الشعب الفلسطيني العصي على الاقتلاع والتآخي مع الجذور .. بقلم : سائد عبد العال رئيس حركة فلسطين حرة

#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية

 

 

 

– لو قُدّر إجراء إحصاء لما تناقلته وسائل الإعلام  عن صفقة العار التي أسماها الاستعمار الصهيو أمريكي، ووسائل الإعلام العربية المتذبذبة، إن لم تكن العميلة، لكانت ستغطي عين الشمس .

– بل ويمكن التأكيد على أن كل ما كُتب وقيل عن التعليقات على صفقة “دونالد ترامب” بشأن القضية الفلسطينية، كانت بصورة مقصودة أو غير مقصودة ، تحاول إشاعة الفزع في صفوف الشعب الفلسطيني.

– وعلاوة على ذلك ، فإنه ، وعلى الرغم أن بنود الصفقة العار ، تسعى إلى تصفية القضية الفلسطينية ، وإخماد جذو ة المقاومة ، فإن وسائل الإعلام  تتصرف وكأنها تعرف أدق تفاصيلها ، بل وتقيم التحليلات بناءً على مجرد تكهنات.
– وبالإضافة إلى ذلك ، فهناك من يعرف من العرب ، وخاصة في مصر والسعودية والأردن ، ما يجري خلف الكواليس ومن تحت الطاولة .

– كما و تقول وسائل الإعلام تلك ، إن الصفقة تختص بتصفية القضية الفلسطينية ، وذلك عبر أمور ثلاثة، وهي: تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، وإجلاء الفلسطينيين من القدس ، وإقامة دولة فلسطينية على أرض غير فلسطينية.

– أي أن ترامب لا يهدف إلى فض قضية اللاجئين وإقفال حق العودة فحسب، وإنما يهدف لاقتلاع الشعب الفلسطيني من جذوره، وتصنيع فلسطين استعمارية جديدة بشعب منقول.

– وهكذا ، يمكن الجزم حول حقيقة  ما تخفيه  صفقة القرن، ولكننا لا شك على يقين ، لا نتوقع أبدا خيرا من الولايات المتحدة فيما يتعلق بقضية الشعب الفلسطيني ، حيث لا يختلف عاقلان ، بأن الولايات المتحدة الأمريكية ، ومن خلفها الحكومات العربية العميلة ، لا يضمرون سوى الشر والقتل والتدمير ، وإذكاء جذوة  الصراع ، على حساب الشعب الفلسطيني ، عقوبة له على صموده وكفاحه المستمر لتحرير أرضه من رجس الصهاينة ، وهو ما يجعل الولايات المتحدة الأمريكية  تعادي الشعب الفلسطيني وكل من يقف معه في نفس خندق المقاومة ، وبالتالي ، فمما لا شك فيه قيامها بتقديم كل أنواع الدعم للكيان الصهيوني الإرهابي، وقد أكدت العقود السابقة ، بل ومنذ نهاية القرن التاسع عشر،  عداء أميركا لهذه الأمة الفلسطينية الصامدة ، وبكامل أطيافها .

– وبالإضافة إلى نهب ثرواتها والإصرار على تجزئتها، والعمل الدؤوب على إبقائها ضعيفة ومطية للآخرين ، وخاصة الصهاينة، ومنع البحث عن وسائل وأساليب لتوحيد الأمة الفلسطينية ، وإشعال الحروب البينية واستنزاف الطاقات.

– وبالتالي ، لا يمكن وضع الثقة بأميركا ومن والاها على الإطلاق ، كما وليس متوقعاً أن ينجم عن سياساتها خير لشعب  فلسطين الصامدة على وجه الخصوص ، ولهذا ، يتضح دور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وسياساته.

– وقد ذكرت العديد من وسائل الإعلام الدولية ، بأن الصفقة المشؤومة إن تحققت ، فسوف  تختص بتصفية القضية الفلسطينية وذلك عبر أمور ثلاثة، وهي :

– تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين .

– إجلاء الفلسطينيين من القدس .

– إقامة دولة فلسطينية على أرض غير فلسطينية .

– وهو ما يعني أن ترامب لا يهدف إلى فض قضية اللاجئين ، وإقفال حق العودة فحسب، وإنما يهدف لاقتلاع الشعب الفلسطيني من جذوره، وتصنيع فلسطين استعمارية جديدة بشعب منقول” .

