فارس العربية والإسلام في الجزائر .. الشيخ الوزير عبدالرحمن شيبان رحمة الله

#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية

 

 

– عرفته عن قرب استمع لمحاضراته وندواته الخاصة والعامة وادهشني ببيانه العربي الجميل وحرصه على أن يمثل رجل الدولة من الطراز الملتزم وكان الشيخ أنيقاً مهذباً بحراً في الثقافة والعلوم ، وهو المدرس بالمعهد الباديسي .

– وكان لأبد من زيارتيه في بيته واستقبلني بكرمه العظيم برفقة صديقي الدكتور سليم بن خدة .

– حيث أفاض علينا من كرم سجيته شارحاً لنا تاريخاً لا حباً بالتحديات والمقاومة وأبديت له اهتماماً خاصاً بجمعية العلماء ورجالها ومشروعها ، وأني سعيت للقائه لاستوضح منه بعض النقاط في تاريخ الجمعية فسألني :

– وماذا تعرف عن الجمعية وعن ابن باديس فأجبته بجمل مختصرة حيث لا يليق التفصيل في حضرة صاحب الأمر فترقرت عيناه بالبكاء البهيج .. وقال لي يا أخي أنا سوف أتي إليك لا تعرف على جمعية العلماء .. كان أدباً عظيماً منه وتحميلاً للمسئولية نحو ابن باديس .

– وقت طويل منحنا إياه بكرمه يجوب بنا شعاب التاريخ المعاصر للجزائر وموقف الجمعية من فلسطين والثورة وحدثنا كيف التحق كوادر الجمعية بالجبهة فرادى وعززوا هويتها العربية الإسلامية .

– كما وحدثنا كيف أصبح عضواً في لجنة الإعلام للجبهة ، ومشارك في تحرير جريدة ( المقاومة الجزائرية ) ، لسان حال جبهة وجيش التحرير الوطني ، وفيها كتب عدة مقالات هامة تحت ركن “ صفحات خالدة من الإسلام ” يسقط فيها الماضي على الحاضر ، ومن بين هذه المقالات : بين بدر 624 وفاتح نوفمبر 1954 .

– أسماء بنت أبي بكر الصديق أول مجاهدة عربية .

– سيف الله خالد بن الوليد .

– طارق بن زياد .

– كفاح الجزائر بين الماضي والحاضر .

– البطل الخالد الإمام ابن باديس .

– أين يوجد الشيخ العربي التبسي .

– الشاعرة الفارسة خولة بنت الأزور .

– كما وحدثنا عن تجربته في تونس في العمل الإعلامي للجبهة .

– وبعد الاستقلال جمع نخبة من أعضاء جمعية العلماء ومعلميها ، لإحباط دعوة تجعل “اللائكية” أساساً للدستور الجزائري المقبل ، نشرته الصحافة الجزائرية الناطقة بالفرنسية في 9 أوت 1962، فكان الرد الحاسم بتوجيه نداء إلى الشعب الجزائري للتمسك بدينه وهويته العربية الإسلامية ، نُشر في الصحافة الجزائرية الناطقة بالفرنسية في 22 أوت 1962، ونشرته صحيفة بريطانية في أواخر أوت 1962 .

– لقد كان حرصه على العربية والإسلام أبرز مافي شخصيته فحكى لنا عن احدى جولاته في الدفاع عن العربية فلقد شارك في ندوات في التربية والتعليم بـ (اليونسكو) ، وكان ضمن الوفد الذي ترأسه الدكتور أحمد طالب إبراهيمي ” وزير التربية الوطنية “ سنة 1966.

– ومن المواضيع الأساسية التي كانت مطروحة في تلك الدورة اعتماد لغة رسمية خامسة تضاف إلى اللغات العالمية الأخرى ( الانجليزية ، الفرنسية ، الإسبانية ، الروسية ) وكانت اللغات المرشحة لنيل هذا الشرف العالمي كثيرة منها : ” العربية ، والصينية ، والهندية ، والفارسية “ .

– ولكن كانت إيران هي أكبر المرشحين حظاً لترسيم لغتها الفارسية كلغة عالمية ، فسعى الشيخ عبد الرحمن شيبان إلى الاتصال بالوفد الإيراني لإقناعهم بسحب ترشيحهم ، وكان من بين ما قاله لهم :

– “ إن اللغة العربية هي لغة عقيدة وحضارة ، قبل أن تكون لغة قومية ، والدليل على ذلك أن المساهمة في بناء مجد الحضارة العربية الإسلامية كانت لشخصيات من أصول فارسية ، نبغوا في مختلف ميادين الثقافة العربية ،

– وإن الوفاء أولئك العباقرة والتمجيد الحقيقي لهم ، إنما يكون بالدفاع عن اللغة التي كتبوا بها ، وخلدوا ذكرهم ببناء صرح حضارتها ، وترقية ثقافتها .. فاقتنع الوفد الإيراني وسحبوا ترشيحهم لصالح اللغة العربية ” .

– رحم الله الشيخ الوزيرعبدالرحمن شيبان .. لقد استمر تواصلي معه بعد لقائنا يسال عن اخبار فلسطين وانال منه روحا للتفاؤل والأمل .. رحم الله فارس العربية والاسلام في الجزائر وتحية لأهله الكرام وللدكتور سعيد شيبان شقيقه العلامة الكبير .. تحية لشعب انجب الأبطال .