#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية_رئيس قسم الدراسات_نبيل فوزات نوفل
– المتابع لتاريخ المنطقة لا تعوزه الفطنة ليكتشف الدور الخطير والقذر للعثمانيين ضد أمتنا العربية ،وما سببته من تخلف وزرع بذور الفتنة، وتسهيل احتلال فلسطين والتآمر على العرب ،والحقد والسعي الدائم للسيطرة عليهم، وسرقة ثرواتهم تحت جلباب الدين وبدعة السلطنة، وكل ذلك لإقامة الحلم العثماني لقادة السلطنة بالهيمنة على المنطقة والعرب خاصة. وفي الوقت الحالي و منذ الحرب العدوانية الإرهابية على سورية وبروز الدور التركي فيها كرأس حربة للغرب الامبريالي في رعايته ودعمه للإرهابيين والرئيس التركي أوردوغان يلعب دور اللص ويقتنص الفرص مستغلاً الظروف الدولية فأخذ يناور مع روسيا وإيران بشأن الملف السوري وأنه سيعمل على التخلص من الإرهابيين والانسحاب من سورية وأنه يرغب في الحفاظ على وحدة سورية وغير ذلك من الأكاذيب ودائماً كانت تصرفاته تكذب وعوده ،فهو غارق حتى أذنيه في الماسونية والانتماء لحلف الناتو ومنفذ لما تطلبه منه الماسونية وأمريكا .
– وبالتالي فهو عدو ثابت للعرب ومصالحهم ولروسيا وإيران،وبالتالي لعبة المصالحات والعداوات التي يقوم بها أوردوغان تهدف إلى تحقيق المصلحة الأمريكية، فهو لن يصالح سورية لأنه سيفقد حلمه بإعادة بناء السلطنة واحتلال المنطقة .
– لذلك سورية ستبقى عدوة و”إسرائيل” حليف استراتيجي لأوردوغان لأنهما يكملان بعضهما في العداء للعرب ولقوى المقاومة للمشروع الأمريكي الصهيوني، وهنا لا بد من التأكيد أن العثمانية الجديدة عدوة لكل شعوب المنطقة وليس لسورية فحسب وكذلك الانفصاليون الأكراد وكلاهما أذرع في يد الأخطبوط الأمريكي الصهيوني ، وأوردوغان يحاول المصالحة مع بعض دول المنطقة لتشكيل محور مناهض لقوى المقاومة، ومحاولة تعزيز علاقاته مع الدول المعادية لروسيا ودعمه للنظام الأوكراني ، وقراره إغلاق الأجواء التركية في وجه الطيران الروسي والمضايق البحرية وقطع المياه عن العراق وسورية وإيران وبناء السدود التي تسرق حصة هذه الدول من المياه بما يضر بأمنها القومي والغذائي وغير ذلك ، إنه اليوم يحاول تحقيق حلمه بإقامة المنطقة الآمنة في شمال سورية لتحقيق أكثر من هدف منها :
– الخلاص من هجوم المعارضة على احتضانه للاجئين السورين والقضاء على حلم الأكراد بالانفصال وإقامة دولتهم المزعومة وإقامة كيان جديد داخل الأراضي السورية على أساس طائفي يضم الذين يعودون في أصولهم لتركيا وينتمون للإخوان المسلمين والجماعات التكفيرية فهو اليوم يحاول تتريك المنطقة من خلال إقامة المدارس والمناهج العثمانية والجوامع والأبنية السكنية ويعد لتوطين حوالي 3.5 مليون لأجيء ، ومن ثم يطالب الأمم المتحدة بإجراء انتخابات لانفصالها عن سورية كما فعل أسلافه في لواء اسكندر ون وهو مشروع خطير يستبدل الانفصال بالانفصال والاحتلال وكلاهما فعل لا أخلاقي ومنافي للقانون الدولي ومس بسيادة الشعب العربي السوري.
