#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– يعرف يوم 11 يوليو اليوم الوطني للحجاب والعفة بسبب مقاومة وصمود الشعب الايراني امام الاوامر الصارمة من قبل رضا شاه بهلوي لتطبيق قانون خلع حجاب النساء وحمل الرجال على ارتداء الزي الغربي ورفض الشعب لهذا القانون مما ادى الى استشهاد وجرح عدد كبير من المواطنين في مسجد جوهر شاد في مشهد المقدسة.
ويحمل مسجد جوهر شاد مئات الشهداء في طیاته وتاريخه و هو رمز لانتصار المعتقدات الإسلامية على الثقافة الغربية الجامحة وكانت حادثة “مسجد كوهرشاد” وسفك الدماء الطاهرة لأكثر من ألف من المؤمنين في المشهد المقدسة من أجل الحفاظ على القيم الدينية وحماية الثقافة الإسلامية هي نقطة تحول في التاريخ الشعب الایرانی.
حادثة مسجد كوهرشاد ..
حادثة مسجد كوهرشاد وقعت سنة 1935م حين أصدر شاه إيران، رضا شاه، الأوامر الصارمة لتطبيق قانون خلع حجاب النساء وحمل الرجال على ارتداء الزي الغربي ومن ضمنه القبعة. قد أثار هذا القرار غضب العلماء والشعب الإيراني بشدة، فتجمعوا في مسجد كوهر شاد احتجاجا علی ذلك. حاصرت القوات الحكومية المسجد واطلقت النار على المعتصمين، حتی سقط ألف شخص بين شهید وجريح. ومن ثم أعتقل أغلب العلماء الذين قد حرّضوا الناس على هذا الاحتجاج.
في 31 ديسمبر 1928 صادق المجلس الشوری الایراني على قانون يفرض على الرجال تغيير أزيائهم المحلية واستبدالها بالزي الغربي.
واجه هذا القانون احتجاجات واسعة من قبل رجال الدين والشعب، وقد تأججت الأوضاع بشدة. بعث العلماء آية الله آقا حسين القمي إلى العاصمة طهران حاملاً عنهم رسالة احتجاج إلى رضا شاه. لكن الشاه ألقى القبض عليه ونفاه من طهران، ثم أصدر حكماً هدد فيه العلماء. فقد أثار هذا الأمر حفيظة العلماء فاجتمعوا معترضين في مسجد كوهر شاد احتجاجاً على قرارات البهلوي، وقد تفاعل الناس معهم وشاركوا مشاركة فعالة جدا بحيث امتلأ المسجد. ثم قاموا بهتف شعارات مناهضة للشاه وحكومته وذلك في يوم الجمعة الموافق 21 يوليو عام 1935.
وحاصرت القوات الحكومية أطراف الحضرة الرضوية ومسجد كوهرشاد، ثم قامت بتهديد الناس ودعوتهم للخروج من المسجد ولما لم يستجب الناس بدأت القوات بإغلاق أبواب الحضرة ثم دخلت مدججة بالسلاح إلى المسجد وقامت باطلاق النار على الناس وقمع الاعتصام. مما أدی إلی سقوط ألف معتصم تقريبا بين شهید وجريح. ثم نقلت الشاحنات الجثث. فدفنوها في مقابر جماعية في خندق خارج المدينة عرف فيما بعد باسم قتلكاه، أي محل القتل.
ونالت مسجد جامع گوهرشاد شرفاً خاصّاً من بين المساجد الإسلاميّة، بسبب مجاورته للحضرة الرضوية وهندستها المعمارية الایرانیة المذهلة وهو أفخم مسجد في المنطقة المقدسة وأجملها بناءً وزخرفة وكان مركزاً دينياً وثقافياً منتعشاً على مر العصور.
ان جامع كوهرشاد من الابنية العظيمة والتاريخية التي تم بنائه في العهد التيموري بداية القرن التاسع الهجري.
