#وكالة إيران اليوم الإخبارية
– أربعة وسبعين عاماً تفصل اللاجئين الفلسطينيين عن نكبتخم والكيان الصهيوني يرتكب كل يوم بل كل ساعة أو دقيقة أبشع أنواع الإجرام وإرهاب دولة الاحتلال المنظم, بحق إبناء الشعب العربي الفلسطيني من قل ومجازر وحصار وتشريد وتنكيل وإعتقال ومصادرة أراضيه وهدم المنازل وبناء المستعمرات لقطعان المستوطنين وإقامة الحواجز العسكرية وقطع الكهرباء والمعاء ومنع دخول المواد التمونية وخاصةً الأدوية وحليب الأطفال كل هذا تقوم به حكومة الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الأعزل, دون أن يستطيع إخضاعه الذي يناهض إحتلاله المتواصل.
– وبهذه المناسبة يواجه المجتمع الدولي أخر السؤال عن مسؤوليته في عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وقراهم وممتلكاتهم التي هجروا منها قهراً وقسراً على يد قوات الاحتلال الصهيوني الغاشم..
– إنها ” الذكرى الرابعة والسبعون لنكبة فلسطين ” ذكرى المواطن العربي والإنسان المسلم والمسيحي الفلسطيني خصوصاً والعربي عموماً, والتي تستحضر يوم وقوع النكبة وما نجم عنها من ويلات ومعاناة عندما شردت العصابات الإجرامية الصهيونية أكثر من ثلثي الشعب الفلسطيني بالقوة والإرهاب عن قراهم وممتلكاتهم ودمرت 531 بلدة وقرية فلسطينية, حل مكانهم المستعمرين الصهيانية.
– ففي كل عام يحيى الشعب العربي الفلسطيني ذكرى نكبته الكبرى, ذكرى مأساته السياسية التي حلت به قبل 74 عاماً, التي لا تزال مستمرة حيث تمارس حكومات الإحتلال المتعاقبة سياسة الإبادة الجماعية وترتكب أبشع الجرائم والمجازر بحق الشعب الفلسطيني لكي تجبره على الرحيل والهجرة من أرضه, إلا أن هذا الشعب الفلسطيني الصامد, و الذي يقاوم جيش الإحتلال الصهيوني العنصري, و برغم إمكانياته البسيطة والمتاحة له وبرغم الحصار المفروض عليه, يصر على البقاء في وطنه وإرضه ومقاومة الإحتلال لإجلائه عنه وليبقى إسم فلسطين على مدا الدهر, وعلى الخريطة العالمية.
– أما اللاجئين الفلسطينيين الذين دفعتهم آلة الاجرام والحرب الصهيونية إلى اللجواء والنزوح خارج وطنهم بقي اللاجئين الفلسطينيين في حلمهم بالعودة إلى قراهم وديارهم, وبالرغم من وجودهم في البلدان المجاورة لفلسطين وتأمين الحياة الكريمة لهم إلا أن الجرح بقي في قلب كل لاجئ وهو يسعى للعودة إلى حقوله وبياراته التي زرع فيها ذكرياته وتاريخه الذي هو هويته وتراثه, وبرغم من إدراكه بأن جرافات الإحتلال الصهيوني ستخفق في دفن أحلامه وآماله بالعودة.
– إن الدعم الغير محدود من الجمهورية العربية السورية, والجهورية الإسلامية الإيرانية للاجئين الفلسطينيين مكنهم من العيش بصورة طبيعية في الوقت الذي ينتظرون فيه حلاً لقضيتهم في العودة والتحرير وتقرير المصير.
– كما أن الجهود الكبيرة التي بذلتها ومازالت تبذلها الجمهورية العربية السورية لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين خلال العقود الالعشرة الماضية وتأمين ما يحتاجون إليه من خدمات داخل المخيمات الموجودة فيها, خلافاً لباقي اللاجئين الفلسطينيين الموجودين في الدول الأخرى وفي مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة من خلال الظروف الصعبة والسيئة التي يعاني منها الفلسطينيون نتيجة الحصار وآلة القمع التي تمارسها دولة الإحتلال الصهيونية العنصرية.
