الصاروخ ” الكابوس ”  ورسائل نتنياهو الغبية .. بقلم : نبيل فوزات نوفل

#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية_رئيس قسم الدراسات_نبيل فوزات نوفل

 

 

 

– منذ قيام الكيان الصهيوني واغتصابه فلسطين لم تمر عليه  ساعات رعب  تهز كيانه  كما حصل معه يوم مارس غروره المعتاد في سماء سورية ووصول الصاروخ السوري  إلى القرب من مفاعل ديمونا ،المنطقة الأكثر أماناً في العالم كما يدعي قادة الكيان الصهيوني ، ولعلها الأولى بعد الأيام الأولى لحرب تشرين التحريرية في السادس من تشرين الأول عام 1973م يوم كانت غولدامائير تتهيأ لإعلان استسلام الكيان الصهيوني وانهياره ، نتيجة الهجوم الصاعق للجيشين العربيين السوري والمصري ، واجتيازهما  أكبر خطوط دفاع العدو ، وتساقطت طائراته كالفراشات  في سماء سورية ومصر ، فعمل هذا الكيان لبناء ترسانة من أكبر الترسانات في العالم ، من يومها والعدو يفاخر بأنه أكبر قوة  عسكرية في “الشرق الأوسط”، والقوة التي لا تقهر .

– وهذا ما انخدع به معظم القادة العرب وبعض دول المنطقة ، وأخذت تعمل على القبول بالأمر الواقع ،وتزحف للتطبيع معه ، لكن قوى المقاومة كانت لها  رؤية أخرى ، بأن هذا الكيان أوهن من خيط العنكبوت ،والمقاومة قادرة على هزيمته ،بل زواله ،وأخذت تعد العدة ، وكثرت المؤامرات والدعم الغربي لهذا الكيان وخاصة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ، فزودته بأحدث التقانات ، وبأسلحة دفاع جوي عدت من أقوى الدفاعات في العالم ، وهذا ما جعل العدو يمارس البلطجة على الدول العربية ، ويسرح ويمرح في سماء الدول العربية ، وخاصة المعادية له مستغلاً حالة التمزق العربي ، والمشاكل والأزمات التي خلقتها القوى المعادية لقوى المقاومة في المنطقة .

– واعتبر ذلك نزهة وازدادت العنتريات لدعم الجماعات الإرهابية منذ بدء الحرب العدوانية على سورية منذ عام 2011م ، ولكن جاء ما لم يكن بالحسبان، وجاءت الرياح بما لا تشتهي السفن الصهيونية ،وكان الحدث الزلزال يوم اخترق صاروخ  انطلق من الأراضي السورية كل دفاعات وتحصينات العدوان، وسقط قرب مفاعل ديمونا ، فاهتز عرش الكيان وظهر التخبط واضحاً في قيادة العدو، فما حدث لم يكن يخطر على بال ، ولكن الحقيقة أن كل الأكاذيب قد سقطت على شاشات التلفزيون ، وهرع الصهاينة إلى الملاجئ في مناطق لم يعتادوا فيها على ذلك منذ عشرات السنين ، إنه الصاروخ الزلزال الذي حجم ولجم الغطرسة ،وغير كل الاستراتيجيات ،وأثبت مقولة المقاومة وسيدها الكيان الصهيوني أوهن من خيط العنكبوت ، وهو إلى زوال ،والصلاة في القدس قريباً كما أعلن القائد الخامنئي.

