#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– تغص سجون الاحتلال الصهيوني بآلاف الأسرى الفلسطينيين ، بينهم مئات الأطفال ، موزعين على عشرات السجون، وتمعن سلطات الاحتلال فيهم شتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي ، من دون أي محاسبة قانونية يمليها القانون الدولي ، وغالباً ما يلجأ الأسرى الفلسطينيون لمقاومة ، هذا البطش والإجرام الصهيوني بحقهم عبر الإضراب عن الطعام الذي بات جزءاً من ثقافة المقاومة لديهم ، فيفضلون الموت على الأساليب المهينة التي يتعرضون لها، كالضرب المبرح والحرمان من النوم ، والعزل الإنفرادي ، وحرمان أسرهم من زياراتهم، لتكون مثل هذه الإضرابات بمثابة صرخة في وجه المحتل الصهيوني وجلادي سجونه ، وبمثابة مطالبة واضحة لإنهاء مأساة التعسف والتنكيل بحقهم ، ولفت أنظار العالم إلى معاناتهم .
– وهكذا هو الأسير المضرب عن الطعام ماهر الأخرس الذي أكثر ما ينطبق عليه أنه أمام إمتحان البقاء على قيد الحياة في مواجهة التعسف الصهيوني المجرم ، فالكرامة تحتاج دائماً إلى عقل يملك خيار التاريخ ولا تقبل بأنصاف الحلول.
– إنهم الأسرى الفلسطينيون الذين يكتبون شهادة واقع وميدان خارج كل الكلام والشعارات المزيفة.
– فمأساة الأسرى تنضح بحكايات الأسى وطعم المرارة أمام صمت الأمم المتحدة الغارقة في غيبوبتها واسترسال مجلس الأمن في محاكاة الهيمنة ودعم الاحتلال الإسرائيلي المتغطرس.
– ظلام هذه الأيام والسنين حالك ويزداد سواداً بمستوى الإنحطاط والإندثار الذي حل بقضيتنا وشعبنا.
– وما أحوجنا اليوم لبصيص أمل يستعيد روح الوحدة الوطنية النضالية ، ويستنهض الهمم للمقاومة خارج السجون وليس بداخلها فحسب .
– إن أعداد الأسرى والمعتقلين هي التعبير الملموس عن أن قضيتنا الفلسطينية هي قضية وطنية تحررية بحقوق تاريخية وقانونية وسياسية وثقافية واجتماعية وأخلاقية وليست قضية تجمعات سكانية يجري البحث عن طريقة لاستيعابها عبر تبادل الاراضي أو الاوطان البديلة.
– ولذا ينظر الحزب السوري القومي الاجتماعي إلى قضية الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال على أنها تعبير حقيقي عن قوة شعبنا وقدرته على تحطيم الصلف الصهيوني وكشف صورته العنصرية المجرمة ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته القانونية والإنسانية .
– ولهذا ما انفك من الدعوة من كل الفصائل الفلسطينية على إنهاء الانقسام على قاعدة مقاومة العدو بكل الوسائل حتى تحرر كامل الأراضي المحتلة وإعلان موقف واضح وصريح دعماً لحقوق الأسرى وملاحقة ومعاقبة هذا العدو الغاشم على جرائمه ضد شعبنا الفلسطيني عموماً والأسرى خصوصا.
– قضية الأسرى الفلسطينيين هي قضية سياسية وطنية بإمتياز ويجب إخراجها من الإطار القانوني (لإسرائيل) التي تتعاطى معهم بشكل منفرد على انها قضايا إجرامية .
– إن قضية الأسرى تعبر عن جوهر النضال الوطني التحرري للشعب الفلسطيني ، وأن السلطة الفلسطينية لا يمكنها أن تستمر في التغاضي عن مطلب تحريرهم بلا شروط مسبقة وان عدم إلتزام إسرائيل باتفاقية اوسلو وملحقاتها التي تنص على إنهاء الصراع وألغت كل مبرراته وأنجزت الاعتراف المتبادل بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل.