– وهذا ما أكدته السيدة كارين أبو زيد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين “الأونروا” بأن هناك علاقة تعاون جيدة جداً مابين الحكومة السورية ووكالة “الأونروا” والتي تقوم الحكومة السورية بمساعدة الوكالة بتنفيذ مهامها وعملها, واللاجئين يعتبرون هذا التعاون مثالاً إيجابياً ينبغي على باقي الدول والحكومات العربية المجاورة أن يقتدوا بها وفي مختلف المجالات, ومعروف بأن الوكالة تقوم بتمويل المشاريع الصغيرة التي يتمكن من خلالها اللاجئون الفلسطينيون والمواطنون السوريون الذين يعملون في القطاع التجاري والأعمال من الحصول على قروض مرنة ومسيرة ومشروع التوظيف والتعليم المهني للشباب الذي موله الإتحاد الأوروبي لمساعدتم في إيجاد تأمين فرص العمل وتأهيلهم وتدريبهم إضافة إلى تدشن ععد من المدارس وتأهيل المخيمات ومشروع آخر جديد للشباب بالتعاون مع اليونيسيف .
– أما في قطاع غزة والضفة الغربية فالأمر مختلف فالظروف الصعبة التي يعاني منها اللاجئين جراء القيود والحصار المفروض عليهم مما يجعل تأمين حاجاتهم الضرورية أمراً صعباً جداً وينعكس سلباً على حركتهم وحياتهم اليومية والمعيشية, والوكالة تواجه مشاكل كثيرة في عملها هناك من أجل تقديم خدمات التعليم والصحة وأصبح الدعم المالي المقدم للأونروا يعني من عجز في الميزانية مما يعيق عمليات توفير الخدمات للفلسطينيين بالمستوى المطلوب وهذا العجز مسؤولية المجتمع الدولي والدول المانحة لزيادة مساهمات المالية لمساندة الفلسطينيين وتأمين حاجاتهم الضرورية وتخفيف معاناتهم اليومية والإنسانية .
– وفي تقرير الأونروا الصادر عن القائم بالوكالة في الجمهورية العربية السورية أكد أن هناك شراكة ممتازة قائمة بين الوكالة والحكومة السورية من أجل إنجاز مهامها بهدف خدمة اللاجئين الفلسطينيين وذكر التقرير أن الأونروا تعمل حالياً لتوسيع هذه الشراكة والإستفادة من الإمكانيات المتوفرة لدى القطاع الخاص في الجمهورية العربية السورية من أجل تأمين المنح الدراسية والدعم المالي لمساعدة الوكالة في إعادة تأهيل وتحسين البنية التحتية لمساكن العائلات الفلسطينية داخل المخيمات الموجودة في الأراضي السورية .
ـ كما أن هناك برامج تشمل الفلسطينيين المقيمين في الجمهورية العربية السورية والتي متعلقة بالحماية الاجتماعية التي تنفذها الحكومة السورية كالخدمات التي تقدمها مدرسة ايجا النموذجية ومركز لاهيا الموسيقي ورعاية الهوايات والمواهب الموسيقية للأطفال الفلسطينيين المقيمين في الجمهورية العربية السورية .
– وبعد مرور أربعة وسبعين عاماً على نكبة فلسطين تظهر الحقائق والوقائع على الأرض أن الكيان الصهيوني ماضي في مشروعه العدواني الاستيطاني العنصري التصفوي وهو يسعى إلى تهويد فلسطين أرضاً وشعباً وحجراً وشجراً ويحاول الإلتفاف على حق العودة عبر وسائل ملتوية بدعم الدول المتواطئة وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأميركية من خلال مؤامرة تستهف الجمهورية العربية السورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية ومحور المقاومة جميعهم .
– ولكن هذا المشروع, و هذه المحاولات جميعها لا تزال تصطدم بإرادة الشعب العربي الفلسطيني من خلال مقاومته الباسلة, وقد لقا هذا المشروع التعسفي والمجحف بحق الشعب الفلسطيني رفض كبير واسع من أبناء الشعب الفلسطيني والجماهير العربية الذي كرس هذا الرفض بثورته ومقاومته البطولية المعاصرة التي انطلقت في عام 1965م. والتي مازالت مستمرة بعنفوان حتى وقتنا هذا, والتي وصلت الثورة مسيرة نضالها نحو الهدف الوطني والقومي لتحرير فلسطين والخلاص من جيش الإحتلال وقطعان مستوطنيه .
– ووسط هذه الأجواء التي تظهر المعتدي والمعتدى عليه ينكشف عجز الأسرة الدولية تجاه هذه القضية الفلسطينية العادلة ، إلا أن هذه القضية لن تموت ما دام مقاومة هذا الشعب الفلسطيني مستمرة حتى زوال الاحتلال الصهيوني الغاشم, ويتحقق الحلم الفلسطيني في العودة إلى وطنه وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس .
– الكاتب والباحث الإعلامي الدكتور فضيل حلمي عبدالله