#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– النص الكامل لورقة العمل المقدمة لمؤتمر متحدون ضد التطبيع الذي أعد له كل من المؤتمر القومي العربي ” المؤتمر القومي الإسلامي ” المؤتمر العام للاحزاب العربيه ” مؤسسة القدس الدولية ” بعنوان المؤتمر العربي العام والمنعقد يومي ٢٠و٢١ شباط الجاري . الأخوة الأعزاء في المؤتمر العربي العام
تحية طيبة وبعد :
أرجو أن أعرب عن بالغ الشكر والتقدير على جهودكم الطيبة بالإعداد لهذا المؤتمر الهام الذي ينعقد تحت عنوان متحدون ضد التطبيع تأكيداً على أن أبناء الأمة مقاومين وحركاتهم وأحزابهم ومؤسساتهم الشعبية يرفضون هذه الإتفاقيات المعقودة ويسعون الى إسقاطها ويدعمون نضال الشعب الفسطيني وقضيته العادلة .
وتكتسب محاور النقاش المعدة لهذا المؤتمر أهمية كبيرة فهي تشكل في مجموعها خطة عمل متكاملة في مواجهة التطبيع المهين والمفضوح .
وأود في مساهمتي هذه في محور التطبيع : المواجهة والتحدي , أن أسلط الضوء على النقاط التالية :-
1- التطبيع ثمرة من ثمار الإعتراف بحق العدو الصهيوني بالوجود على أرض فلسطين وإقامة العلاقات معه .
2-ان أي حديث عن مواجهة التطبيع دون الإفصاح وبكل وضوح عن رفض الإعتراف بحق العدو الصهيوني بالوجود كموقف يؤكد على عروبة فلسطين كل فلسطين من نهرها الى بحرها ويؤكد على أن تحرير فلسطين واجب يقع على عاتق الأمة كلها بكل ما يترتب على هذا الموقف من تبعات وتحضيرات وإستعدادات , يجعل من مواجهة التطبيع فعل معارضة وليس معركة يجب خوضها للتصدي له وإفشال مخططاته وغاياته.
3-التأكيد على رفض مصطلح (التطبيع الأخير ..والمجاني ) الذي يجري أحياناً تداوله في الخطاب السياسي لدى البعض في وسائل الإعلام, فالتطبيع قديماً وحديثاً مرفوض جملة وتفصيلاً ومرفوض من حيث المبدأ وليس له ثمناً يقابله حتى يكون هناك تطبيع مجاني وآخر بثمن كما أنه ليس هناك من تطبيع قبل الحلول وبعد الحلول، وينطبق هذا على كل تناول لمبادرة السلام العربية التي جاء فيها أن التطبيع يأتي بعد التوصل الى حل للقضية الفلسطينية , وحتى هذا لم يجري الإلتزام به من قبل بعض الدول التي نسجت الإتفاقات مع العدو الصهيوني .
4-إن ما يسمى التطبيع هو شكل من أشكال التمدد الصهيوني والإختراق في أرجاء الوطن العربي وان الأطراف التي سمحت وفتحت بلدانها وعواصمها لهذا التمدد وهذا الإختراق في جسد الأمة وضعوا أنفسهم بموضع الأعداء فباتوا يشكلون مع الكيان الصهيوني والإمبريالية العالمية جبهة واحدة ومعسكر واحد ضد وطننا العربي وقضايا أمتنا في التحرير والحرية والوحدة والتقدم, ولسنا هنا بصدد الرغبة في توسيع جبهة الأعداء، بل بتوصيف الواقع وللتذليل على خطورة دورهم وسياساتهم وارتباطاتهم، الأمر الذي يضع كل الأحرار والشرفاء والمقاومين في أمتنا أمام أوضاع لا يمكن التقليل من صعوبتها وأخطارها مما يعني أن مواجهة التطبيع هو بحد ذاته معركة لا بد من خوضها ليس لنصرة قضية فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني فحسب بل لان الأمة كلها أمام مخاطر التفتيت والتجزئة والتقسيم وتدمير لكل مقومات أمنها القومي .
