البغاء السياسي في الحرب على سورية .. بقلم : نبيل فوزات نوفل

#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية_رئيس قسم الدراسات_نبيل فوزات نوفل

 

 

 

– ما يجري على الساحة السورية اليوم , لا يستهدف سورية دولة وحضارة وشعباً وقيادة فقط ، بل من خلالها يتم استهداف الأمة العربية ومشروعها المقاوم والحضاري لكل القوى الاستعمارية بمختلف مسمياتها ، وأدواتها ،  بألوانهم المختلفة ، إنهم يريدون أن تخلع سورية ثوب وقارها , وتنزل إلى حلبة الرقص على مسرح الخانعين, لكنهم خسئوا فسورية العروبة ابنة الحق واليقين , لا تلين ولا تركع إلا لواحد أحد عز وجل ، وهم مهما تفننوا في إقامة خلايا التكفير و “التفكير” , ومن مؤتمرات الفتنة ,التي تمولها دويلات العهر والخنوع في الخليج المقهور والمهدور , سيبقون عاجزين عن النيل من إرادة شعبنا وستبقى أحذية رجال المقاومة الأبطال , رجال الحق والحقيقة , المعطرة بتراب الوطن, تدوس وتسحق آثارهم أينما وجدوا وتحت أي برقع ظهروا ..

 

– إن التفاؤل بالنصر هو عنوان حاضرنا ومستقبلنا , ومهما اشتدت عواصفهم, فلن نضيع البوصلة ونفقد البصيرة .. وستبقى فلسطين القضية الأولى , وستبقى القدس في شراييننا وشغاف قلوبنا ، فليس منا من يفرط بأرضه , وليس منا من يسمح بأن يقتطع شبر واحد من أرضنا تحت أي سبب وأية حجة . إن الذين يتاجرون بآلام السوريين ومعاناتهم ، متناسين آهات الأمهات ، وعذابات الأطفال ،وقهر الرجال ، لن ينساهم السوريون، وسيأتي يوم حسابهم ،وحساب السوريين عسيراً ، وعندها لن تنفع كل تعاويذ ترامب ونتنياهو ، ولا كل أموال العالم وحده الشعب السوري من له كلمة الفصل في شؤون حاضره ومستقبله ، وطبيعة نظامه السياسي ، وحقوقه المغتصبة ، لأن دماء السوريين غالية وغالية جداً ، وهي أغلى من كل سلطات العالم ،ومهما مارس الغزاة والعملاء من ضغوط وتجويع فنحن صابرون ، لأننا مؤمنون ، والصبر رأس الإيمان، مؤمنون بالله ، ومؤمنون بحقنا المغتصب وبالتالي على كل الذين يبدون حرصهم ومحبتهم على الشعب السوري ومصلحته ، أن لا يتناسوا إن السوريين لم يذهبوا لمقاتلة أحد ،والتدخل في شؤونه ،بل إن الآخرين هم من جاؤوا لقتلنا ،ونهب رواتنا ، وتدمير دولتنا، مدعومين ، وممولين من أعداء العروبة والإسلام ، الإمبريالية التلمودية ، والقوى الاستعمارية ومرتزقتهم من دويلات العار العرب ..

 

– إن الذين مارسوا الحصار على الشعب السوري هم مجرمو حرب مارسوا البغاء السياسي ، ويستحقون العقاب الدولي ،وعلى شعوب العالم شن حملة ضدهم يساهم فيها كل القوى لمحبة للعدل والخير والسلام ، وعلى العالم أن يعلم إن بقاء أي جندي أجنبي على الأرض السورية دون موافقة الحكومة السورية الشرعية هو انتقاص من الكرامة الوطنية لكل السوريين ، واحتلال أي شبر من الأرض السورية هو انتقاص من حرية كل سوري،فعلى من يحاول قيادة تسويات، ويهمه مصلحة الشعب السوري ، أن يأخذ بحسبانه أن الشعب السوري يهمه كرامته أولاً، فنحن قوم لا نفكر بكروشنا ونأكل بعقولنا ، وعلى من يفكر باستمرار تواجده على الأرض السورية ،عليه أن يعلم أنه مهما أقام من حواجز وجدران لا تستطيع أن تقف في وجه شعبنا وجيشنا ، وقوى المقاومة الحليفة عندما تحين ساعة التحرير ، والساعة آتية لا ريب فيها ، وسنبقى نحلم ، والحالمون لا يمكن ترويضهم  .. على أية حال , ومهما تفننوا وحشدوا لمؤامرتهم القذرة فإن المقاومة ستضرم النار في هشيم مؤامراتهم ودويلاتهم المتعفنة والمتخلفة ، وستطفئ عيونهم ونيران مؤامراتهم لأن من يقود المطافئ هو الشعب المؤمن بقضيته ،والواثق بحضارته وسيكون المرتزقة المتآمرون هم النادمون , الذين قال فيهم الله عز وجل في كتابه الكريم : أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين .