#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– إن الإمام الصادق عليه السلام , هو أعظم شخصية في عصره , وأعلم الأمة وأفضلها على الإطلاق , وهو أولى الناس بحفظ الدين الإسلامي الصحيح , وقد أعطى من خلال منهجه الذي سار عليه دروساً للأمة في الاصلاح , والقيادة, والإيثار, والاستقلال , والكرامة, وعلمها كيف يكون المصلح الذي تقتدي به الامة, وكيف يستقل بمؤهلاته النفسية, ويفرض نفسه على المجتمع بقيمه الروحية, لا بإلتزام القوة، تلك الشخصية التي لو تأملنا بها لوجدناها تفيض روعة, فهي محور حركة علم, ودين, وفقه .
– وحكومتنا اليوم وهي تسير على شفا حفرة من النار , بإتخاذها الطريق الغير معبد , والذي ستنزلق منه إلى الهاوية, إذا لم تستعيد حساباتها , لزاما عليها أن تاخذ من تجارب الماضيين في الدروس والعبر , وأمامنا الصادق عليه السلام الذي نعيش ذكرى ولادته اليوم خير من رسم لكل الأجيال خارطة الطريق الأخلاقية, والسياسية, والتجارية, والعلمية, والاقتصادية .
– لقد إمتاز العصر الذي عاشه الإمام الصادق عليه السلام , بظهور التيارات الفكرية الجارفة, والهزات الإلحادية القوية, فكان للإمام الصادق عليه السلام الدور الأكبر في مقارعة تلك التيارات .
– حيث اعتمد أسلوب تقويم الدولة وتصحيح مسارها, ومهمّة تصحيح الأفكار من خلال السجالات والمناقشات والمناظرات بينه وبين المذاهب والأفكار الأخرى, وسعى لتحقيق مهمتين أساسيتين هما : ” المهمة الفكرية .. والمهمة السياسية “ لانهما كانتا تشكلان خطراً كبيراً على نظام الحكم .
– كما حارب الإمام الصادق عليه السلام الفتن الطائفية من خلال بناء علاقات طيبة مع أئمة المذاهب قائمة على المحبة والمودة والإحترام المتبادل .
– كذلك أعطى لنا الإمام الصادق عليه السلام درساً مهما , في كيفية التعامل مع حكام الاستكبار العالمي وحواضنهم, وكيفية مواجهتهم، واعتبر أي تواصل مع هذه الأنظمة المستبدة هو إشتراكاً معهم في الظلم والاستبداد والدكتاتورية .
– واليوم : ونحن نعيش ذكرى ميلاد الإمام الصادق عليه السلام , هذه الشخصية الإصلاحية التي رسمت لنا خارطة العمل السياسي, والاجتماعي, يجب على الأمة وحكامها أن تأخذ منها العبر والدروس , لا على سبيل القراءة , بل على سبيل التطبيق , خصوصاً ونحن اليوم على أبواب انتخابات برلمانية في أعقد ظرف يمر به بلدنا اليوم .
– حيث يعيش الصراعات الإقليمية , والصراعات الداخلية, والتنافس الكبير لاستلام السلطة , عندها ستقف الأمة بين الجنة والنار, وبين الذلة والسلة , ستقف إما رافعة رأسها وهي تختار الأصلح , والأكفا, والأنزه في الانتخابات القادمة , أو خافضة راسها عندما تعطي صوتها مرة أخرى لمن استعبدها وسرق إرادتها, ولم يصن كرامتها.
– وعلى كل حال .. لا سبيل للتخلص من هذه الأزمة, إلا في نزع حب الذات وحب الأنا, والرجوع إلى دستور الإمام الصادق عليه السلام الذي يعتبر النبراس , والدليل والضوء المشع لاستعادة الأمة الإسلامية هويتها الحقيقية, وإعادة ترميم شخصيتها من جديد استعداداً لدولة العدل الإلهي .