#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
شخصية من القلمون
محمود بعيون
1910- 1985
– حياته :
– ولد الشيخ محمود بعيون الشهير بالرنكوسي عام 1910 في قرية رنكوس إحدى قرى قلمون الأعلى من عائلة تقية فاضلة، فأبوه الشيخ قاسم من أهل العلم والمعرفة والتقوى.
– توفيت والدته وله من العمر سنتان، فعاش في كنف والده وزوجته، وبالرغم من عطف أبيه وعنايته، فقد ذاق المرارة على يد امرأة أبيه، وكان صابراً على الأذى لحبه لوالده وبره.
– تلقى تعليمه على يد والده، فعلمه القرآن حفظاً وتلاوة، حتى إذا بلغ الثانية عشرة من عمره، أخذه والده إلى مدرسة دار الحديث الأشرفية في دمشق، وكان فيها المحدث الأكبر محمد بدر الدين الحسني، فلازمه مدة عشر سنوات إلى حين وفاته، ثم نهل من علماء دار الحديث أمثال : الشيخ نجيب كيوان، والشيخ مصطفى الشطي، والشيخ محمود العطار، والشيخ محمد القطب، وأبي الخير الميداني، والشيخ عبد القادر العربيني، وقد أجازه هؤلاء الأفاضل في جميع العلوم، وأثنوا عليه الثناء الحسن.
– قام بتدريس علوم الفقه والتوحيد والمصطلح والحديث واللغة في المدارس الشرعية في دمشق مدة تزيد على ثلاثين عاماً، ثم انقطع لإلقاء الدروس في مدرسة دار الحديث.
– كان عضو مجلس إفتاء، وعضو المؤتمرات الإسلامية، وقد مثل أحد هذه المؤتمرات في القاهرة عام 1958.
تزوج من السيدة آمنة ياسين وأنجب أربعة شباب وأربع بنات، وقد انتقل إلى الرفيق الأعلى في 2 نيسان عام 1985.
– أخلاقه :
كان ” رحمه الله ” حنفي المذهب، سالكاً للطريقة النقشبندية، عالماً عاملاً، متخلقاً بالأخلاق المحمدية، منصرفاً عن أمور الدنيا، منقطعاً للعلم والمطالعة، وإلقاء الدروس والحث على طلب العلم والعمل، لقب(صدر المدرسين وإمام المرشدين وبقية السلف الصالح) وقال عند الشيخ يحيى العقاد (الشيخ محمود فيه سر شيوخه وقد فاق مشايخه).
– وقال بدر الدين الحسني (أنا آخر من يقرئ هذا الكتاب في الدنيا وأنت يا محمود آخر من يتمه) والمقصود كتاب شرح الرضي على الكافية في النحو وذلك عندما طلب الشيخ محمود من الشيخ بدر قائلاً: « يا مولانا هذا الكتاب نموت ولا ينتهي لو بدلته لنا بغيره».
– وقد أعطى أحد تلاميذ سماحة المفتي العام الشيخ أحمد كفتارو صورة صادقة عن الشيخ محمود حيث قال من قصيدة طويلة :
بدر أهلَّ ومن رنكوس منبته *** فكان نوراً وأقوام به استنروا
شيخ تقي نقي طاهر حدق *** كنــــزٌ وفي أعناقه درر
درٌ جوادٌ كريم النفس في أدب *** عزٌ ومجدٌ بنور الله ينغمر
– نشاطه التعليمي :
– تولى التدريس والإقراء وإحياء مجالس العلم في بعض مساجد دمشق، إضافة إلى التدريس في الثانوية الشرعية، وفي عام 1952 وضع المبدأ والمنهاج الأساسي لدار الحديث موضع التنفيذ، ونظم الدراسة فيها وفق المناهج الحديثة لإكمال المرحلة الإعدادية الشرعية.
وفي عام 1970 تفرغ تماماً لدار الحديث لا ينقطع عنها مع المواظبة على إعطاء الدروس فيها، والإشراف على طلابها ومدرسيها، وكان له تلاميذ كثر أمثال: حسين صعيبية، عمر الصباغ، مصطفى الصواف، عمر الحلاق، ومن لبنان هشام خليفة، عبد الله الشعار، صلاح الدين فخري… وغيرهم إضافة إلى العديد من الطلبة من قريته ومحيطها.
– نشاطه الإجتماعي :
– كانت رنكوس إلى عهد قريب مسرحاً للمنازعات والتعديات وحوادث القتل والأخذ بالثأر ، لذلك كان للشيخ محمود ” رحمه الله ” فضل كبير في إزالة الضغائن والحزازات وبث روح المحبة والإخاء والتسامح، وأخذ يحارب فيهم العادات السيئة والتقاليد الجاهلية مستعيناً بذوي المرؤءة من أبناء قريته، واستطاع تأسيس جميعة خيرية عام 1946 بهدف إرشاد المواطنين إلى اعتناق الفضائل، والتخلي عن العلاقات الضارة والمفاسد ومن ثم مساعدة الفقراء والمحتاجين وكان من نتائج قيام الجميعة أن كثر طلاب العلم في القرية، وتضاءلت الحوادث كما قدمت خدمات جلى في مساعدة الفقراء والمحتاجين.
– آثاره :
– المعرفة الحقيقية لدار الحديث الأشرفية.
– تحقيق فيض الوهاب في موافقات عمر بن الخطاب: الشيخ بد الدين الحسيني.
– الدرر اللؤلؤية في النعوت البدرية.
– عشرات المحاضرات والدروس مسجلة على أشرطة كاسيت وهي مبذولة حالياً لطلاب العلم مجاناً.
– مكتبة ضخمة أوصى بتوزيعها ميراثاً على أولاده.
– تيسير محمد دياب : رجال من القلمون