#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية_متابعة كرم فواز الجباعي_رئيس القسم العبري
– لم ينعم حلف أمريكا – الأردن – السلطة الفلسطينية في عهد رئيس حكومة الاحتلال السابق بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما بالكثير من الاستقرار، إلا أنه ومع رحيل كليهما بدأت العقد تتحلحل وبالأخص مع استلام كل من بايدن للرئاسة الأمريكية ونفتالي بينيت الذي يتطلع إلى الإطاحة بكل ما له علاقة بعهد نتيناهو.
صحيفة “إسرائيل اليوم” في مقالٍ لها أشارت إلى ان زيارة كل من يائير لبيد ونفتالي بينيت إلى الأردن ما هي الا بداية تحول جديد في العلاقة الإسرائيلية-الأردنية، والتي تتطلع إلى إنعاش الحلف القديم “أمريكا-الأردن-السلطة الفلسطينية”. ولفت المقال إلى أن العلاقات بين الأردن وكيان الاحتلال تعكرت في السنوات الأخيرة، لكن من المتوقع أن مفاجآت ستحدث في الآونة الأخيرة نتيجة للوعود التي أعطيت من الجانب الإسرائيلي للأردن، والتي ستكون “بداية نهاية الإنجاز السياسي التاريخي لنتنياهو”.
– النص المترجم :
تنطوي زيارة بينيت ولبيد إلى الأردن، وهي التي لم تعن ظاهراً إلا بمسائل اقتصادية وإنسانية فقط (المزيد من المياه إلى الأردن الآخذ في الجفاف)، على ما لا يقل عن بداية تحول سياسي-أمني وعودة المسألة الفلسطينية. فليس عبثاً أن سارعت وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن نشر “خطوات من هذا النوع تساهم في الازدهار الإقليمي وتساعد على تقدم الاستقرار”. فالحلف القديم المتكون من إدارة أمريكية-الأردن-السلطة الفلسطينية، يستيقظ من جديد، وذلك بخلاف عهد إدارة أوباما، حين كانت في إسرائيل حكومة يمينية كدية لهذا المفهوم، إذ يرى بينيت ولبيد الآن نفسيهما كمتصدرين له.
في الوقت الذي وافق فيه بينيت على مضاعفة كمية المياه التي ستنقل إلى الأردن ما هو أكثر مما وقع في اتفاق السلام، وصادق لبيد على توسيع حجم التصدير الأردني إلى السلطة الفلسطينية من 160 مليون دولار إلى 700 مليون دولار، وصرح وزير الخارجية الأردني في زيارته عن التأطير الحقيقي للحدث بقوله “لا بديل عن حل الدولتين لتحقيق سلام شامل”. وسواء كان هذا التصريح منسقاً مسبقاً أم اختارت إسرائيل بألا ترد بعد صدور هذا التصريح، فإن خطاً جديداً يلوح هنا.
على مدى أكثر من عقد، عمل نتنياهو حيال الإدارة الأمريكية ودول عربية معتدلة لإقناعها بأن السلام مع إسرائيل موضوع سياسي-أمني-اقتصادي أول في درجته بالنسبة لها، وأنه لا ينبغي مواصلة اشتراطه بحل النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني. والمعادلة الجديدة التي انطوت عليها اتفاقات السلام الأربعة مع الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، لم تؤكد فقط صيغة المقابل الجديد “السلام مقابل السلام”، بل قلبت سلم الأولويات الإقليمية رأساً على عقب، تغيير فكري مطلق لتعريف المشكلة والحل، السبب والنتيجة. فإسرائيل ليست مصدراً آخر للاضطراب الإقليمي، والنزاع لا يسبق كل شيء. العكس هو الصحيح، فإن وحدة المصالح، والازدهار الأمني والاقتصادي لإسرائيل، وإدراك أنها تساهم في الاستقرار الإقليمي، كلها أدت إلى تحالفات جديدة، وبشكل غير مباشر إلى إضعاف مكانة السلطة الفلسطينية التي فضلت مواصلة تعزيز الرفض والنزاع لدرجة أخذ صورة الجهة المعيقة لمسيرة السلام الإقليمية.
ليس صدفة أن العلاقات مع الأردن تعكرت في السنوات الأخيرة. فقد كان الأردن الجهة المركزية التي عملت على منع الخطة الإسرائيلية والأمريكية لبسط السيادة. قادة الأردن عادوا وقالوا ان الضم في أي نطاق كان سيشكل خطرا على السلام في المنطقة. وفي أحد تصريحات رئيس الوزراء الأردني سار بعيداً إذ قال إن “موت حل الدولتين سيؤدي إلى دولة أبرتهايد، ولكن إذا استعدت إسرائيل لدولة ديمقراطية واحدة يتمتع فيها المواطنون العرب بمساواة كاملة في الحقوق، حينئذ يمكن للأردن أن يتعاطى مع ذلك بإيجابية”.
بكلمات أخرى، إذا كان في إسرائيل من اعتقد بأن “الأردن هو فلسطين” فإن الخط الجديد الذي لمحّ به: إذا لم تستسلم إسرائيل لحل الدولتين، فإن “إسرائيل (كلها) هي فلسطين”. تشكل زيارة بينيت ولبيد إلى الأردن، بالتالي، الإشارة السياسية الأولى من الحكومة الجديدة، وبداية نهاية الإنجاز السياسي التاريخي لنتنياهو. لن يكون مفاجئاً إذا اكتشفنا بأن وعوداً في مواضيع أخرى أعطيت في هذه الزيارة أيضاً. ليس مفاجئاً، ولكن بالتأكيد مقلق جداً.