واجهة هذا الاحتلال .

2- إن الأساليب والأدوات الجديدة لقوة الصهيونية العنصرية والاستكبار وأتباعاهم من القوى التكفيرية الحاقدة لن تزيدنا إلا تمسكاً بقضيتنا قضية العرب والمسلمين والمستضعفين في العالم, وإن ما حصل في كل ساحاتنا لن يحقق هدف العدو في حرف الاهتمام عن قضيتنا الجامعة .

3- إننا نقف مع المظلومين, نحن مع كل مظلوم وفي أي بقعة من بقاع العالم, من قبل الكيان الصهيوني وعملائه من الأنظمة العربية الخائنة, فإننا نقف معهم نساعدهم .

– إننا سوف نهزم الكيان الصهيوني المصطنع أمريكياً وإمبريالياً, إن نضال الإمام الخميني (قدس سره) والجمهورية الإسلامية الإيرانية ضد الكيان الصهيوني الغاصب لديهم , والذي هذا الكيان هو نهج سياسي ممنهج ومبرمج في خدمة مصالح الاستعمار الأجنبي, فالقضية الفلسطينية احتلت موقعاً متقدماً بالنسبة لهم .

– وقد حدد الإمام الخميني من خلال رؤيات عدة مدى خطورة دولة الاحتلال الصهيوني ولم يقف عند حد النضال فقط, بل طالب أيضاً بصرف الحقوق المالية من أجل مساندة الشعب الفلسطيني لمواجهة الاحتلال الصهيوني الذي يهدم ويقتل ويمحي ويشطب الهوية الفلسطينية, فتأكيده وإدراكه من خطورة العدو وليس وليد الصداقة  بل هو إدراك ناتج عن حقيقة الخلاف مع الكيان الصهيوني والدولة الداعمة له, فمن خلال عمله وذكائه حدد بشكل واضح الدول الداعمة للعدو, فالروح الثورية التي أطلقها الإمام الخميني في اشعال الوعي لشعبه لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية تجاه الخطر الصهيوني ساهمت بشكل كبير في تعبئة الجماهير للوقوف إلى جانب الشعب العربي الفلسطيني .

– إذَاً إن القضية الفلسطينية هي جزء لا يتجزأ من فكر الجمهورية الإسلامية الإيرانية و زوال الكيان الصهيوني هو الهدف الاساسي لها, والإمام الخميني (قدس سره) كان من أهم الأسماء الذين قدموا لتاريخ القضية الفلسطينية وتأسيس الفكر الثوري المقاوم فيها .

– فاليوم وبعد مرور عشرات السنين على يوم القدس العالمي نجدد ما سأله الإمام إلى الله , أن يوفقنا يوماً بعد يوم للذهاب إلى القدس والصلاة فيها إن شاء الله وآميلين أن يعظم المسلمون يوم القدس وأن يقيموا المسرات في القدس الذي يحمل معاني ودلالات وطنية وثقافية والدينية وروحانية .

 

– الكاتب والباحث الإعلامي : فضيل حلمي عبدالله