زيارة اللواء محمد باقري إلى باكستان تؤكد إرادة البلدين على تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية والدفاعية

#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية

 

 

– زيارة اللواء باقري إلى باكستان ترجمة لإرادة البلدين وعزمهما على تعزيز العلاقات الشاملة في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والدفاعية، وتبعث برسالة واضحة تؤكد على الجهود المبذولة لتحقيق الأمن الإقليمي عبر تعاضد الدول الجارة.

– زار رئيس الهيئة العامة لأركان القوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، أول من أمس، على رأس وفد عسكري رفيع المستوى، باكستان، وسط استقبال من قبل قادة عسكريين باكستانيين.

وجاءت زيارة اللواء باقري تلبية لدعوة قائد الجيش الباكستاني الجنرال قمر جاويد باجوا، وأجرى خلالها مباحثات مثمرة مع عمران خان رئيس وزراء باكستان وقائد جيش هذا البلد المجاور لايران.

تفرض علينا زيارة اللواء باقري لباكستان في هذا التوقيت الحساس تناول بعض النقاط:

أولا: نظراً إلى تاريخ العلاقات الدفاعية بين إيران وباكستان، يمكن اعتبار هذه الزيارة مؤشر على عزم البلدين على تعزيز العلاقات الدفاعية والأمنية.

فلدى كل من ايران وباكستان دافع كبير ومصالح مشتركة لتعزيز العلاقات الامنية والدفاعية بينهما، حيث تشتركان بأكثر من 900 كيلومتر من الحدود، وتنشط  بعض الجماعات الإرهابية والمهربين على حدود كلا البلدين، وهو ما أكد عليه اللواء باقري خلال لقائه مع كبار المسؤولين الباكستانيين.

يمكن لهذا التقارب العسكري والأمني ، الذي يأتي في إطار الدبلوماسية الدفاعية الايرانية، أن يعبّد الطريق لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين أيضاً، بما في ذلك تنفيذ خط أنابيب للسلام والاستثمار بين البلدين في النقاط الحدودية.

ثانياً: ان مواكبة التطورات الحاصلة في أفغانستان بعد المغادرة غير المسؤولة والفوضوية للمحتلين، تلحّ على كل من ايران وباكستان بتسريع وتيرة تعزيز التقارب الأمني ​​والعسكري بين جيران أفغانستان، ومع تحركات الجماعات الإرهابية من قبيل داعش، كالاعتداء الارهابي الاخير الذي وقع مؤخراً في ولاية قندوز شمالي افغانستان وأدى لاستشهاد عشرات المصلين، إضافة الى انتهاز امريكا للفراغ السياسي في أفغانستان لإغراق البلاد في حرب أهلية، جميعها عوامل تستدعي تلاقي دول الجوار لمساعدة أفغانستان.

وكان قد اعترف رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان في عدّة مناسبات بأن تعاون باكستان مع الولايات المتحدة في أفغانستان منذ عام 2001 لم يخذل إسلام أباد فحسب، بل فاقم من أزمات باكستان الأمنية والسياسية أيضاً.

ثالثاً:  انسحاب امريكا وحلف شمال الأطلسي (الناتو) من أفغانستان خلق فرصة مثلى لدول المنطقة لتكون قادرة على إرساء أمن دائم فيها من خلال تعزيز العلاقات الامنية والسياسية، ومنع عودة الأجانب إلى المنطقة. قد يكون تطوير العلاقات الدفاعية والأمنية بين إيران وروسيا والصين ودول آسيا الوسطى والقوقاز والهند مع التركيز على أفغانستان خطوة مهمة في تحقيق الهدف المتمثل في أن زيارة اللواء باقري إلى إسلام آباد جزء من هذه الاستراتيجية وتحرّك لتحقيقها.

رابعاً: لم تتوانى إيران عن بعث الرسائل لجيرانها بأنها مستعدة للعمل معهم وتزويدهم بالقدرات العسكرية والأمنية للمساعدة في إرساء الامن على اراضيهم، ولطالما اعتبرت إيران أمن جيرانها والمنطقة أمنا لها، ودور إيران الفعال في مكافحة الإرهاب في كل من العراق وسوريا خير دليل هذه المواقف العملية.

ولهذا يمكن ترجمة زيارة اللواء باقري لباكستان، والتي تأتي بعد زياراته السابقة إلى سوريا وتركيا وإبرام اتفاقيات أمنية مع هذه الدول، في إطار هذه السياسة الدفاعية الاقليمية.    

كما ان الزيارة تبعث برسالة واضحة لبعض دول المنطقة بأنها ما تزال تراوح في مكانها عند حصولها على دعم الولايات المتحدة والكيان الصهيوني للحفاظ على امنها، بينما أظهرت التجربة أن التقارب الإقليمي فقط هو الذي يضمن الأمن، فيما لا يفضي التدخل الأجنبي من قبيل تدخلات الكيان الصهيوني والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في المنطقة سوى الى خلق الازمات وتأجيج الاوضاع وزعزعة الامن، وما حدث في أفغانستان والقوقاز وسوريا والعراق خير دليل على هذا الواقع.

لهذا؛ يمكن اعتبار زيارة رئيس الهيئة العامة لأركان القوات المسلحة الايرانية لباكستان، إلى جانب رغبة البلدين في تعزيز العلاقات الشاملة في الأبعاد السياسية والاقتصادية والأمنية والدفاعية، رسالة واضحة من الجمهورية الإسلامية تترجم ارادتها على تحقيق الأمن الإقليمي عبر تقارب دول الجوار.