في رحاب مدرسة الرسول الأعظم وأسبوع الوحدة الإسلامية ومولد النبي محمد (ص) ندوة فكرية بمشاركة ممثل القائد المفدى الإمام الخامنئي والسفير الإيراني في سورية وكوكبة من الباحثين والمفكرين ومفتي حلب

#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية_زهير البغدادي_تصوير يوسف علي اللحام

 

 

– ولد الهدى فالكائنات ضياء .. وهل في الكون يوم كعظمة هذا اليوم .. يوم مولد الهادي المختار عليه الصلاة و السلام .. هذا اليوم الذي غيّر وجه البشرية للأبد فهداها من الضلال إلى الرشد و من الغواية إلى الهداية .. و السيرة العطرة للنبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم تناولها الأقدمون و المحدثون .. من فلاسفة وعلماء دين واجتماع و سياسة ، كل منهم يغرف من معين لا ينضب .. معين ثر إلى يوم القيامة .

– وبمناسبة الذكرى العطرة لمولد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ، وحفيده الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، و في أجواء أسبوع الوحدة الإسلامية ، أقام مكتب الإمام الخامنئي دام ظله الوارف في سورية ، ندوة فكرية ناقش فيها كتاب سماحة الإمام الخامنئي دام ظله ، تحت عنوان ” في مدرسة الرسول الأعظم  “ . بمشاركة كريمة وحضور مبارك لممثل السيد القائد المفدى الإمام الخامنئي دام ظله في سورية سماحة حجة الإسلام و المسلمين الشيخ حميد صفار الهرندي ، و سعادة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في سورية الدكتور جواد تركآبادي حفظه الله ، وسماحة الشيخ أكرم دياب ، عضو المجلس المركزي في حزب الله المقاومة الإسلامية ، وسماحة الشيخ الدكتور حيدر نور الدين الباحث والمحقق الإسلامي ، وسعادة الدكتور محمد البحيصي ، رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية ، وكلمة مسجلة لمفتي محافظة حلب ، فضيلة الشيخ الدكتور محمود عكام الباحث والمفكر ، كما وحضر الندوة سماحة آية الله العلامة السيد محمد علي المسكي رئيس المجلس الإسلامي الجعفري الأعلى في سورية ، وعدد من الشخصيات الفكرية والثقافية والاجتماعية وشيوخ العشائر والعلماء ومدراء الحوزات الدينية والمؤسسات وحضور غفير ، حيث افتتحت الندوة بآيات عطرة من الذكر الحكيم بصوت القارئ جمال طحان .

– بدوره أكد مقدم الندوة الشيخ محمد حجازي بأن مكتب الثورة الإسلامية قام بنشر مؤلفات وآثار الإمام الخامنئي ومنها : كتاب ( إن مع الصبر نصرا ) و نظرية المقاومة في أصالتها ، وكيف نشأت ، وكيف تكون الأمة بحاجة إلى مثل هذه المقاومة ، وكذلك كتاب الحسين مسيرة متواصلة ، وهي عن السيرة العطرة لشهيد كربلاء وغيرها الكثير من الكتب ، و رأى أنها من القيمة العالية بمكان ، مرحباً بالحضور .

– بعد ذلك ألقى سماحة حجة الإسلام و المسلمين الشيخ حميد صفار الهرندي ممثل السيد القائد المفدى الإمام الخامنئي دام ظله ، كلمة أكد فيها أن الإمام الخامنئي دام ظله ، كان يدرس التاريخ من خلال الحياة الطيبة للنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ، والروايات والكتب التاريخية والقرآن العظيم ، حيث أن دروس السيرة خالدة للأمة في جميع الأزمنة وهو تليد غض ، ونحن نشعر بأنه موّجه إلينا في هذا العصر .

