#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية_رئيس قسم الدراسات_نبيل فوزات نوفل
– ما يقوم به الرئيس الأمريكي ترامب يجعلنا نشبهه بـــ السنتورو .. و كما نعلم السنتورو، هو الذي يملك شخص بشري على جسم وحشٍ كاسر، والذي تعيش البشرية في ظل إدارته التلمودية الماسونية ، تحت إرهاص التوحش الشمالي والتي تمارس الإرهاب ضد الشعوب وفي مقدمتها أمتنا العربية ، وذلك بشكل متغطرس حتى مع مستوطناتها ومن صنعتهم وسلمتهم قيادة الدول في الوطن العربي ..
– إن الإدارة الأمريكية اليوم تضم مجموعة من المتوحشين والقتلة الإرهابيين ، فمثلاً مديرة المخابرات المركزية الأمريكية جينا شيري هاسبل التي عينها ترامب يوم 11 /4 /2019 كانت مشرفة على تعذيب السجناء وحرقهم والتنكيل بهم في سجن أبو غريب في العراق ..
– إن ما يجري اليوم على الساحة العربية والإسلامية هو لعبة شيطانية تتبعها إدارة ترامب بهدف تبديل أطقمة العمل، فتقوم من خلال الفوضى في الدول بإعادة تدوير الأنظمة بهدف فرملة التوثب الشعبي ، والانتفاضات الشعبية ، كي تخلق أنظمة جديدة تحمل نفس الجوهر والهدف ، وبالتالي تبقى ممسكة برسن هذه الأنظمة ، والتجربة ليست جديدة ، فهي قديمة ، وسياسة أمريكية تكاد تكون ثابتة ، وهذا ما فعلته في مصر منذ أيام السادات إلى اليوم ، فعندما تنتهي مدة الصلاحية لهذه الأنظمة تستبدل الإيمبلاج الخارجي ، وتبقي على البضاعة الفاسدة . لقد أبتت الأحداث وتاريخ المنطقة أن من أهم العوامل التي أدت لحالة الضعف والانحطاط والتخلف والتبعية للأجنبي ، وفشلهم في تحقيق التنمية والنهوض العلمي وبناء الدولة القوية القادرة على الوقوف في وجه القوى الاستعمارية ، التعاون مع الغزاة ضد أبناء وطنهم ، هي الخيانة التي مارسها الكثير من حكام المنطقة وقبولهم لعب دور السمسار على شعوبهم ، حيث عملوا على نشر ثقافة اليأس واللامبالاة وتنمية العادات البالية ، ودب الفرقة في المجتمع ، وتنمية الولاءات تحت الوطنية لإلهاء الشعب بهذه الصراعات وإبقاءه في حالة ضعف واقتتال لتستمر في السلطة ، وتنفيذ أوامر القوى الإمبريالية والصهيونية ..
– لذلك كرست نقص التربية الوطنية والأخلاقية، وعدم بناء البيت الداخلي وتحصينه، وأهملت بناء الإنسان العربي ، وهذا ما حث عليه المفكر العربي المغربي المهدي المنجرة بالقول : ” عندما أراد الصينيون القدامى أن يعيشوا في آمان بنوا سور الصين العظيم ، وأعتقدوا بأنه لا يوجد من يستطيع تسلقه لشدة علوه ..
– ولكن خلال المئة سنة الأولى من بناء السور تعرضت الصين للغزو ثلاث مرات ..!
– وفي كل مرة لم تكن جحافل العدو البرية في حاجة إلى اختراق السور أو تسلقه ..!
– بل كانوا في كل مرة يدفعون للحارس الرشوة ثم يدخلون عبر الباب ..
– لقد انشغل الصينيون القدماء ببناء السور ونسوا بناء الحارس ..!
– فبناء الإنسان يأتي قبل بناء كل شيء ..!
وهذا ما يحتاجه إنساننا العربي اليوم وشبابنا بالدرجة الأولى ..!
– إن الأنظمة العربية الرجعية اعتادت الذل والهوان وفقدت كرامتها مقابل الحفاظ على عروشها ..!
– ولكن رغم تسابقها لإرضاء الكيان الصهيوني والارتماء بالحضن الصهيوني والركوع عند أقدام ترامب ونتنياهو ، يتم معاملتهم كالعبيد والمرتزقة ، ولا يحافظ على ماء وجههم ، ولو كذباً بل يهانو بشكل علني ، لأنهم لا يخجلون ، ويستمرون في خنوعهم وانبطاحهم ،أنهم سفلة القوم ، أذلهم الله ..
– ما يمكننا أن نصف العلاقة بين الولايات المتحدة وهذه الأنظمة العربية الرجعية بعلاقة الحصيني بذيل الجمل .حيث تقول الرواية أن حصيني دخل” قن” دجاج فأكل حتى انتفخ ، ثم خرج فرأى جملاً جائماً ، فربط نفسه بذيل الجمل،وبعد فترة نهض الجمل ، فبدأ يتأرجح ذيل الجمل،ومعه الحصيني ، والجمل يسير ويبول على الحصيني حتى انتهى به الأمر أن مات خنقاً ببول الجمل ، ومن ينظر في واقع هذه الأنظمة ، يكاد الأمر ينطبق عليها،فبعضها مات خنقاً ، والآخر مازال يلفظ أنفاسه الأخيرة. لقد علمتنا تجارب البشرية ، أنه ” إذا أكلت الذئاب عدوك لا يعني أنها أصبحت صديقة لك”.. وأن من يدعي صداقتنا عليه أن يقطع كل علاقة له بعدونا ، فلا يمكن لأمريكا أن تدعي صداقة العرب وهي الداعم الأول لعدونا الكيان الصهيوني ، وكذلك معظم الدول الغربية ، و على كل من يدعي أنه يدعم المقاومة و دول المقاومة من العرب والمسلمين و يحرص على تحرير فلسطين والمقدسات الدينية وخاصة القدس ، أن يربط القول بالفعل ، وهذا ما علمنا إياه الإمام جعفر الصادق عليه السلام بقوله: ” كَذِبَ من أدعى محبتنا .. ولم يتبرأ من عدونا “..
– لقد آن الآوان لهذه الأمة أن تنهض وتنزع عنها ثوب الذل ، وتسخر إمكاناتها في دعم المقاومة التي أثبتت صلابتها وقوتها ، وإنها الطريق الذي يحفظ الكرامة والهيبة،،وتسقط عن كاهلها كل الحكومات العاجزة ، وتميز بين عدوها وصديقها ، ولنا كل الثقة بشعبنا العربي ، بالنهوض ومتابعة دوره في بناء الحضارة الإنسانية ، والأخذ بأسباب القوة كلها .. وفي مقدمها العلم وإطلاق العقل من الأسر ، وفرض إرادة الشعب .