#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية_رئيس القسم العبري_كرم فواز الجباعي
– الكيان دخل المعركة مع غزة ولن يخرج إلا مهزوماً وبات النصر قريباً .
– أشبال القسام والجهاد تكتب التاريخ وتسطر أللامعقول .
– افتعال مواجهةٍ في ساحات الأقصى، لتكون سلماً آمناً لنزوله عن الشجرة لنتنياهو .
– ما حدث حتى الآن هو تكريس معادلة جديدة في الصراع ، وترسيخ قواعد اشتباك جديدة .
– تحت هذه العناوين الصارخة ، يفتعل كيان الاحتلال الصهيوني المجرم يومياً ، مجازر جماعية من جديد ، تعيد ذكرى مجزرة الحرم الإبراهيمي في العام 1994، وحرق المسجد الأقصى في العام 1669.
– هم يظنون أن العرب لا يقرؤون التاريخ ، ولكنهم نسوا أن العرب اليوم يكتبون التاريخ بأيديهم ، والمظاهرات التي انطلقت في كل مكان تشهد على قدرة فلسطين على توحيدنا.
– والمفارقة أن تبدأ معارك تحرير القدس في شهر أيّار، الشهر الذي شهد معارك المقاومة والخيانة لفلسطين في العام 1948، وإعلان قيامة دولة “اسرائيل”، اذ يسجل في هذا الشهر العام “الثالث والسبعين” لاحتلال القدس.
– مفارقة تذكر بجميع المجازر التي قامت بها العصابات الصهيونية خلال شهر ايار 1948 في كل قرية قاومتهم حتى الرصاصة الأخيرة. ولذا يجب الحذر من تحويل الانتباه وتوجيه المفاوضات لتصبح مفاوضات حول قضية حي الشيخ الجراح إلى الحديث عن مفاوضات حول وقف العدوان على غزة .
– فالإسرائيلي لا يستطيع قصف حي الشيخ الجراح في القدس لوقف انتفاضة القدس، ولا يستطيع قصف المسجد الأقصى، ولكنه يجد أن المنفذ الوحيد له هو في قصف غزة.
– ما يحدث في غزة الآن هو مظاهر معركةٍ “إسرائيلية”، دخلتها “إسرائيل” مهزومة قبل أن تبدأ. فقد قال نتن ياهو في سياق تحذيرات المقاومة الفلسطينية وكردٍ غير مباشر “هذه عاصمتنا ويحق لنا أن نفعل بها ما نشاء ككل دول العالم”، ولكنه بعدها مباشرةً ابتلع لسانه، وخضعت “عاصمته” المتخيلة لقرارٍ من رجلٍ يجلس في غزة، فقام بسحب قواته من باحات الأقصى، وتفرقت ما تسمى بـ”مسيرة الأعلام” والتي تحتفل بما يسمى بتوحيد القدس، والتي كان مخططاً لها اقتحام الأقصى وهي عيد رسمي في الكيان، اعتمدها “الكنيست” بقانون عام 1997، كما أرجأت “المحكمة الإسرائيلية” النظر بقضية الشيخ جراح، وهذا رضوخٌ كامل لتحذيرات المقاومة. لكن نتن ياهو لا يريد أن يكون هذا الرضوخ فجّاً، حيث يشكل خطراً على مستقبله السياسي، والأخطر أنّه رضوخٌ يشكّل أخطاراً على مستقبل الكيان برمته، لذلك حاول افتعال مواجهةٍ في ساحات الأقصى، لتكون سلماً آمناً لنزوله عن الشجرة، لكن المقاومة التي تشتمّ رائحة الضعف والهوان في كل مفاصل الكيان ، رفضت استسلامه مع ماء الوجه.
– في ظل هذا الواقع هرب نتن ياهو للأمام ، بمحاولة صناعة صدمة عسكرية في غزة لماذا ..؟
– أولا : حتى يستطيع تقديم مادة للمستوطنين للتمسك به رئيسا للوزراء .
– ثانياً محاولة زرع التردد في نفس المقاومين والمقاومة .
– لكن تصميم المقاومة وردّها، وضع نتن ياهو في حقل رمال متحركة، فأصبح التقدم خطِراً والتراجع خطِراً، ويبدو أنّ نتن ياهو كان يراهن على أطرافٍ في المنطقة لانتزاع تهدئة، ولكن بشروطٍ تخدم برنامجه الحكومي أو الانتخابي. وقد كان واضحاً أنّ المقاومة رفضت الضغط، ورفضت التهدئة دون تحقيق شروطها، دون الأخذ بعين الاعتبار رغبات نتن ياهو، لذلك لجأ للتصعيد للضغط على المقاومة الفلسطينية، وإرسال رسائل مفادها أنّه يستعد للذهاب بعيداً، وخرج في مؤتمر صحفي مع وزير دفاعه ورئيس أركانه، ليُعزز فحوى الرسالة، فهدد غزة وحركتي حماس والجهاد بأنّهم سيدفعون الثمن غالياً، كما اعتبر بني غانتس أنّ الهدف هو تكريس الهدوء لفترةٍ طويلة، وهذا يتطلب نزع أسلحة حركات المقاومة، أو ردعها على الأقل، حيث تصبح غير قادرةٍ على حماية قواعد الاشتباك القائمة حالياً.