– ووصف سماحته بأن الكتاب هو مجموعة من الدروس للحياة وللسعادة الدائمة ، وأشار سماحته إلى أن الخطباء على منبر الخطابة يروون بعض الأحاديث المزورة المدسوسة من بني أمية على الإمام المجتبى عليه السلام مثاله الحديث المدسوس لبني الحسن رجل مطلاق ، لذلك جاء كتاب سماحة آية الله السيد علي الخامنئي دام ظله الوارف ، ليصحح النهج القويم ألا و هو سيرة القرآن العظيم .

– كما ألقى سعادة الدكتور جواد تركآبادي حفظه الله سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في سورية ، كلمة في الملتقى أكد فيها على خصال الإمام الخامنئي دام ظله ، منذ شبابه و دراسته ، حيث كان يتابع كل القضايا والرؤيا السياسية والعقدية من منظور إيماني ، حيث أبعده رجال الشاه إلى القرى النائية عقاباً ، فكان البركة و الخير و وطد علاقات إيمانية و مشاعرحب ما تزال إلا الآن رغم أنها من القرى السنية .

– وأضاف سعادة السفير بأن الإمام الخامنئي ، وطد نفسه على أن يفحص كل شيء ، و يقرأ و يتدبر ، و كان يوصي بأن يتدبروا القرآن و الحديث ، معتمداً على الفكر الناصح وعدم التأثر بالحوادث ، فمن ذلك اهتمامه بموضوع وحدة الأمة الإسلامية وموضوع القضية الفلسطينية الهم الأكبر لسماحته .

– حيث يرى سماحته بأن الذود عن الحقيقة والمقدسات وجه واحد ، لذلك رأى سماحة الإمام بأن الهجمات الفرنسية الأخيرة بأن المستهدف هو الدين ، لأنه يستهدف الرمز .

– و أشار سعادة السفير إلى مطالب سماحته بأن تتحد الأمة الإسلامية لتصون مقدساتها وتستطيع تحرير أقصاها و هذا ظهر جليا في كتاب في مدرسة الرسول الأعظم واضحاً جلياً ربط فيه سماحته القول بالعمل بالتدبر ليعود الخير لجميع الأمة الإسلامية .

– أما فضيلة الشيخ الدكتور محمود عكام مفتي ، فقد أرسل كلمة صوتية للملتقى جاء فيها : وجدت الكتاب ( في مدرسة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ) يفيد من يريد نفعا للإنسانية و من يريد عطاء طيبا لمن حوله لأنه يصب في مصب تدعيم الإنسانية و تقوية الإيمان و تنمية المدارك .

– و رأى أن سماحة الإمام الخامنئي دخل المدرسة المحمدية فجال فيها وأخذ من معالم حضارتها وملاحم فقهها و عظمة دساتيرها ليعود وينثر ما نهله بوعي منقطع النظير لأن الذي نهل من هذه المدرسة تلميذ نجيب فيها و هو حفيد صاحب هذه المدرسة العظمى صلى الله عليه وآله وسلم .

– و أضاف عكام ، بأن ما أعجبني في الكتاب ، أن الإسلام جاء لتحرير الإنسان من الإذلال للطغاة والأصنام و المال و القوى التكفيرية لذلك قدم انموذجاً رائعا و درساً عظيماً للإنسانية جمعاء ، و دعا الدكتور عكام في ختام كلمته لقراءة الكتاب قراءة وعي و إنسانية ، لأن الكتاب فاق كل الدراسات شمولية و واقعية .

– بدوره أكد الشيخ أكرم دياب عضو المجلس المركزي في حزب الله لبنان ، أن الإمام الخامنئي هو كالشمس الساطعة من خلال معرفته كقائد و مرشد و ولي أمر المسلمين غير أنه اعتبر بأن جزءاً من حياة سماحته مغيب ألا و هو البعد النوراني بعد الإنسان المفكر الذي يفتح لنا طريق الوصول للخير .

– إن عظمة الإمام تكمن في أنه لم يأخذ من القرآن والروايات والأحاديث الناحية النظرية بل هو ممن ذهبوا ليحولوا القرآن إلى واقع علمي و فكر علمي فحين أراد ان يعبر عن الاستعمار استخدم الاستكبار و هو نص قرآني ، وكذلك الشيطان الأكبر عن أمريكا ، و كذلك المستضعفين عن الفقراء الضعفاء .

