إيران .. بعد فوز رئيسي .. بقلم : نبيل فوزات نوفل

#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية_رئيس قسم الدراسات_نبيل فوزات نوفل

 

 

– منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979م ارتكزت على ثوابت  أساسية  مكنتها من الصمود وأعطتها المنعة والقوة ويأتي في مقدمة هذه المبادئ :

1- مبدأ ولاية الفقيه ، وهو مبدأ أساسي ، يتمسك فيه  المؤمنون بالثورة ،وهم معظم الشعب الإيراني،ومستعدون  لبذل الأرواح  للدفاع عنه ، فهذا المبدأ  كالقرآن الناطق،يذود عنه أبناء الثورة  بأرواحهم ودمائهم ، وهو سبب قوة الثورة الإسلامية الإيرانية وقيمة كبيرة ورأس مال عظيم ، وبدونه لا معنى للحكومة الإسلامية .

2- بناء الجمهورية الإسلامية والنظام الإسلامي ،فالقيادة الإيرانية تعمل بشكل دؤوب على تثبيت دعائم الدين الإسلامي الصحيحة ،وإقامة العدل و بناء دولة متقدمة حضارياً وعلمياً ومزدهرة تنموياً وعلمياً،وصون كرامة الإنسان وحريته وإعطاء إيران مكانة لائقة في العالم ، دولة ذات سيادة واستقلال قوية مهابة الجانب.

3- تعزيز ثقافة  المقاومة والشهادة التي جعلت إيران منتصرة في معاركها والتي أصبحت منتشرة في معظم بقاع الأرض وخاصة في محور المقاومة، وركز قادة الثورة على قيم الشهادة وفي مقدمتهم الشهيد سليماني  الذي كان يردد نحن شهداء قبل أن نستشهد فمن لم يكن شهيداً حياً لن يكون شهيداً بقرب ربه، وإن من يخوننا بالقتل يعطينا وساماً، والشهادة ليست مصيبة ، أنها عشق وحب.

4- محاربة قوى الاستكبار والاستغلال والتوحش بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ،ودعم المستضعفين في العالم،وهذا  يعني دعم المقاومة الفلسطينية ،والقوى المقاومة في الوطن العربي والعالم الإسلامي والعالم ،وعدم الاعتراف بالكيان الصهيوني واغتصابه لفلسطين، واعتبار فلسطين رمز نضال العالم الإسلامي والعربي وبأن الدفاع الفعال والمستمر عن الشعب الفلسطيني المظلوم يعد ضمانة استقرار المنطقة .

5- ترسيخ أخلاقية التواضع والقدوة والإيثار، وهذا ما تميز به القادة في  إيران السياسيين والعسكريين ، فكان  معم قادة الجيش الإيراني يتقدمون الصفوف ، والقائد العسكري يقول لجنوده يقول تعالوا وليس اذهبوا ، فكان قادته في خدمة الناس ، وليس الناس في خدمتهم ، بعيشون كالناس وبين الناس، يأكلون مثلهم ، ويعيشون مثلهم، حياة عادية بعيدة عن البذخ .

6-استطاعت الثورة ، إفشال كل المخططات الغربية الاستكبارية ، فمنذ أن قامت الثورة الإيرانية وأميركا تحاول أن تقرأ عقل قادة الثورة  في إيران ، ولكنها .. لم تفك الشيفرة ولم تتوصل الى نتيجة ، فرغم  زجها في معارك مفروضة عليها قسراً منذ قيام الثورة ،مثل الحرب مع العراق،ومعركة الحصار الاقتصادي ، ومعركة الملف النووي الإيراني ، والحرب على سورية  ، ودعمها اما يسمى معارضة مرتبطة بقوى الاستعمار تم تصنيعهم من قبل الاستخبارات الغربية ، الذين يعملون على  إفقار الشعب وتدميره وصولاً إلى السلطة .. فلا يهم أن يسحق الشعب بالحذاء الأمريكي كما تسحق الحشرات .. طالما أن الطريق الى السلطة تعبد بعظام الفقراء ودمائهم ، وحاولت قوى الاستكبار الإمبريالية الصهيونية قراءة عقل قادة الثورة الإيرانية .

– وظنت أن قراءة عقل قادة الثورة مثل قراءة عقل مشايخ النفط وشيوخ الوعظ الساذج.. و تبين لها أن إيران هي التي تقرأ عقل أميركياً أكثر مما أميركياً تقرأ عقل إيران .

– لقد فهم قادة الثورة الإيرانية  أن وجع أمريكا وهمها ليس دول الخليج العربي ، ولا أي من الشعب العربي  أو الإسلامي في المنطقة .. بل همها هو الكيان الصهيوني في فلسطين ، لذلك كانت  القيادة الإيرانية واعية لعدم الوقوع في الأفخاخ التي نصبت للثورة لزجها في حروب مع دول المنطقة وخاصة الخليجية ، وأرادت أن تطير النوم من رأس الإدارات الإمبريالية الصهيونية من خلال تواجد المقاومة على حدود فلسطين ممثلة بحزب الله والقوى المقاومة من خلال تحالفها مع سورية وحزب الله، وتشكيل محور المقاومة في المنطقة  ،وتعزيز علاقاتها مع روسيا والصين بشكل متطور واستراتيجي .

