معركة الوجود القومي ” صراع على الهوية و حق ومصير ” .. بقلم : عائدة عم علي ” الكاتبة والإعلامية الفللسطينية “

#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية

 

 

 

– معركة الوجود القومي مع كيان الاحتلال الصهيوني الغاصب حتمية لا محالة لإنهاء الاستعمار الكولونيالي الذي بات وشيكا .

– فعندما نتحدث عن فلسطين يجب أن نعي تماما أن الجنوب السوري هو جزء من الذات السورية فلا فلسطين يمكن ان تتحرر من دون الشام ولا شام المقاومة قادرة من ادارة ظهرها لفلسطين وترفع شعار سوريا اولاً لأنها عندئذ تفقد معناها ودورها وذاتها. على عكس دول الأعراب التي ما انفكت من اظهار فضائحها من فك ارتباطها بالقضايا القومية المشتركة ولا سيما المسألة المركزية فلسطين بعد أن سقطت عن عوراتها كل أوراق التوت.

– أسلحتنا في مواجهة أعدائنا لم تكن اسلحة دمار شامل بل أشد مضاء الى ما ينهي الوجود الصهيوني عن ارضنا وغني عن القول إننا لسنا في حاجة إلى مثل هذه الأسلحة في معركتنا الوجودية الحتمية القادمة معه .

 

– أسلحتنا الأشد مضاء والأعظم قوة هي ايماننا بحلف المقاومة بجميع مقوماته ولم لا وهو المؤمن بحتمية استعادة الشعب الفلسطيني لأرضه التي اغتصبت من عصابات الإجرام الصهيوني التي لم تكتف بذلك بل سرقت كل حقوقه حتى في الحياة نفسها في انتهاك صارخ على مرأى ومسمع المجتمع الدولي وكل من تشدق بالإنسانية وحقوق الانسان.

– كيان الاحتلال ما انفك من ارتكاب المجازر والقتل والأسر والتعذيب على مدى سبعة عقود لاشك أنها مسألة إيمانية متجذرة في نفوس أفراد جميع أطراف حلف المقاومة من الشام وفلسطين وإيران والمقاومة اللبنانية التي تأخذ على عاتقها عقيدة الالتزام بالنضال بلا هوادة وصولاً إلى التحرير الكامل الشامل.

– الصراع اليوم على سوريا وفي سوريا هو صراع بسبب فلسطين أولاً. انه صراع من اجل ضمان امن اسرائيل و استكمال سلب كامل ارض فلسطين ما يستلزم إضعاف سوريا وإلهاءها بمشاكلها الداخلية حتى تتمكن الدولة اليهودية من فرض مشروعها وتوسيعه تدريجياً بالتهويد والاستيطان حيناً والتوسع عندما تتاح الظروف والامكانيات .

– بهذا المعنى الصراع في المنطقة هو صراع على وجودنا كهوية وحق ومصير وهو ليس مجرد صراع على حدود الدولة اليهودية التي ترسمها موازين القوى والتسويات السياسية المرحلية.

– إنه صراع وجود ومصير بين مشروعين وفق ” الكاتب المخضرم سركيس ابو زيد ” فإما أن تكون إسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات وإما أن تكون سوريا الكبرى أو الطبيعية أو الهلال الخصيب أو سوراقيا أو المشرق العربي أو الجبهة الشرقية وهي اسماء متعددة لمكان واحد ممتد من الخليج الى المتوسط ومن جبال طوروس الى السويس وتحقيقه مرهون بقوة الأمة وحيويتها وقدرتها على التغلب على انقساماتها الذاتية.

– بهذا المعنى الحروب التي خاضتها الشام لم تكن حروباً للدفاع عن فلسطين بل عن ذاتها ووجودها. كما أن الحروب التي خيضت ضدها وتخاض اليوم عليها ليس المقصود منها اخضاع سوريا وتقسيمها او احتواءها لذاتها بل نصرة للمشروع الصهيوني الاستعماري الذي يستهدف حماية أمن إسرائيل ومصالح الرأسمالية الغربية خاصة الولايات المتحدة الاميركية ومنع سورية من تحقيق ذاتها عبر تعطيل نهضتها واستنزافها بفوضى وحروب أهلية وفتن وإغراقها في فراغ القوة. وهي المخططات الصهيونية (اليهودية – الغربية – الأعرابية) التي شهدناها في العراق وفلسطين ولبنان ونشهدها اليوم في سوريا .

– يؤمن حلف المقاومة بأنه ما من أحد غيره سوف يقوم بهذه المهمة المتجذرة قداستها في أعماقه إذ إن فلسطين في ضميره ووجدانه هي أولى القبلتين، وثالث الحرمين، هي لديه مسألة عقيدة ومبدأ وإيمان إضافة إلى كونها قضية عدل وحق ومسألة وجود .

– لهذا سيجد العدو نفسه في حصار مميت أشد هولاً من حصاره لقطاع بفضل محور المقاومة العازم على حسم المعركة النهائية التي لابد أنها آتية وآتية عما قريب .

– في كل ألم يصيب عمق ذاكرتنا نكون قد عدنا إلى الكبار في بلادنا، فكيف نتحدث بأسلوب يليق بأبجديتهم ولا تتجدّد دماؤنا..؟ والاستثناء هنا هو ما استشرفه انطون سعاده منذ منتصف عشرينيات القرن المنصرم عندما قال «إننا نواجه الآن أعظم الحالات خطراً على وطننا ومجموعنا ، فنحن أمام الطامعين والمعتدين في موقف تترتّب عليه إحدى نتيجتين أساسيتين هما الحياة والموت ، وأي نتيجة حصلت كنا نحن المسؤولين عن تبعتها».

– وهو بذلك يشير إلى الخطر الصهيوني : الداهم والقول «لا يعضد الحركة الصهيونية في العالم الخارجي إلا وعدُ بلفور بجعل فلسطين وطنًا قوميًا لليهود».!!!