– إن إردوغان ينسق مع أمريكا في سورية واللعبة المكشوفة والاستثمار في الملف الكردي، حيث تمنع واشنطن حلفاءها من ميليشيا” قسد” من أيّ اتفاق مع الدولة السورية، لتستمر في مشاريعها السرية والعلنية مع أطراف مختلفة في العراق، لضمان مصالحها في المنطقة عموماً، في الوقت الذي يبقى الموقف التركي في سورية العنصر الأهم والأكثر تأثيراً في مجمل تطورات الأخيرة، بانعكاساتها على مجمل المشاريع والمخططات الإقليمية والدولية (استفزازات الغرب ضد روسيا في أوكرانيا)، وهو الحساب الذي يجعل الرئيس إردوغان طرفاً أساسياً في مشروع ” صفقة القرن” بصيغتها المحدثة، التي تريد لها واشنطن، ومعها باريس ولندن، وحتى برلين، بحكومتها الجديدة (زعيمة حزب الخضر ووزيرة الخارجية أنالينا بيربوك صديقة الكيان الصهيوني.وسيتطلَّب ذلك إضعاف الموقف العربي أكثر مما هو عليه الآن، من خلال نسف مفهوم المقاومة بكلِّ أشكالها ومضامينها العسكرية والسياسية والاجتماعية والثقافية والإنسانية، وهي التي نجحت حتى الآن في عرقلة كل المشاريع والمخططات الإمبريالية والاستعمارية بأدواتها العربية والإسلامية.
– إن لعبة المصالحات تتعقد ولم تعد سهلة ،وإن كانت سهلة مع البعض إلا أنها معقدة مع البعض الآخر فالمصالحة مع سورية تتطلب من النظام التركي سحب القوات والسلطات التركية من المناطق التي تسيطر عليها في الشمال السوري، وإيقاف كل أنواع الدعم العسكري والمالي لعشرات الآلاف من مسلحي الفصائل المعارضة (تأتمر بأوامر الجيش التركي) التي تقاتل الدولة الوطنية السورية، وأخيراً إعادة اللاجئين السوريين من تركيا إلى بلادهم، في إطار خطة يتم الاتفاق عليها مع دمشق. هذا بالطبع مع التنسيق والتعاون معها لمعالجة الوضع شرق الفرات، ، فالانسحاب التركي من سورية بكل عناصره السرية والعلنية سيعني في الوقت نفسه انسحابه من ليبيا والعراق، وتخليه عن مشاريعه العقائدية، ليس في المنطقة فحسب، بل في العالم أجمع أيضاً
– والحقيقة المؤلمة لأوردوغان هو أن كل هذه اللعب مكشوفة و لن تجدي نفعاً له وأمامه باب وحيد وهو تخليه عن مشاريع الهيمنة والذيلية لأمريكا والكيان الصهيوني
فسيكون لاعباً مهماً في المنطقة ويساهم في مشاريعها الاستثمارية وهذا ما يفيد تركيا خاصة وأنه يعاني من مشاكل كثيرة في مقدمتها هجرة الشباب وتراجع الحالة المعيشية للناس وازدياد التضخم والمعارضة وغير ذلك.كما يجب أن يكون واضحاً
ولا يتوهمن أحد أن سورية يمكن أن تتخلى عن ذرة تراب واحدة من أرضها وستحررها بكل الوسائل،و إن تركيا تشكل مع أمريكا والكيان الصهيوني العدو الأول والأخطر على العرب وشعوب المنطقة ، فهي تهدد المياه والاستقرار وترعى الإرهاب والفوضى وبالتالي فواجب مقاومة الثالوث الشيطاني مهمة لا تتقدمها مهمة ومهمة طردهم من الأراضي العربية وتحرير الأرض العربية وخاصة في سورية لأنه على أساسها يتحقق الاستقرار والتنمية والسلام والتقدم . وأي تأخير سيزيد الأمور تعقيداً في المستقبل.
إن مصيبة أوردوغان أنه ماسوني عثماني متطرف ،و أداة لتنفيد المشروع الأمريكي مرتدياً عباءة الإخوان و يستثمر في الدين ولا يستطيع خلع عباءته تلك، وهذا ما يدخله في صدامات مع قوى تستطيع تقطيع كل الحبال التي يلعب عليها، فمحور المقاومة متماسك وقوي وروسيا والصين ودول البريكس أقوياء وصاعدون أيضاً، وأمريكا وحلفاؤها يضعفون ولن يستمروا في المنطقة وهذا ما سيؤدي بنظام أوردوغان وطربوشه أن يتدحرج بين أقدام القوى المعادية للمشروع الغربي الاستعماري ، فالعالم يولد من جديد وطربوش أوردوغان لم يعد يلائم المنطقة،وهو ذاهب لوضع خطير ولن تحميه كل فنون الرقص على الحبال ،وأصبح مكشوفاً وحدود المناورة لديه تضييق.
– بقلم : نبيل فوزات نوفل رئيس قسم الدراسات وكالة إيران اليوم الإخبارية