– ولكن ما حدث حتى الآن، هو تكريس معادلة جديدة في الصراع، وترسيخ قواعد اشتباك جديدة، حيث دخلت القدس وباحات الأقصى إلى هذه المعادلة، بأنّ أي اعتداء على أحياء القدس أو باحات الأقصى، يجعل المقاومة في غزة، طليقة اليد في التصدي لهذه الاعتداءات، بالطرق التي تراها مناسبة، وكانت قد سلمت “إسرائيل” بهذه المعادلة الجديدة ، بعيداً عن ثغاء نتن ياهو الانتخابي عن “عاصمته الموحدة وسيادته المطلقة”، ولكن بعد دخوله بقعة الرمال المتحركة باعتدائه على غزة، عاد ليحاول التراجع عن التسليم بهذه المعادلة، فأعاد التوتر إلى باحات الأقصى، من خلال افتعال احتكاكات استفزازية بالمرابطين والمصلين، وهذه خطوات تبدو انتقامية منبعها الغيظ ، ولا علاقة لها باستراتيجيات يحاول رسمها الكيان ونتن ياه. فقد تكرست معادلة المقاومة ، وسلّمت “إسرائيل” من خلال سلوكياتها الواهنة ، بأنّ هذه المدينة ليست العاصمة ، والاعتراف الأمريكي بها كعاصمة ، كان الاستسلام “الإسرائيلي” لمعادلة المقاومة .
– أول ما أفرغ هذا الاعتراف من مضمونه ومفاعيله، فالمقاومة التي تحدثت مع الاحتلال بلغة القوة والتحذير، وانسياق الاحتلال لكل هذه التحذيرات واللغة الفوقية، خلق صدمة في الإعلام العبري حدّ الفجيعة، ولكن هذه الفجيعة كانت انعكاساً لفجيعة المستوى السياسي والمستوى العسكري في الكيان، حيث إنّ اللغة الواثقة للمقاومة والمقترنة بالفعل، خصوصاً الرفض القاطع للرضوخ للوساطات، والاستعداد التام للذهاب بعيداً، جعل الكيان كله في حقل رمال متحركة وليس نتن ياهو فقط.
– هذه المعركة التي تدور رحاها في غزة الآن ، لن يكون ما بعدها كما كان قبلها ، رغم أنّها حتى الآن معركة عض أصابع لا معركة كسر عظم، فـ”إسرائيل” التي دخلت المعركة مهزومة مسبقاً، تواجه غزة منفردة، وغزة في موازين القوى والقدرات بالنسبة لمحور المقاومة، هي الحلقة الأضعف ، أيّ أنّ هذا الكيان الذي يتنافخ قوةً بكل أنواع الأسلحة التدميرية، يعجز عن انتزاع انتصارٍ أو حسمٍ أو حتى مجرد ردع، أمام الحلقة الأضعف في محور متكامل ويتعاظم يومياً، وهذا يعني أنّ توسع دائرة النار والذي قد يحوّلها معركة كسر عظم، لن يكون على الإطلاق في صالح العدو .
– لذلك فإنّ “إسرائيل” ستسعى بكل ما أوتيت من تطبيعٍ وبكل ما أوتيت من أنظمةٍ “متأسرلة”، لمحاولة الحصول على تهدئة بكل السُبل، وهذا ما تملكه “إسرائيل”. فالمقاومة التي بدأت المعركة من حيث انتهت حرب 2014، حاولت “إسرائيل” أن تقلدها في ذلك، فبدأت باستهداف الأبراج السكنية، وهذا ما انتهت إليه حرب 2014. ولكن يبدو أنّ رسائل المقاومة الصاروخية كانت أكثر من مفاجئة لكيان العدو، وجعله يفكر بمفاجآت النهاية، بعد صدمة مفاجآت البداية .
– لذلك فإنّ غزة انتصرت منذ إعلان الضيف التحذيري، وأيمّا كان وقت الحرب أو مساراتها، فإنّ “إسرائيل” هُزمت وتبحث عن طريقةٍ مثلى لإخراج الهزيمة، بأقل قدرٍ ممكن من الخسارة الاستراتيجية، وبأكبر قدرٍ ممكن الربح الاستعراضي.