– إن معاناة الأسرى الفلسطينيين والعرب بالسجون يرافقها صمت رهيب يطبق على دوائر صناعة واتخاذ القرار العربي والعالمي, بهذا الإطار فالأسرى الفلسطينيون والذي غفل كل العالم وأكذوبة الانسانية والمجتمع الدولي عن معاناتهم، وكأن هؤلاء الأسرى أصبحوا بنظر أكذوبة ما يسمى بالمجتمع الدولي هم أرقام عابره ليس لها أي معنى بل قد يكونوا قد أصبحوا بنظر هذا العالم عبارة عن أرقام وضحايا لإجرام وحروب هذا العالم ، والواضح أنهم بالفعل قد أصبحوا هكذا والدليل أن لا أحد يكترث لأمرهؤلاء الأسرى.
– المؤلم أكثر هنا ، إن المنظمات الإنسانية العالمية والتي أتضح بعد عدة تجارب معها أنها هي الأخرى جزء لا يتجزأ من أكذوبة ومنظومة هلامية تسمى بمنظمات الدفاع عن حقوق الإنسان ، وهنا فمن المحتمل أن يكون الإنسان الفلسطيني لا يدخل ضمن حساب ومعادلات الإنسانية بنظر هذه المنظمات والذي يؤكد هذا الطرح أن قضية الأسرى الفلسطينيين والعرب بالسجون هي من أخر إهتمامات هذه المنظمات .
– فهذه المنظمات وأذرعها الإعلامية أن تحدثت عن قضية الأسرى الفلسطينيين تحدثت بحياء وضمن حيز زماني ومكاني مغلق بكل المقاييس ، فاليوم لا يمكن انكار أن معظم المنظمات العالمية المختصة بحقوق الإنسان كانت سبباً بما يجري للأسرى فهذه المنظمات العالمية وللأسف اصبحت جزء من منظومة دولية تتقن فن صناعة الاكاذيب التاريخية التي يصدقها المغفلون ويتأثر بها العاطفيون ويجني ثمارها سماسرة الحروب.
– فبعد كل هذا لا ندري الى متى ستستمر معاناة الأسرى الفلسطينيين بظل حروب الانسانية المصطنعة على هؤلاء الأسرى فهؤلاء اصبحوا ضحية لكل المفاهيم والشعارات الكاذبة والمضللة ، فمأساة هؤلاء الأسرى هي من اسقطت كل أقنعة الإنسانية الكاذبة وعرت كل مفاهيم ومصطلحات من يتحدثون عن أكذوبة المجتمع الدولي الواحد ، فأجرام العالم بحق هؤلاء الأسرى يستحق أن يكون هو العلامة الفارقة التي ستسقط كل الشعارات المظللة من مفاهيم الانسانية الى مفاهيم المجتمع الدولي الى مفاهيم مصداقية الإعلام .
– فالعالم كل العالم بحكوماته ومنظماته الدولية والمحلية كان سبباً بما يجري من تعذيب ممنهج يمارس بحق هؤلاء الأسرى.
– لا شك أن قضية الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني الكولونيالي لا تطلب من الحكومات العربية ولا المجتمع الدولي ولن تخاطب شعوب العالم بلغة الإنسانية لأن هذه المفاهيم الكاذبة قد سقطت منذ زمن.
– لهذا فعلى كل وطني وشريف و كل حر بهذا العالم إلى أن يكون بخندق وصف هؤلاء الأسرى هؤلاء الأحرار الشرفاء الغيورين على اوطانهم والذين كان ذنبهم الوحيد انهم دافعوا بشراسة عن فلسطين فأصبحوا للأسف عبارة عن أرقام يتحدث بها البعض هنا وهناك ، ومن هنا فواجب الدفاع عن هؤلاء الاحرار هو واجب مقدس ، وواجب التذكير بمعاناتهم والحديث عن مأساة واقعهم المعاش في السجون الاسرائيلية هو فرض وواجب على كل شخص وطنب غيور بغض النظر عن انتمائه الديني او العرقي.