– و أضاف : العبرة ليست في الفكرة و إنما في السلوك ، بضرورة التأسي ، وهذا ما ظهر واضحاً في جنبات الكتاب و كأنه صورة صادقة عن الإمام في فكره ومدرسته وعقيدته .

– أما سماحة الشيخ الدكتور حيد نور الدين الباحث والمحقق الإسلامي ، فقد رأى أن الكتاب مدرسة كاملة استطاع بكلمات متفرقة أن يعكس جوانب عظيمة من شخصية الرسول الأعظم و حركته الرسالية و قد تعرّض الكتاب أيضاً إلى مسؤولية العلماء والنخب والمفكرين في إصلاح المجتمعات الإسلامية و تعرض للحديث عن الإرهاصات التي رافقت الولادة العظمى و تبشير الأنبياء لتكون الرسالة البلاغ لكل العالمين .

– و رأى الشيخ حيدر ، أن العمل التبليغي أم يختتم و لم ينته بل هو مهمة المثقفين والمصلحين إضافة للأئمة المعصومين .

– أما الدكتور محمد البحيصي رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية ، فقد رأى بأن أي مدرسة نحكم عليها نجاحاً و فشلاً و هبوطاً و رفعةً من خلال أبنائها المتخرجين ، ونحن أمام المدرسة الإلهية و خريجوها الرسل و المدرسة المحمدية و الأئمة و المصلحون .

– و اعتبر الدكتور البحيصي الإمام الخامنئي حامل الراية بعد الإمام المؤسس الخميني فكلاهما تخرج من مدرسة محمد صلى الله عليه وآله وسلم التي خرجت الأئمة والصحابة الذين ملؤوا الأرض نوراً و عدلاً وقسطاً و استطاعوا أن يهدموا الأصنام والطغاة و العتاة .

– و أضاف البحيصي بأن موضوعات الكتاب التي تزيد عن ١٥٠ عنوان نجد ٣٠ عنوان يتحدث فيها الإمام عن وحدة الأمة أي خمس الكتاب يتحدث عن قضية جوهرية و ليس ذلك لأنه أعطاه موقعه الحقيقي وهي النقطة التي غفل عنها الكثير من الدعاة و العلماء .

– و أضاف البحيصي بأن الخامنئي يعتمد على القرآن و كل التشخيصات يتكئ فيها على القرآن ، لذلك هو قرآني بامتياز و أكد البحيصي بأن الإمام ينطلق من تقسيمات القرآن للبشر بين ، شقي و سعيد ، لا على أسس عرقية أو مناطقية ليؤكد بأنه لا مجال لسعادة البشرية التي تتخبط في الظلمات إلا بمخرج واحد ألا و هو مصدر السعادة الحقيقي و الوصفة الإلهية و هي الوحدة و بدونها لن نتحرر و لن نستقل و لن نعود لنمسك زمام البشرية و نقودها للحضارة  .

– بعد ذلك أزيح الستار عن الكتاب العظيم الرائع الذي يعد بحق مدرسة شاملة تحت عنوان في مدرسة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم .
و على هامش الندوة قد صرح سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ الشيخ خديار ناصري لوكالة إيران اليوم الإخبارية بأن الأمة بأمس الحاجة لتأصيل المفاهيم الإسلامية ، وهي بحاجة إلى من يتمكن من الإضاءة على هذه المفاهيم .

– و رأى الشيخ الناصري ، أن الندوة الفكرية حول الكتاب إنما تعكس سيرة النبي الحية في حياة الإمام الخامنئي و حياة أمته ، و بارك الشيخ الناصري خطوة المكتب لإقامة مثل هذه الندوات والفائدة التي تعم من خلال تسليط الضوء على أبعاد الكتاب والقيم التي تحمله .