– لكن الغطرسة الصهيونية، ما زالت تملأ رؤوس  قادة الكيان ولم يقتنعوا بعد أنهم دخلوا القمقم، وجاء عدوانهم الجديد على الساحل السوري في محاولة يائسة ليقول : إننا ما زلنا موجودين ولم يؤثر على آمن ووزن هذا الكيان ، لكنهم أضافوا خطأ جديداً في مسار الاشتباك الدولي،ولكن الملفت  تغلب وحدات الدفاع الجوي السوري على التشويش، الذي تمارسه طائرات كيان الاحتلال ، واستطاعوا بخبرات وطنية التغلب على التقانة الصهيونية الحديثة ، وأثبتت العقول السورية تفوقها على العقول الصهيونية ، ويهدف الكيان الصهيوني تقديم ، رسائل عديدة ، في الاتجاهين السياسي والعسكري ، ولذلك اراد القادة في الكيان الصهيوني إرسال رسالة عسكرية تفيد بأنه، “لم يتم ردعهم نتيجة وصول الصاروخ الى تخوم ديمونة”، وانهم باقين بعد الحادثة على قواعد الاشتباك ذاتها،وفي اطار الرسائل السياسية، فهي كثيرة ، ويقرأ ما بين الاسطر فيها، عدة أهداف ، فمن جهة يحاول الكيان الصهيوني فتح اشتباك محدود مع قوى محور المقاومة ، لإعاقة محادثات ڤيينا والتطور الحاصل فيها،إمكانية تعطيل  محادثات فينيا ، والضغط على إدارة /بايدن/ بأنهم هم من يمسكون بورقة التصعيد العسكري ، وأنهم قادرون على إشعال المنطقة وإفشال أي خطوة أمريكية إيجابية باتجاه إيران .

– توجيه رسالة  تجاه الروسي ، والهجوم بالقرب من تواجده في الساحل فهو تحذير لروسيا من تفعيل منظومة الدفاع السورية التي بدأت  تقدمها روسيا ، كما أن  رفع وتيرة العدوان هذه المرة بمثابة رسالة مفادها أن  الكيان الصهيوني يستطيع بالورقة العسكرية تعويض ما يفقده اليوم من فائض الأمن الاستراتيجي الذي حققه هذا الكيان عبر مقاطعة سورية والحرب عليها وحصار إيران خاصة مع ظهور بوادر العودة إلى سورية والتصالح العربي مع إيران  .

– وما حققه على هامش العقد الأخير من خطوات تطبيع وهيمنة استغلت ظروف حروب ربيع الدم العربي وظروف الدعم المطلق من إدارة ترامب .

– لكن هذه  الرسائل ستحترق ولن تجدي نفعاً بل ستزيد الوضع تعقيداً وتزيد من مآزق هذا الكيان فالوقت ليس في صالحه فسورية ستكمل انتخاباتها وإيران ستنجز  ملفها النووي كما ترغب ،وفي كل الأحوال الأمور  تسير لصالح القوى المقاومة للإمبريالية والصهيونية .

– إن زمن أضرب وأهرب الذي يمارسه الكيان الصهيوني قد ولى،وأن التهديد والتدخل في شؤون المنطقة ومحور المقاومة ،ممنوع، وثمنه مكلف للقوى المعادية ، فالرد لمحور المقاومة سيكون مزلزلاً وجماعي،وبالتالي انتقلت المقاومة من الاحتواء والصبر الاستراتيجي إلى الهجوم الاستراتيجي،وما أحدثه هذا الصاروخ غير قواعد الاشتباك ، وغير الكثير من المعادلات ،لقد ازدادت حالة النهوض القومي المقاوم،فهذا شعبنا في فلسطين يهب ويعلن انتفاضة الأقصى ، وشعبنا في اليمن  يدك معاقل وأوكار بني سعود ، قادة التخاذل والتآمر على القضية الفلسطينية ،وها هو شعبنا في العربي يفعل خيار المقاومة ،وسورية تستكمل الانتصار بانتخابات الرئاسة والاستمرار في سحق الانفصاليين والإرهابيين .

– وها هي الثورة الإسلامية في إيران قلعة المقاومة تنتصر في المجالات المختلفة وباتت قوة ضاربة تكسر رقبة القوى الطامعة في المنطقة .. والأصدقاء روسيا والصين يرفعون الصوت في مواجهة عبث إمبراطورية  الشيطان الأمريكي .

– صاروخ واحد هز أركان الكيان وهو ” طائش “ ، كما يقولون ، فما بالك وأن هناك آلاف الصواريخ الذكية التي تتلهف للوصول لهذا الكيان ..؟

– إن ” الصاروخ الطائش” سقط في أكثر الأماكن في الكيان الصهيوني حساسية ، المستقبل للشعوب المقاومة ، والهزيمة والزوال لقوى العدوان والاحتلال .