#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– لقد أراد الإمام الحسين عليه السلام في مشروعه الإصلاحي أن ينتشل الأمة من الحضيض الذي أركست فيه إلى العز، بعد أن سكتت على الظلم ، وتسلط الظالمين .
– كما كانت دعوة الإمام الحسين عليه السلام الإصلاحية ، دعوة صريحة إلى نهج فكري ذا بعد وجداني غرس في نفوس الأمة كل مقدمات النصر على محاولات الفساد لمواجهة الإنحراف الذي حدث في الأمة.
– فكان يؤكد من خلال الشعار الذي طرحه ” مثلي لايبايع مثله “ , على عدم التقاء الحق مع الباطل أبداً , ولا يخضع له إطلاقاً وإن كان الباطل أقوى , وإن كان الباطل استعدى , وإن كان جنود الباطل أكثر.
– لقد كانت أول طريقة للاصلاح التي تضمنها شعار ” مثلي لايبايع مثله ” هي رفض قيادة الحاكم المنحرف, ولو كان متظاهراً بالإسلام وحاكماً باسمه, لأن إنحراف الحاكم هو الذي يفتح الباب على مصراعيه لدخول الفساد, وتسرّبه إلى صفوف المجتمع ، باعتبار أنّ إنحرافه سوف يحمله على استغلال موارد الأمّة لتحقيق طموحاته وتنفيذ رغباته.
– لكن مع الأسف مانجده اليوم عند بعض ذوي النفوس الضعيفة, من عباد دنيا هرون , الذين أصبحوا أعواناً وإزلاماً للحاكم الظالم , ليساعدوه بالوصول إلى مشتهياته ونوازع نفسه الشريرة الأمّارة بالسوء، البعيدة عن الإلتزام بقواعد السلوك التي تفرضها العقيدة الإسلامية على أتباعها.
– إن الإمام الحسين عليه السلام عندما أطلق شعار ” مثلي لا يبايع مثله “ لم يكن شعاراً يقتصر على لحظة زمنية عابرة, وإنما أراد أن يؤسس به لمشروع متكامل لاصلاح الأمة لكل الأجيال , من خلال رفضها للظلم والاستبداد والانحراف والفساد والتراخي والتهاون , ورسم الحدود النهائية بين الحاكم العادل والظالم ، حتى تستطيع الأمّة أن تحدّد الموقف من أيّ حاكم تنتخبه لاستلام مقدراتها ، فتعرف من تجب طاعته ممّن لا تجب.
– يجب أن لا نبايع الفاسدين وسراق المال العام ، فلا نؤسس ونبني بأيدينا ظلماً , ثم نهدم ونلعن ونشتم غيرنا .