5-لقد أظهر هذا السقوط من قبل بعض الحكام العرب بمستنقع التطبيع المُذل المرجعية الفكرية لأفعالهم القبيحة وهي بعيدة كل البعد عن الإنتماء للأمة وعن قيم الحرية والتحرير والوحدة والتقدم , بل مستمدة من ثقافة الإستسلام والتسليم بالأمرالواقع وأن اوراق الحل والقوة بيدي إسرائيل و أمريكا , وهي ثقافة وضعتهم في قفص إحتلال الوعي ومصادرة القرار فحولوا دولهم الى دول تابعة , ذليلة , مستلبة ,مهيمن عليها, خاضعة, لا دور لها إلا ما يرسمه معسكر أعداء أمتنا من إمبريالين وصهاينة بمعنى أوضح لقد حولوا أقطارهم وبلدانهم الى كيانات وظيفية وليست دولاً مستقلة , كيانات يسهل تفكيكها وتركيبها وهذا يرتب على شعبنا العربي في هذه الأقطار وهذه البلدان مهام نضالية كبيرة دفاعاً عن وجودهم بحرية وسيادة وإستقلال وكرامة من ناحية ودفاعاً عن الأمن القومي للأمة كلها فلقد بات النضال داخل كل دولة من هذه الدول دفاعٌ عن أمنها وحائط صد عن أمن الأمة في أرجاء الوطن العربي الكريم
6-لا نقلل من خطر هذه الإتفاقيات وآثارها الضارة ولكن لا نجعل من هذه المواقف وهذه السياسات القدر الذي يتحكم بأمتنا, ولسوف يجد هؤلاء الحكام أنفسهم أن رحيل رئيسهم ترامب, ومجيئ إدارة أمريكية جديدة تتبع وسائل سياسية ودبلوماسية لتحقيق المصالح العليا للولايات المتحدة الأمريكية تشهد إنفتاح على إيران بشأن الملف النووي الإيراني ووقف تزويد بعض دول الخليج بالسلاح ورفض إستمرار الحرب على اليمن , ولا يعني هذا التعويل أبداً على الإدارة الأمريكية الجديدة في التراجع والإنكفاء عن سياستها الشرق أوسطية أو عن مشروع الشرق الأوسط الكبير او عن دعم الكيان الصهيوني وضمان تفوقه وأمنه الإستراتيجي بل الأمر ينحصر في الوسائل والآليات ليس إلا , والوسائل هذه تفترض حصول متغيرات من طبيعة إنقلابية تضع هذه الكيانات في موقعها التابع والذليل … تجعل منهم كيانات باتت لا وظيفة لها فلقد إعتقدوا أن الفرصة قد أتتهم ليصبحوا موضع القرار في الأمة متحدثون بإسمها أصحاب قرار الحرب والسلم وهم أولي الأمر ..فلقد باتوا اليوم في موقع من فقد دوره ووظيفته تتطاير أحلامهم ولكن وضعوا بلدانهم في مسار التفكيك والتجزئة والتقسيم والهيمنة والخضوع لنهب ما تبقى لها من ثروات .
7-وتبقى النقطة الرئيسية والأمة كلها أمام مخاطر التطبيع والكيان الصهيوني يتمدد في جسد الأمة هو، على الصعيد الفلسطيني تشكيل جبهة مقاومة وطنية متحدة لحماية قضية فلسطين ومواصلة النضال لتحقيق الأهداف الوطنية متلاحمة مع مشروع نهضوي تحرري يقع على عاتق كل القوى الحية في أمتنا وحضراتكم أيها الأخوة الأعزاء المؤتمرون اليوم تشكلون بمواقفكم الثرية والحاسمة الأرضية والاساس للنهوض في هذا المشروع والتأكيد فإن التحالف والعلاقة العضوية مع محور المقاومة يشكل رادع كبير لكل من يتربص بقضية فلسطين وبالامة كلها شراً ويشكلُ تجسيدا بأن مهمة تحرير فلسطين تقع على عاتق الأمة كلها.
شاكراً لكم جهودكم مع خالص التحية والإحترام والتقدير
– أخوكم : عدلي الخطيب ” أبو فاخر ” أمين السر المساعد لحركة فتح الإنتفاضة