#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– التغير السريع والمفاجئ في السياسة الأمريكية، بعد أيام قلائل من إعلام مكثف يتحدث عن انقلاب عسكري وضربات نوعية لمواقع الحشد الشعبي وفصائل المقاومة وقادتها، رافقته مناورات أمريكية/ إماراتية، ونحو ذلك من رسائل تهديد وضغط على الجهات المذكورة، كل ذلك ونحوه يتغير فجأة إلى طلب أمريكي مقدم إلى الحكومة العراقية، لعقد اتفاقية استراتيجية ؟!
فما هي الرسائل التي من الممكن أن نصل إليها من خلال قراءة سريعة وموجزة لمعرفة الظروف والملابسات التي جعلت من الولايات المتحدة الأمريكية تلجأ إلى عقد تلك الأتفاقية، بدلاً من الحرب أو الانقلاب أو الضربات النوعية؟
يمكن أن نقسم الأسباب التي دعت أمريكا إلى طرحها للعمل بهذه الاتفاقية، إلى قسمين:
القسم الأول: التهديدات التي دعتها للتقديم على هذا الحوار.
القسم الثاني: الفرص التي ستعمل أمريكا على استثمارها بسبب الاتفاقية الستراتيجية.
الحديث في هذين القسمين سيكون مختصراً وموجزاً، وكما يلي:
القسم الأول، وهو التهديدات التي حالت في عقدها لهذه الاتفاقية الستراتيجية:
– الوضع الداخلي للولايات المتحدة مربك ويسير نحو المجهول، بسبب الوباء المنتشر فيها، والذي سيؤثر على وضعها الاقتصادي، وبالتالي إنعكاسه على كثير من الجوانب والمجالات الأخرى وأهمها الجانب العسكري.
– صمود وقوة فصائل المقاومة، الذي انعكس في ضرب ودك قواعد المحتل، حيث لم تتوقع القوات المحتلة أن يكون هنالك رد على ضرباتها، وتكتفي فصائل المقاومة بالاستنكار والتهديد وربما المظاهرات السلمية، صاحبهُ إعلان العديد من الفصائل عن قوة رادعة تمتلكها ولم تعلن عنها، ستكون سلاحاً فتاكاً في دك قواعد المحتل في قابل الأيام، رافق كل ذلك تصعيد من فصائل عدة توعدت المحتل بضربات وعمليات نوعية.
– قرب الانتخابات الأمريكية يستدعي الابتعاد عن التوتر والصراعات العسكرية.
– للولايات المتحدة خطط استراتيجية خمسية من ضمن خطط أخرى بعيدة المدى، تستدعي التغيير في سياستها مع كل فترة، مما يستدعيها للعمل بسيناريو آخر، لاسيما بعد فشل السيناريوهات الحالية لها.
– فشل الجوكر الأمريكي في سيناريو المظاهرات، وما ولده من بغض وحقد على عملائها وسياستها، الزمها تغيير سياستها المذكورة.
– بالرغم من بذلها لجهود مكثفة لم تنجح في تمرير من تريد في رئاسة الحكومة، فحتى الكاظمي لو لم ترغب الكتل الشيعية بتمريره فلن يمر.
القسم الثاني: الفرص التي ستعمل أمريكا على استثمارها بسبب الاتفاقية الستراتيجية:
– انكشف لدى الجانب الأمريكي وبوضوح تام، بعد المظاهرات الأخيرة، أنها استطاعت أن تكسب فكر العديد من أبناء الشعب من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، فعملت على الدعوة لعقد هذا الحوار لكسب وده أيضاً، لاسيما أن هناك سمة عامة تشترك بها كل شعوب العالم، ومن ضمنها الشعب العراقي، وهي الميل والاستجابة لكل من ينادي بالإصلاحات الاقتصادية ويدعو لفرض الأمن، مما سيجعل من هذا الشعب أداة المستقبل لأمريكا ضد أعدائها في العراق، بعد قليل من الجهد في هذه الاتفاقية.
– عقد اتفاقية اقتصادية مع أمريكا من ضمن اتفاقيات في مجالات أخرى، سيحقق لها الكثير من المغانم الاقتصادية والأمنية والثقافية، التي لم تستطع من تحقيقها في سياسة التهديد والضرب والقتل.
– السيطرة على الوضع السياسي والأمني والاقتصادي والثقافي في العراق بصورة أكثر مما كانوا عليه.
– التمهيد للانتخابات العراقية المقبلة، بفرض شخصيات بعيدة كل البعد عن الجهات المناوئة لها ستعمل على إبرازها في الفترة المقبلة، مما يجعلها تعمل لفرضها على إرادة الشعب بالاختيار والرغبة، يصاحبها تزوير لها بقدر ما يتمكنون.
– رأت أمريكا أن النتائج التي حققتها لها الحرب الناعمة، أفضل بكثير من النتائج التي حققتها الحروب الخشنة والصلبة.
كل هذه الأمور مجتمعة أو متفرقة، سواء في المجالات الاقتصادية أو العسكرية أو السياسية أو غير ذلك، أدت بأمريكا إلى تقديمها للحوار والاتفاقية الستراتيجية، بدلاً من سياستها المعتمدة على الحروب والانقلابات.