6- كسر  عنجهية القوى الإمبريالية والصهيونية وإفشال مشاريعهم وخاصة  نشر الفوضى والخلاص من النهج الثوري للثورة الإسلامية الإيرانية  فقامت باغتيال الفريق سليماني الشخصية القوية في إيران لإضعاف النهج الثوري وتعزيز النهج الاصلاحي لكي تدفع لإنجاحه في الانتخابات الرئاسية ، وقامت أمريكا قبيل الانتخابات الرئاسية بالعمل على تعزيز معسكر الإصلاحيين بالدعوة غير المشروطة إلى جزرة الاتفاق النووي كي يتعلق الشعب الايراني بالأمل ويعطي الدفع للإصلاحيين وتغيير السياسة الخارجية .

– إلا أن الرياح جاءت بعكس ما تشتهي سفن الإمبريالية الصهيونية  ،ففاز النهج الثوري فوزاً ساحقاً  الذي يمثله الرئيس إبراهيم  رئيسي،وهذا ما قلب الطاولة حول المتحذلقين حولها من أعداء إيران ،ولجم غطرستهم وأفشل  أحلامهم،وهذا يعود إلى وعي الشعب الإيراني للمخاطر التي تواجهه ولمخططات قوى الاستكبار العالمية وثقته بنهج الإمام القائد علي حامنئي ومن يمثله وعلى رأسهم الرئيس المنتخب الجديد،ولذلك استطاع الشعب الإيراني

– كسر الحصار، وحول النقمة من الحصار إلى نعمة من خلال الاعتماد على الذات، واستطاع إمتلاك الطاقة النووية رغم الخطوط الحمراء من قبل قوى الاستكبار العالمي ، وبذلك كانت إيران أول دولة تخرج عن بيت الطاعة الأمريكي الصهيوني،وأصبحت إيران أنموذجاً لقوى التحرر الوطني ،وأثبتت أن الإرادة والتصميم وتلاحم القيادة والشعب والجيش لا بد من الانتصار وهذا ما تحقق للشعب الإيراني منذ قيام الثورة الإسلامية .

7- أكدت الثورة وممارستها عبر السنوات الماضية  أن الشعب الايراني لا يريد النأي بالنفس عن هموم المنطقة العربية التي سحقها الجشع ، وإن شعار إيران أولاً .. لا يتحقق إلا بخروج أمريكا .. أولاً من سورية والعراق  والمنطقة ، لأن الثورة  الإسلامية أن وجود أمريكا في المنطقة هو سبب كل الشرور والإرهاب والفوضى ويجب أن يغادر الجيش الأمريكي المنطقة عقاباً له على اغتيال سليماني والحساب ما زال وهو لن ينتهي إلا بطرد الأمريكيين من المنطقة، وهذا  سيؤدي لانتصار محور المقاومة .

– وكما هو معلوم فإن الرئيس إبراهيم  رئيسي  هو أقرب للتشدد في وجه الغرب الإمبريالي  ويحبذ الخشونة  في التعامل مع الغرب الإمبريالي وهو من مدرسة المقاومة ، وهذا ما جعل المراقبون السياسيون يتوقعون تصعيداً للمواجهة مع الغرب إذا ما بقي متمسكاً بسياسة العداء والحصار للشعب الإيراني ، وهذا سيعزز دور محور المقاومة في المنطقة وعلى رأسها سورية .

– ولقد أكد فخامة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي حجة الإسلام والمسلمين ، معالم سياسة إيران الرئيسة  للسنوات الأربع القادمة ، والتي أكدت الالتزام المطلق بمبادئ الثورة الإسلامية الإيرانية التي فجرها القائد الإمام الخميني( قدس سره) ورسخها الإمام القائد على خامنئي (دام ظله ) .

– ولقد أكد  سماحة الرئيس إبراهيم رئيسي على هذه الثوابت ، من منطلق الواثق بنفسه وشعبه ، مستنداً إلى إرادة الشعب الإيراني وتطوره في مجالات الحياة المختلفة،وما وصل إليه بإرادة فولاذية من قوة عسكرية وعلمية وتنموية .

– ولقد أكد فخامة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي حجة الإسلام والمسلمين ، معالم سياسة إيران الرئيسة  للسنوات الأربع القادمة ، والتي أكدت الالتزام المطلق  بمبادئ الثورة الإسلامية الإيرانية التي فجرها القائد الإمام الخميني ( قدس سره) ورسخها الإمام القائد على خامنئي (دام ظله )، وجاء ذلك من منطلق الواثق  بنفسه وشعبه ، مستنداً إلى إرادة الشعب الإيراني وتطوره في مجالات الحياة المختلفة ، وما وصل إليه بإرادة فولاذية من قوة  عسكرية وعلمية وتنموية .