#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– الأحداث المؤلمة التي حصلت يوم أمس في منطقة الطيونة في العاصمة اللبنانية والطريقة التي تم التعامل بها مع المتظاهرين السلميين تؤشر إلى أن اللبنانيين عموماً لم يتعلموا من المصائب التي حلّت بوطنهم طوال العقود الماضية نتيجة الإنجرار وراء العصبيات الحزبية والتنظيمية والطائفية والمذهبية، فأن يبدي البعض اعتراضه على تصرف جهة أو مؤسسة أو شخص فهذا حق محفوظ في دساتير كافة الدول التي تدّعي الديمقراطية، والدولة يجب عليها أن تحمي المعترضين، وتمنع عنهم تصرفات المشاغبين، والحؤول دون التصادم بين الطرفين إن وُجد تجمعان متعارضان؛ فأن يغيب الجيش اللبناني عن الساحة ويترك القناصة لينتشروا على أسطح البنايات ويطلقوا النار على رؤوس المتظاهرين السلميين ويقع قتلى وجرحى ليتحرك بعد ذلك وينشر قواته في محاولة للسيطرة على الوضع، فهذا يعني ضعفاً في القيادة التي لا تقوم بواجبها في حماية المتظاهرين السلميين، أو أن هناك تواطؤاً مع القتلة من قبل ضباط وجنود يحملون الولاء للعصابات المجرمة ولا ينفذون قرارات القيادة في الإحاطة بالمسيرة وحمايتها.
– إن معرفة الجاني والضحية في أحداث الطيونة أمر سهل جداً إذا أرادوا كشف الحقيقة، وذلك من خلال الإطلاع على الضحايا والجهة التي ينتسبون إليها، ومكان الإصابات في الرؤوس والصدور، وكذلك يمكن بكل سهولة معرفة الطرف الجاني من خلال المواقف التي صدرت في تبرير عملية القتل والدفاع عن القناصين، والإبتهاج الظاهر لدى وسائل الإعلام ذات التوجه المعادي للشعب اللبناني.
– إن ما وقع يوم أمس يدل بكل وضوح أنه يوجد حتى اليوم مواطنون لبنانيون لا يريدون العيش في أمان، بل يفضّلون الحرب، ويناسبهم مشاهد الدمار، ويشتاقون إلى حواجز الذبح على الهوية على الطرقات، وخلق غيتوات منعزله هنا وهناك، ولا يوجد أيضاً من يواجه هؤلاء الحقراء المجرمين في أول لحظة انطلاقهم في اللعب بالنار، بل نرى من يبدي السرور ويشجع على القتل وهو يعلم أن الوقوف إلى جانب المجرمين سيجرّ البلد إلى حرب جديده والقضاء على ما تبقى من وطن يصارع الموت ويقاتل ليبقى على قيد الحياة فقط.
– إن المطلوب من العقلاء في لبنان، إذا وُجد عاقل واحد، أن يطفئوا نار الفتنة في لحظة اشتعالها، وإن تباطأوا وترددوا وتساهلوا فإن ذلك يعني السماح للنار أن تنتشر وللنفوس أن تنشحن، وللأعداء أن يدخلوا على الخط، لا حبّاً لطرف دون آخر، بل لأجل صبّ الزيت على النار، وخلق أزمة فوق الأزمات القاتلة التي يعيشها اللبنانيون، ولن ننسى الذين أعلنوا مرات وبكل صراحة استعدادهم للتحالف مع الشيطان لأجل الوصول إلى مآربهم، وهم قد تحالفوا في السابق فعلاً مع الصهاينة ليصلوا إلى كرسي رئاسة الجمهورية، وآخر تحالف مع الطرف الآخر بعد التغيير في موازين القوى ليحقق الأمنية التي كانت تراوده ” من زمان “ وليصل إلى كرسي رئاسة الجمهورية، وهو اليوم على استعداد ليدمر البلد إقتصادياً ويعيد الحرب الأهلية إلى لبنان في سبيل أن يضمن وصول صهره إلى قصر بعبدا.
– ومع الأسف الشديد وُجد بعض الناس ينساقون خلف الرجل المجنون ويساهمون في تمهيد الطريق أمام مجرمين جدد ليصلوا إلى موقع الرئاسة.
– إن التراخي في الماضي مع النظام بل التشبث به والدفاع عن رموزه على منابر المساجد والحسينيات التي لا بد أن تكون مخصصة أصلاً لبيان حقائق الدين وإلقاء المواعظ على المتدينين، وإذ بتلك المنابر قد انحرفت عن مسارها وباتت وسيلة لتزكية المجرمين والدفاع عمن أراقوا دماء المسلمين، بل نرى بعض الجهلاء يحملون على عاتقهم مهمة تزكية المجرم كلما أطلوا على الشاشة ويبررون تصرفات القابع اليوم في قصر بعبدا، والطامع في إطالة أمد بقائه فيه عبر التمديد؛ وذلك من خلال خلق توترات في البلد بل وحروب إذا لزم الأمر، أو أن يضمن وصول صهره المدلل إلى الرئاسة ولو بعد التدمير وتبديل لبنان إلى أرض محروقة بالكامل ليجلس حضرة الصهر متبختراً على تلك الأطلال؛ وينسى هؤلاء المدافعين عمن صحيفة أعماله سوداء بالكامل تاريخه حافل بالتقلبات من طرف إلى آخر مناقض للأول، ومن يُشعل حروباً متعدده وبأشكال مختلفة في حال لم يرضخ الآخرون لأهوائه ولم يساندوه لتحقيق أطماعه.
– وهو عطل البلد لسنين، ودمر اقتصاد لبنان، وبقي لبنان يعيش في الفراغ، حتى بلغ غايته ودخل قصر بعبدا الدي خرج منه هارباً، وهو عطل البلد ودمر اقتصاده بالكامل مرة أخرى حتى جاء من يلبي رغباته ويجلس على كرسي رئاسة الحكومة مثل التلميذ الشاطر من دون أن يبدي رأياً او يعلن موقفاً أثناء اجتماعات مجلس الوزراء بل المتكلم وحده ذلك الذي يباهي بأنه استعاد صلاحيات رئاسة الجمهورية التي سلبها اتفاق الطائف من رئيس الجمهورية وأعطاها لرئيس الوزراء ومجلس الوزراء مجتمعاً، وهو يمهّد لمن يستردّ ما لم يقدر هو على استرداده بأساليبه المختلفة وطوال عهده المشؤوم.
– إن ما تبقي من أيام الرجل في القصر الجمهوري سيحمل الكثير من المآسي على لبنان والأزمات بأشكال مختلفة ، ولا يجوز أن يتعلق أحد بحبله البالي ويبقى راكباً في قاربه المليء بالثقوب، وإلاً فإنه سيفقد رصيده عند الناس وسيتحمل تبعات ما سيصدر من الرجل من خطوات تقضي على ما تبقى في البلد بصورة كاملة ، لأن من رضي بعمل قوم شركهم في آثامهم.
– السيد صادق الموسوي