– أما على الصعيد العربي ، فهناك قادة عرب يعلمون الكثير عن تفاصيل تلك الصفقة، بل ويقدمون الدعم السخي من أجل إنجاحها ، وتحقيقها ، ولكنهم جميعا لم يتحدثوا بصراحة ووضوح عما ترمي إليه تلك الصفقة ، وهي مشكلة متأصلة في السلوك القيادي العربي، حيث إن الحقائق تبقى طي الكتمان إلى أن يتناولها الإعلام الأجنبي.

– بيد أنه ، ومهما كان الدعم ، وحياكة المؤامرات ، والتي مرت علينا منذ عقود ، ولا زالت ، فإن الشعب الفلسطيني قال كلمته التي لا جدال فيها ، وهي عزمه على إسقاطها مهما بلغ الثمن ، ولأنها منذ الأساس ، ولدت ميتة كسابقاتها من المؤامرات .

– وعلاوة على ذلك ، ومهما احلولكت الليالي وادلهمّ الخطب وقست الحياة ؛ فإن جذور شعب فلسطين ستبقى راسخة في الأرض ورؤوسهم شاهقة في السماء ، ولن يطاولهم أبناء صهيون مهما بلغوا من القوة والصلف والاعتداء.

– وفي المقابل ، فإن أولئك الصهاينة بلا جذور وتاريخهم كتبه حاخامات جهلة زوّروا الأحداث وصنعوا لأنفسهم أوهاما اعتبروها مقدسات .

والأدلة على ذلك كثيرة، ويأتي على رأسها التناقضات العلمية والسردية التي يوردها كتاب التوراة التي بين أيدي اليهود الآن.

– كما أنهم تطاولوا على الكتاب المقدس ، و زوروا التعاليم الدينية والأحداث التاريخية وتعاقب الحضارات لكي يثبتوا حقوقا لهم في أرض كنعان وبلاد الشام، الأرض المباركة أرض فلسطين.

وهناك من العرب فئات سياسية وأكاديمية تطوعت لخدمة التزوير فتبنّت الرواية اليهودية.

– فجذور الشعب الفلسطيني أقوى بمئات المرات من قوة أميركا العسكرية ، وكل الهجمات الشرسة المسلحة على هذا الشعب لن تقتلعه. ومهما حاول ترامب ومعه الصهاينة؛ فإنهم لا يمكن أن يتغلبوا على قوة التاريخ وصلابة الثقافة والإرادة التي لا تلين.

– ولمن يراجع التاريخ القريب ، فسوف يجد على أية حال ، بأن شعب فلسطين الأبية ، يتعرض لهجمات شرسة منذ عام 1882، ولمحاولات أحباء صهيون غزو البلاد والاستيلاء عليها بمساعدة قوى عالمية وأثرياء غربيين، وعربا ،  ولذلك ، فقد ذاق شعبنا  الفلسطيني مُرّ العذاب وقسوة الحياة وضيق العيش، ولكنه بقي ، ولا يزال ،  صامدا مكافحا يقدم كل التضحيات الممكنة ليبقى مرفوع الرأس متجذرا ثابتا في وطنه.

– كما أنه ، وإذا كان هذا الشعب الفلسطيني المقاوم ، قد أصابته عثرة وازنة ، فذلك بسبب مساومات القيادات السياسية، والعميلة ، ولكنه حتما ، سينهض من جديد ليكون سيد قضيته والحارس الأمين عليها.

– إن جذور الشعب الفلسطيني أقوى بمئات المرات من قوة أميركا العسكرية ، وكل الهجمات الشرسة المسلحة على هذا الشعب لن تقتلعه.

– ومهما حاول ترامب ومعه الصهاينة؛  فإنهم لا يمكن أن يتغلبوا على قوة التاريخ وصلابة الثقافة والإرادة التي لا تلين.

– وعلى الرغم من حماس الصهاينة ، ودعمهم اللامحدود لتحقيق تلك الصفقة المشبوهة .

– وكنتيجة لم سبق، فمن الضروري ألا يستكين الشعب الفلسطيني الأبي والمقاوم لقوة التاريخ والمنطق وقوة الحق فقط، وإنما للمرابطة، واليقظة، والبقاء في ميدان التحدي والمواجهة، وحتى التحرير .