#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية_رئيس قسم الدراسات_نبيل فوزات نوفل
– ليس جديداً ما تشهده البشرية اليوم من حالة الذعر نتيجة وباء كورونا الذي أصابها اليوم ، فهي قد عانت من أوبئة مرات ومرات ، وفي كل مرة كانت تشهد تطورات جديدة وتغيرات ، أحياناً إيجابية وأكثرها سلبية ، فأغلبها انتهت بحروب ومجاعات وصعود قوى دولية كان الرابح فيها القوى البرجوازية والرأسمالية ، فتصعد لقيادة العالم والتسلط عليه والتحكم في مصير البشرية ،وترسم معالم دولها وقوتها بما يتناسب مع مصالحها،وهذا ما كان في المراحل السابقة .
– أما اليوم ومع ظهور وباء كورونا الذي سيرسم ملامح العالم الجديد ، فكل الدلائل تذهب لتراجع قوة الإمبريالية العالمية والليبرالية المتوحشة بما قدمته من تصرفات أثبتت جشعها وأنانيتها وتخليها عن الجانب الإنساني ، وبداية تفكك التحالفات الدولية لقوى الليبرالية المتوحشة كالاتحاد الأوروبي ، وظهور تحالفات دولية جديدة ضمن لعبة المصالح، ومن المتوقع صعود العملاق الصيني ليكون القوة الجديدة إلى جانب روسيا .
– وهناك حالات تفاؤل يبديها البعض من هذا التحول والخلاص من سطوة الإمبريالية التلمودية ، إلا أننا نرى أن البشرية ستظل تعاني من تحكم القوى الكبرى خدمة لمصالحها ، وسيبقى الاستغلال والقهر ، ما لم تتفق الدول جميعها على إعادة النظر بالمنظمات الدولية الراهنة ، وتشكيل منظمة دولية جديدة تضم كل دول العالم ويكون للدول نفس قوة الرأي فيها ،وتطبق فيها الديمقراطية العادلة .
– بحيث تتخلص من سطوة الدول الكبرى التي تملك القوة ، وتعمل المنظمة الجديدة من أجل خدمة البشرية ، وبناء الأمن والسلم الدوليين وإلغاء الحروب ، وبناء تنمية تخدم الناس على وجه المعمورة ، وتشجيع البحث العلمي في مجال الصحة للتصدي للأوبئة بعيداً عن احتكار شركات الأدوية التابعة للقوى الرأسمالية .
– وليس أمام المجتمعات البشرية إلا ترسيخ القيم الأخلاقية في مجتمعاتها ، والتوجه للقضاء على الصراعات والبغضاء ونشر قيم المحبة بين الناس ، لأنه كما أثبتت التجارب وخاصة أيام الكورونا أن القوة الوحيدة المتاحة أمام البشر هي تعاونهم وتكاتفهم ، لأن كل الأسلحة المدمرة وقفت عاجزة أمام جرثومة .
– فهل يتعض أصحاب الضمائر الميتة والأفكار المتوحشة ؟
– نعلم أن ما نطرحه هو كلام مثالي ، ويبدو صعب التطبيق في ظل الواقع الحالي ، ولكن لا بد للخيرين من البشر من المبادرة والتكاتف لبناء عالم جديد أكثر عدلاً ، وإلا فالكل سائرون إلى المصير الأسود ، والإنسان حيث يضع نفسه .