صاروخا كروز ايرانيان أصابا بارجتين اسرائيليتين من طراز ساعر

يصادف اليوم السبت الذكرى السنوية العاشرة للنصر المؤزر الذي حققه حزب الله على الكيان الصهيوني في حرب تموز فهذا الكيان لم يحقق اهدافه المعلنة وذاق مرارة الهزيمة وقد اعتبر الخبراء ان هذه الحرب كانت نقطة تحول في الحروب الصهيونية على لبنان حيث استعرض حزب الله قسما من قدراته امام جيش الاحتلال الصهيوني.

تقرير خاص لوكالة تسنيم الدولية للأنباء – من اهم الاحداث التي جرت في حرب تموز هو كشف حزب الله عن صواريخ الكروز التي كانت بحوزته، فعندما وصلت الحرب الى يومها الثالث وكانت الاوامر الصادرة عن الجيش الصهيوني تقضي بفرض حصار بحري على كافة السواحل اللبنانية في البحر المتوسط لمنع دخول او خروج اية سفينة للمياه اللبنانية، دخلت بارجة اسرائيلية من طراز ساعر 5 الى المياه اللبنانية واتخذت موقعا هجوميا قرب الساحل ورغم ان تردد السفن من والى لبنان كان ممنوعا بقرار صهيوني لكن تواجد هذه البارجة الصهيونية الشهيرة على بعد عدة كيلومترات من ساحل بيروت كان يشكل ضغطا نفسيا على اهالي العاصمة اللبنانية.

ومن هنا باشر حزب الله في اليوم الثالث من الحرب عملياته لضرب معنويات الجنود الصهاينة واطلق صاروخ كروز نجح في اصابة بارجة ساعر 5 المتطورة وكما اعلن الصهاينة قتل 4 عسكريين اسرائيليين وجرح عدد كبير منهم في هذا الهجوم وعادت البارجة الى سواحل الكيان الصهيوني لتصليح الاضرار والتحقيق فيما جرى.

وقد تم مناقشة هذه القضية بعد انتهاء الحرب في لجنة فينوغراد التي شكلها الصهاينة لدراسة اسباب هزيمتهم وقد اكدت هذه اللجنة وكذلك الجيش الصهيوني نجاح الصاروخ في اصابة بارجة ساعر 5 ، لكن التحقيق الصهيوني اشار الى 3 امور هي التالية:

1- الصاروخ الذي اطلق كان من طراز نور (C-802)
2-  ان البارجة كانت على بعد 16 ميلا أي 26 كيلومترا من الساحل اللبناني
3- ان جميع الانظمة الرادارية والدفاعية للبارجة كانت مطفئة حينما اصاب الصاروخ البارجة
ان صاروخ نور الذي هو صاروخ كروز يبلغ مداه 120 كيلومترا وهو أحد أشهر

صواريخ الكروز الايرانية وهذا الصاروخ الذي يشبه صاروخ C-802 الصيني قد ادخل الخدمه في القوات البحرية للجيش الايراني والقوات البحرية للحرس الثوري وهو يستخدم في الكثير من البوارج والسفن الحربية للجيش الايراني والحرس الثوري.

لكن حزب الله لم يستخدم صاروخ نور في استهداف البارجة ساعر بل استخدم صاروخ كروز اضعف واصغر بكثير وهو صاروخ “كوثر” .

ان صاروخ كوثر هو صاروخ كروز قصير المدى ويوجد منه نموذجين في ايران، واحد يطلق من منصات برية وآخر يطلق من الجو، ويتم توجيه هذا الصاروخ بطريقتين “تلفزيونية” و”رادارية” وهذا الصاروخ هو من أدق صواريخ كروز الايرانية في اصابة الاهداف ويبلغ مداه بين 15 و20 كيلومترا.

يقول التقرير الرسمي للجنة فينوغراد الصهيونية ان المسافة بين البارجة وساحل بيروت كانت 16 ميلا ما يعادل 26 كيلومترا في وقت يظهر الفيلم الذي صوره حزب الله عن اصابة البارجة الصهيونية بوضوح ان البارجة كانت على بعد اقل من 15 كيلومترا من الساحل حيث تم مشاهدة النيران التي اشتعلت في البارجة بعد الاصابة بوضوح، وقد صور حزب الله هذا المشهد.

والسؤال الذي يطرح هنا هو ” ما هي الحاجة لاطلاق صاروخ يبلغ مداه اكثر من 120 كيلومترا في هذه المسافة القصيرة؟” ان الصهاينة كانوا يحاولون وما زالوا يحاولون القول بأن الصاروخ الذي اصاب بارجة ساعر المتطورة هو احد افضل صواريخ الكروز الايرانية اي صاروخ نور (C-802)، لكن نظرا للمسافة التي يتطلبها صعود ونزول صاروخ كروز من طراز صاروخ نور فإن امكانية اصابة هذا الصاروخ للبارجة كانت غير موجودة لأن الصاروخ الذي يبلغ مداه اكثر من 120 كيلومترا يقطع جزءا كبيرا من هذه المسافة صعودا نحو الاعلى ومن ثم يعود نحو سطح المياه وهذه العملية غير ممكنة في مسافة اقل من 15 كيلومترا.

ان لجنة فينوغراد قال في اعلانه الرسمي ان جميع الانظمة الدفاعية للبارجة ومنها نظام فالانكس ونظام باراك الدفاعي وانظمة التشويش ورادارات التتبع ورادارات الاستطلاع وغيرها كانت مطفئة جميعا حين اطلاق الصاروخ! وان سبب عدم دفاع البارجة عن نفسها هو ان هذه الانظمة كانت مطفئة، لكن الإمعان في مهمة البارجة ومكان استقرارها يظهر بوضوح حقيقة ما ادعته لجنة فينوغراد، “ان بارجة ساعر 5 المتطورة كانت تقل 70 بحارا وتكلفت بمهمة تنفيذ الامر الصادر بفرض حصار بحري على بيروت في حرب شاملة واستقرت على مقربة 15 كيلومترا من ساحل العاصمة اللبنانية في اوضاع حربية مثل حرب تموز التي يمكن ان تشهد في كل لحظة اندلاع مواجهات جديدة بين الطرفين فهل يمكن لبارجة استقرت في المياه اللبنانية وبالقرب من ساحل بيروت ان تطفئ جميع انظمتها الدفاعية؟ أم ان هذه الانظمة كانت تعمل لكن أي منها لم تستطع رصد الصاروخ وتتبعه وتدميره قبل الوصول الى البارجة؟
ليس معلوما لماذا يقوم الجيش الصهيوني بتبرير اسباب نجاح هذا الهجوم الفريد من نوعه بطرح قضايا لا يصدقها اي شخص يمتلك معلومات عسكرية قليلة؟ (هذه التبريرات تعتبر جيدة لعامة الناس الذين لايمتلكون معلومات عسكرية).

هذا وقد استطاع حزب الله اصابة بارجة ساعر اخرى للكيان الصهيوني (من مجموع 3 بارجات ساعر يمتلكها الكيان الصهيوني) اثناء حرب تموز بصاروخ كروز ايضا لكن تعتيما شاملا تم فرضه على هذا الهجوم ولم يتم نشر اي خبر أو معلومات عنه ولم يشير الجيش الصهيوني اليه ابدا.