يقع هذا البناء التاريخي جنوب ضريح ثامن أئمة اهل البيت عليهم السلام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) ويتصل برواق دار السيادة ورواق دار الحفاظ. تم بناء الجامع في العام 821 هجري بامر بطلب من امرأة مسلمة محبة للفن والأدب متبرعة للخير، ألا وهي «كوهرشاد» زوجة الملك التيموري شاهرخ ميرزا. وقام المعمار الايراني المعروف قوام الدين شيرازي ببنائة على طراز ابنية العهد التيموري.
الفن المعماري لمسجد “جوهر شاد” ..
تشتهر مساجد ايران الاسلامية بامتلاكها لايوانات مرتفعة وأقواس مزخرفة بروائع القاشاني والنقوش والأشكال الظريفة والدقيقة.
مسجد جوهرشاد هو النموذج الكامل والبارز للفن الايراني، حيث استخدم في بنائه جميع السمات والميزات الخاصة بأساليب العمارة الايرانية التقليدية والتي تتمثل بشكل جلي في ايوان المسجد الكبير المعروف بايوان «المقصورة».
ويتكون مسجد “جوهر شاد” من باحة كبيرة وأربعة إيوانات وسبعة أروقة واثنتين وعشرين غرفة وثمان وعشرين مدخلاً، ويرتبط بالضريح الرضوي المقدس بواسطة مدخل الإيوان الشمالي.
ان الكاشي (السيراميك) المستخدم في تزئين الجامع يعتبر من روائع العهد التيموري. النقوش المستعملة في الاقواس المقببة والمنائر هي من روائع العمارة التيمورية.
المحراب مصنوع من حجر المرمر ومزين بنقوش جميلة ومقرنسة تعبر عن فن العهد التيموري . ان منبر صاحب الزمان (عج) الموجود الى جانب محراب ايوان المقصورة يعتبر مهم جدا من الناحية التاريخية.هذا المنبر الثمين مصنوع من خشب الجوز والعرموط وبطريقة الحفر وبدون الاستعانة بالمسامير.
القبة العالية الموجودة فوق ايوان المقصورة اعطت عظمة للبناء ارتفاع القبة 41 متر وقطرها 10 امتار. السطح الخارجي فيها مصنوح من الحجر وهناك كتيبة بالخط الكوفي.
على طرفي الايوان هناك منارتان وبارتفاع 43 متر وتحوي على كتيبات. يسمى الايوان الغربي بايوان المقصورة والشمالي ايوان دار السيادة الشرقي ايوان الاعتكاف والغربي ايوان الشيخ بهاء الدين.
مسجد “جوهر شاد” مركز ديني ثقافي ..
من ميزات مسجد “گوهر شاد” أنه ليس كسائر المساجد التراثية المخصصة لأداء الصلوات اليومية فحسب، بل هو على مر العصور كان وما زال مركزاً دينياً وثقافياً منتعشاً ومركزاً يقدم خدمات لجميع أهالي مدينة مشهد، إذ هناك الكثير من الموقوفات المخصّصة له في شتى أرجاء المدينة وحتى في بعض نواحي منطقة خراسان، وبعضها كان قد وقف من السيدة الصالحة “گوهر شاد آغا” التي أمرت بتشييده، والأموال التي يتم استحصالها من هذه الموقوفات تسخر لصيانة وترميم المسجد وتوفير سائر نفقاته المالية.
ومن جملة المعالم الثقافية لهذا المسجد المبارك وأهمها، مكتبة تم تأسيسها في عام 1953 م حينما أهدى السيد سعيد الطباطبائي الأصفهاني للمسجد خمسة آلاف نسخة مخطوطة، وفيما بعد تمّ توسيع نطاقها من قبل دائرة الأوقاف في مدينة مشهد المقدسة، وهي تتكون اليوم من عدة مكتبات فرعية تخصصية، منها مكتبة الإمام الرضا (عليه السلام) التخصصية التي تشتمل على 2200 كتاب مطبوع و 110 كتاب مخطوط و تحتفظ بـ 13 مجلة تصدر من عدة مؤسسات ومراكز حيث تتمحور مواضيعها حول هذا الإمام المعصوم فقط، إضافة إلى الكثير من النسخ المصورة. ومن جملة موقوفات مسجد “گوهر شاد” معمل لصناعة الفسيفساء ذات الألوان الزاهية الجميلة.